23 ديسمبر، 2024 1:22 م

الدبلوماسية العراقية والدور المفقود في مواجهة الإرهاب

الدبلوماسية العراقية والدور المفقود في مواجهة الإرهاب

حرب شاملة تخوضها القوات المسلّحة العراقية البطلة مع الإرهاب الدولي المتمثل بالقاعدة وداعش , قتل وتدمير وخراب وانتهاك للمحرمات يجري على أرض العراق , ولا أحد يسمع لأي دور أو نشاط للدبلوماسية العراقية , فكما وصفتها النائبة الشجاعة عالية نصيف جاسم في حديث خاص معي ( انّ الدولة العراقية بواد والخارجية بواد آخر ) , والناس تتسائل أين هي وزارة الخارجية قائدة الدبلوماسية العراقية من هذا الإرهاب الذي يمارس ضد العراق والشعب العراقي ؟ ولماذا لا تتحرك على مجلس الأمن والمجتمع الدولي لكشف أبعاد هذا الإرهاب ومن يقف خلفه ويموّله ؟ ولماذا لا تطلب من الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي ودول العالم أن تقف مع العراق في مساعدته بالتصدي لهذا الإرهاب الذي أودى بحياة مئات الآلاف من أبناء الشعب العراقي الأبرياء ؟ والبعض يقول اين هو وزير خارجيتنا الموّقر من كل ما يجري ؟ ولماذا لم ينبس ببنت شفه لهذه الجرائم والفضائع التي تقوم بها القاعدة وداعش بمساعدة السعودية وبعض دول المنطقة ؟ ألم يطّلع السيد وزير الخارجية على التقارير السرّية المرسلة من سفير الولايات المتحدة الأمريكية السابق كريستوفر هيل إلى وزارة الخارجية الأمريكية والتي كشفت عنها صحيفة الغارديان البريطانية ؟ أولم يطّلع سيادته على هذه التقارير التي تقول أنّ السعودية كانت ترعى التحريض الطائفي وتسمح لشيوخها باصدار فتاوى تحريضية على قتل أتباع الطوائف الأخرى ؟ أولم يهمس أحد من مساعدي السيد الوزير بإذنه في أنّ هذه التقارير تتحدث عن مصادر مخابراتية أفادت بأن السعودية تقوم بجهد في دول الخليج العربي لزعزعة حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي , كما تموّل هجمات تنظيم القاعدة في العراق ؟ .
فإذا كان السيد الوزير لا يعلم بهذه التقارير فتلك مصيبة , وإن كان يعلم وأضنه كذلك فالمصيبة أعظم , لأنّ هذا يضع السيد الوزير في دائرة الاتهام بالتقصير في أداء الواجب , لأنّ هذه البرقيات السرّية المرسلة من بغداد إلى وزارة الخارجية الأمريكية والتي كشفت عنها صحيفة الغارديان البريطانية , هي أدلة دامغة على تورط السعودية في تمويل نشاطات القاعدة في العراق , فكان من الأولى على وزارة الخارجية العراقية أن تتقدم بشكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي بإجراء تحقيق دولي حول صحة هذه التقارير , لأنّ قرارات مجلس الأمن الدولي 1189 و 1269 و 1373 واضحة جدا في اعتبار الإرهاب الدولي يشّكل تهديدا للسلام والأمن الدوليين ,
وهذه القرارات تفرض على كل دولة عضو في الأمم المتحدة أن تمتنع عن تنظيم أي أعمال إرهابية في دولة أخرى أو التحريض عليها أو المساعدة أو المشاركة فيها أو قبول أي أنشطة منظمة في أراضيها بهدف ارتكاب تلك الأعمال ويتم التصرف معها بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة .
والحقيقة انّ الذي دفعني لكتابة هذا المقال هو هذا الصمت المطبق والدور الغائب تماما للدبلوماسية العراقية عن هذه الأحداث التي تجري في العراق , وكلنا نتذكر قبل فترة قليلة كيف تصرفت حكومة مصر بسحب سفيرها من تركيا احتجاجا على اجتماع عقده الأخوان المسلمين في اسطنبول , وكيف تعاملت الدبلوماسية الروسية مع الأحداث الإرهابية الأخيرة التي جرت على أراضيها , فكل دول العالم تتعامل بحزم مع أي عمل إرهابي يجري على أراضيها , إلا الدبلوماسية العراقية فهي نائمة كنومة أهل الكهف , ولا أدري متى ستصحوا وتواكب الأحداث الجارية في البلد ؟ وفعلا كما قالت عالية نصيف جاسم الدولة العراقية بواد والخارجية بواد آخر .