ما اعلنته الإدارة الأمريكية مسبقاً وعن عمد عن نيّتها لتزويد اوكرانيا بأسلحةٍ صاروخيةٍ جديدة معقّدة تقنيّاً وتمتاز بأنها بعيدة المدى ” ولم تحصل عليها الجيش الأوكراني منذ بدء الحرب والى غاية الآن ” , وكانَ بإمكان الأمريكان مباغتة الرّوس بها حين وصولها الى الأوكرانيين – وهذا من المفترض في اولويات العلوم العسكرية ومبادئ المعارك والحروب – , فلا شكّ أنّ له ما له من دلالاتٍ تتجاوز محاولة جسّ النبض الروسي في ذلك , وهذه الدلالات تغدو شبه مجهولة المغزى للطرف المقابل ! او للرأي العام الأمريكي وغير الأمريكي , ولا ريب أنّه أمرٌ يقلق موسكو ” وقد عبّر سيرغي لافروف – وزير الخارجية الروسي عن استيائه من ذلك وبشكلٍ عمومي ضمن توصيفات الإعلام لذلك ” .
وحيث هذه الأسلحة الصاروخية الحديثة لم تصل الى ميدان المعركة بعد , ولا يمكن حساب نتائج تأثيراتها على الروس عندما او حينما تصدر لها الأوامر بالإطلاق او الإنطلاق , وإذ لابدّ لها آنذاك من إحداثِ خلخلةٍ ما ” مهما كانت نسبيةً ” في موازين القوى , فإنّ أقلّ ردّ فعلٍ ممكن التكهّن به من الكرملين , هو جعل العاصمة كييف بما يجعلها لتكاد تفقد استقرارها وصوابها , إثرَ موجاتٍ صاروخيةٍ روسيةٍ لا تُبقي أثراً او اكثر للمقرات الحكومية والقيادات العسكرية المُموّهة , وآن ذاك فستبدأ مرحلة جديدة مبهمة من تطورات هذه الحرب , والأمريكان يفكّرون بذلك ايضاً .!