لم اك اعلم ان صيانة مركز جزيرة دوران بوسط العاصمة(ميدان الجزائر), وتعبيد طريق مزدوج بطول كيلومتر واحد فقط لا غير(الفرناج) يحتاج الى بهرجة اعلامية.انه بحق الاعلام الحكومي المدفوع الاجر الذي يلمع كل شيء, قد نجد لهم العذر فهذا كل ما استطاعوا ان يجودوا به علينا من اموالنا المنهوبة لعقد من الزمن.
يعتبره البعض اول الغيث, نقول ان السحب قد انقشعت وذهبت الى امصار اخرى,تعود عليهم بالنفع العظيم. جلبوا لنا الاغذية الفاسدة, وحيث انه ليس بالخبز وحده يحيا الانسان, احضروا لنا “التبن” لانهم لم يعودوا يفرقوا بيننا وبين الماشية, بل نحن اقل مرتبة, فللحيوانات جمعيات الرفق بها.
ربما يقول البعض يجب الا نتسرع في الحكم عليهم, خريف هذا العام في بداياته, وهؤلاء البعض يتناسون ان ربيع المتسلطون الجدد استمر لعشرة اعوام, ازهاره كانت بالنسبة لنا اشواكا ادمت اقدامنا وقلوبنا, فتكونت انهارا من الدماء جرفت معظم بيوتنا واجبرتنا على الرحيل, لم يستطع بعضنا العودة الى ديارهم رغم مناشدات الامم المتحدة, نسائم ربيعهم كانت بعطر القمامة المكدسة في كل الارجاء ورائحة تحلل الجثث التي تم الغدر بأصحابها, افقدتنا حاستي الشم والتذوق, لذلك لم نأبه لفيروس كورونا, فأخذت منا الكثير, زورا ادعوا انهم انفقوا المليارات لمجابهتها, مراكز الايواء لم يخرج منها الا القلة.
رب قائل يخفف من وطأة جرائم السلطة من ان الانتخابات قادمة(!؟) والتي هي على الابواب ستفرز اناس قلبهم على الوطن, ويتم تعويضنا عما فاتنا, ألا ترى معي ان خيم الافراح قد انتشرت في غالبية ربوع الوطن, وان الخمسين الف دينار الخاصة بالأسر قد يفك اسرها وتجد طريقها الى حساباتنا البنكية المقفرة.
انها الحملة الانتخابية التي بداها الدبيبة ومن معه بأموالنا المنهوبة, لقد اهدر الرجل (بزعق) الاموال الطائلة وبالأخص من بند الطوارئ على اجهزة ومؤسسات وكيانات يفترض ان تضمّن مستحقاتها بالميزانية العامة للدولة, مجلس النواب لم يقر الميزانية للحكومة لكنها تصرف وفق : قانون 12/1 يعني الصرف في مقدار قسمة مخصص القطاع في آخر ميزانية معتمدة على 12 ولا يصرف منه إلا فيما يخص البابين الأول والثاني فقط لا غير, وبالتالي فلمجلس النواب الحق في محاسبتها
القرارات غير المدروسة لن تجلب النفع للبشر, بل ستثقل كاهلهم ,الايرادات العامة للدولة لن تغطي المصروفات وبالتالي ستلجأ السلطات الى تعويم العملة المحلية لمجابهة ذلك, انه الضحك على ذقون الشعب الذي ربما يدرك بعضه ذلك, ولسان حاله يقول ان لم تكن لدينا القدرة على تغيير الشرذمة المتحكمة في امور الدولة فلا باس من اخذ الفتات لسد الرمق, لقد سئمنا العيش في كنف الفاسدين.
الثورة على هؤلاء لا نقل مستحيلة ولكنها صعبة, ولا يزال مشهد الاحتجاج على الوضع, الجمعة يوم 15 نوفمبر 2013 (مظاهرة غرغور) وما نتج عنها من قتل ما يقرب من الخمسين متظاهر, ماثلة للعيان. لقد اصبنا بعدة نوبات قلبية اجهدتنا, ولكننا نريد ان نعيش يومنا, يقولون لنا ابتهجوا اليوم, جنازتكم غدا, نقول لهؤلاء انكم مجرد نباتات متسلقة ستصفر يوما وتصبح علفا للحيوانات… ” يا زرع.. لا تتمرجل…تكبر يجيك المنجل”. سنهجم في صباح الغد.