22 ديسمبر، 2024 7:15 م

الدبلوماسية في الإسلام

الدبلوماسية في الإسلام

تعرف الوسائل والأساليب التي تجرى عليها دولة في تنظيم شؤونها وعلاقتها الخارجية مع الدول الأخرى في الإصطلاح الحديث بالدبلوماسية أو رسوم السياسية الخارجية وإجراءاتها وبهذا المعنى نريد أن نسميها الدبلوماسية وحيث نعني بالكلام على بعض النواحي الدبلوماسية الإسلامية وأطوارها وحوادثها الشهيرة أو نتحدث بعبارة أخرى عن الوسائل والأساليب التي كانت تجري عليها الدولة الإسلامية المختلفة في تنظيم علاقاتها مع الدول النصرانية وكانت أعظم الحوادث الدبلوماسية في هذا العصر كتب النبي محمد (ص) إلى ملوك العصر و أمرائه ِ يدعوهم فيها إلى الإسلام والإيمان برسالته ِ وحادثة أخرى للرسول (ص) عن الدبلوماسية مع عبدالله بن نفيل كان يسمع كلام النبي محمد (ص) وينقله للمنافقين حتى أوقف الله نبيه (ص) على هذه ِ النميمة فأحضره النبي (ص) وسأله عنها فحلف أنه لم ينقل شيئا ً فقبل النبي فأخذ هذا الرجل يطعن ويقول ( هو اذن يقبل كل مايسمع اخبره الله أني أئم عليه فقبل وأخبرته أني لم أفعل فقبل) فأن النبي بتصديقه للمنافق لم يكن إلأ بمعنى عدم أظهار تكذيبه لأن الرسول اذا شدد بمعارضته ِ لأنفض الناس من حوله ِ بقوله ِ تعالى (فيما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت حفظا ً غليظ القلب لانفضوا من حولك ) أما الإمام علي (ع) كان مثال الدبلوماسية وأبرز نموذج في قصة التحكيم حيث كان رأيه سلبا ً من التحكيم لكن رأى كثير من أصحابه
كان رأيهم إلى التحكيم إيجابيا ً فترك رأيه وأخذ رأيهم أضطرارا ً / وقد كانت العلاقة بين الدولتين العباسية و البزنطينية تنظم حينها وتضطرب أحيانا ً وكانت بينهما معاهدات وإتفاقات سياسية لا تحصى وسفارات ومفاوضات دبلوماسية في كثير من المناسبات والظروف وكان من الطبيعي أن تكون مثل هذه ِ المعاهدات والعلاقات السياسية المستمرة بين دولة الإسلام الكبرى وجارتها المباشرة زعيمة النصرانية في الشرق وقد كان للدبلوماسية الإسلامية في إسبانيا المسلمة شأن كبير وذلك لموقعها سواء من البر أو البحر على أبواب أوربا النصرانية ولإنتظام علاقتها التجارية والسياسية مع معظم الدولة النصرانية في عهد عبدالرحمن بلغت العلاقات الدبلوماسية ذروة أزدهارها بين الإسلام والدول النصرانية الكبرى وتوالت وفودها وسفارتها على الأندلس / فأن الإسلام لم يقتصر فقط على بيان ما هو ديني بالمفهوم الضيق وإنما شمل إلى جانب ذلك كل مايتعلق بأوجه التعامل بين الأشخاص العاديين وكذلك بين الكيانات القانونية الدولية والتي يمثل القانون الدولي والعلاقات الدولية والدبلوماسية ابرز ملامحها أي إن الإسلام ليس مجرد ديانه تقتصر على بيان حقوق وواجبات العباد تجاه الله سبحانه وتعالى وحقوقه تجاههم وإنما بالإضافة إلى ذلك بين أسس وقواعد التعامل في المجتمع سواء على النطاق الداخلي أو في إطار المجتمع الدولي وفي مقدمة ذلك العلاقات الدبلوماسية / ولذلك فأن منهج الدبلوماسية الإسلامية تعني بذل الوسع في استخدام مختلف الكفاءات لمعالجة الأمور الطارئة بالوسائل السلمية استخداما ً تهدف لنشر الدعوة الإسلامية إلى العالم شريط إن يكون هذا الإستخدام في نطاق الأخلاق والمثل الإسلامية .