18 ديسمبر، 2024 6:59 م

الدباس .. والدوري .. ودولة الرئيس

الدباس .. والدوري .. ودولة الرئيس

تناوب خلال الإسبوعين الماضيين أربعة  من نواب البرلمان العراقي (وكلهم من التيار الصدري) على تهشيم رجل المال العراقي فاضل الدباس. إذ ظهرت على شاشة الفضائية البغدادية الدكتورة مهى الدوري، لتسلم بعد ذلك عصا الإفتراء والظلم والتحيز الى النائب جواد الشهيلي – المعروف بموهبته المميزة في قلب الحقائق- وبعد أن عرض الشهيلي بضاعته المشبوهة عبر قناة الخشلوك الفضائية، قام بتسليم العصا للنائب (المحظور) من قبل السيد مقتدى الصدر حاكم الزاملي، فقام الزاملي بما تمليه عليه الظروف بعد أن رفع عنه الحظر، ليدخل الملعب بشوق كبير وظمأ حقيقي لإثبات الوجود أمام (السيد القائد) فقلب الأبيض أسوداً، والأسود أبيضاً. ولم يترك فرِّية واحدة في قواميس الكذب والظلم إلاَّ وإستعان بها في حربه غير المقدسة ضد الدباس.  وأخيراً جاء الدور في فريق الأربعة في أربعمائة بريد تتابع الى رئيس لجنة النزاهة بهاء الأعرجي.. ليحمل العصا ويطر بها نحو خط النهاية.. فيفوز بالبطولة..
 ولو ألقينا نظرة على وجوه المتحدثين الأربعة، ونظرة على أيديهم، ورأينا حماستهم وإنفعالهم أثناء إستضافتهم من قبل (الرفيق) أنور الحمداني، لإكتشفنا دون عناء أن الجماعة كانوا يكذبون بإمتياز، وإنهم ينفذون خطة لا خيار آخر فيها لغير إستحصال مبالغ كبيرة كرشوة من الدباس مقابل أن يصمتوا ويسكتوا عنه في هذا البرنامج السيء الذي لايقدم للبلد سوى الفتنة والتناحر والضحك على ذقون الناس عبرمقابلات كارتونية هزيلة.. وحوارات مدفوعة الثمن سلفاً، يصنعها ويطبخها الأفاق، والقرقوز المتخلف أنور الحمداني.. ورجل الأمن عماد العبادي. تلك البرامج التي يراد منها تسقيط العنصر العراقي، وتشويه ملامح الهوية الوطنية، التي يشتغل عليها بجد أعداء العراق، وأعداء العملية السياسية منذ سقوط الطاغية صدام حتى الساعة. فضلاً عن سعي المحاورين، خصوصاً الحمداني الى تحقيق مآرب وأهداف تاجر الحشيش المعروف عون الخشلوك. المتوافقة طموحاته هذه المرة مع طموحات مهى الدوري (ورفاقها). ويبدو أن فاضل الدباس لم يستجب لضغوط االفرسان الأربعة، بخاصة وإن بعض هؤلاء الفرسان يتحدث في مجالسه الشخصية بأن السيد مقتدى يدعم شخصياً هذا الهجوم على الدباس، وهو الهجوم الذي ظاهره القضاء على الفساد، وباطنه إجبار الدباس على دفع مبلغ كبيرجداً من أجل تمويل حملة  الإنتخابات النيابية القادمة من الآن .. وللحق فأنا شخصياً لا أصدق مثل هذه الكذبة التي يطلقها حاكم وجماعته بحق السيد مقتدى، لأن أصل السيد وقيمه وتربيته لا تسمح له بمثل هذه الأفعال. وأنا واثق من أن هذه الكذبة مجرد غطاء يتغطى به النواب الأربعة لإستحلاب المسؤولين ورجال الأعمال في العراق وإبتزازهم بإسم السيد مقتدى..
ولو لم يكن الأمر إبتزازاً، وكسباً مالياً باطلاً، لماذا يصر الجماعة على مضغ إسم فاضل الدباس في كل يوم.. وكأن الدباس وحده في العراق دون غيره.. بحيث بات الناس يتوقعون في كل حلقة يظهر فبيها أحد هؤلاء النواب بأن المستهدف اليوم فاضل الدباس ولكن بموديل جديد!! وإذا كان هدف مهى الدوري (ورفاقها) هو فعلاً المصلحة العامة وحماية المواطن العراقي لاغير، فلماذا لا تذهب هي وجماعتها الى الأشخاص الآخرين  – وهي تعرفهم جيداً- فتؤدي معهم أيضاً رسالتها الوطنية النيابية من خلال كشف مخالفاتهم المالية والسياسية.. وطبعاً فإن هناك مئات الأسماء في هذا المجال. كما أود أن أشير الى أن عرض الحمداني وبهاء وحاكم وغيرهم لمخالفات الدباس في تعاملاته المالية عبر مزادات البنك المركزي العراقي أمر جيد إن كان قد حصل فعلاً، لكن لماذا لايعرض بهاء الأعرجي، وهو رئيس النزاهة في البرلمان مخالفات المصارف والبنوك الأخرى، ليتعرف المواطن على كل المخالفين وليس على واحد فقط .. وسأفترض هنا أن للدباس مخالفات مصرفية كثيرة.. النقطة المهمة التي أود أن يتأكد القاريء من خلالها أن العملية إستهدافية وليست بريئة بحق الرجل، وذلك من خلال تنقل حاكم والشهيلي والدوري وبهاء من نقطة الى أخرى، إذ ما أن إنتهوا من تهمة قضية المزاد في البنك المركزي، حتى أثاروا قضية أجهزة كشف المتفجرات فأهملوا هذه المرة صاحب الشأن الحقيقي ليمسكوا برقبة الممول فاضل الدباس.. وكأن الممول هو صاحب الفكرة والمشروع والأستفادة والتزكية الفنية والأمنية للأجهزة، وليس مجرد ممول يمولًّ بضاعة تمت فيها عشرات الإمضاءات والموافقات والأختام الحكومية الكبيرة.. وحين ظهر للعالم أن الدباس بريء من هذه التهمة، تحرك موكب النواب الأربعة نحو قضية أخرى، فكانت هذه المرة قيام الدباس ببناء 12 جامع للإخوان المسلمين في الأردن. وكم شعرت بالأسى لحال البرلمان العراقي وأنا أرى وأسمع هذا المنطق المتحيز الظالم لبعض أعضائه. وهنا  أود أن أسأل النائب حاكم الزاملي وأقول له :- هل أن الرجل بنى الجوامع ليصلي بها المسلمون، أم أنه بنى بارات وصالات قمار، وبيوت دعارة يتفحش بها الناس حاشا ذلك. ثم من قال أن فاضل الدباس قد بنى 12مسجداً، بينما المعلومات تقول، أنه بنى جامعاً واحداً لاغير في الأردن.. وما الضير أن يبني رجل ثري، ومسلم، يعيش منذ سنوات بعيدة في بلد فقير بحاجة للمساعدة، يبني جامعاً فيه تقرباً الى الله، وتشكراً للناس الذين عاش بينهم عمراً طويلاً.. فهل فعل الرجل جريمة حين بنى مسجداً للمسلمين هناك. وهل ثمة أصلح من بناء مسجد يصلي به المسلمون؟
ثم لماذا لايتحدث حاكم الزاملي أو غيره عن الحسينية الكبيرة التي بناها فاضل الدباس من ماله الخاص في محافظة ميسان.. علماً بانها أكبر حسينية في العراق، إذ راح الناس يترحمون أهله كل يوم. وقد تكون هناك أكثر من حسينية وجامع شيدها الدباس في محافظات أخرى لا نعرفها .. فأنا أعرف ببناء الحسينية في العمارة لأني عماري، ولد وعاش وسيموت في هذه المدينة الرائعة.. واليوم وبعد أن أطلق النواب الأربعة مفرقعات المزاد في البنك المركزي، وأجهزة كشف المتفجرات، وبناء جوامع للأخوان المسلمين في الأردن – بالمناسبة كيف عرف النائب حاكم أن الدباس شيد الجوامع لأخوان المسلمين فقط – ؟ أقول بعد عرض هذه القضايا.. ماذا يحضر لنا الزاملي وجماعته في الحلقة القادمة ..؟ البعض يعتقد أن المتفرقعات لن تنتهي ألا بحصول النواب الأربعة على المبلغ المطلوب، أو إجبار الدباس على مغادرة العراق..
وهنا أود أن أتوجه بطلبي هذا للأخ فاضل الدباس وأقول له : لا تنكسر، وتستسلم، وتغادر بلدك يافاضل، فهم يريدون منك ذلك. فإصبر أيها الشجاع البطل، فقد تحملت الضغوط والمهازل والتشويه والتسقيط، وبقيت شامخاً صلباً.. فإصبرعلى ماتبقى، ولا ترحل مع المهزومين، لأن المتبقي لهم قليل جداً .. فأنت الفائز بالحق، والمنتصر بدعم الشعب، ودعم الطيبين.. وطلبي الأخير سأتوجه به الى دولة رئيس الوزراء المالكي وأقول له: أقسم لك بكل المقدسات يادولة الرئيس، بأني لا أعرف الدباس، ولم أره يوماً قط، لكنني أتابع مهزلة القناة البغدادية وحملات التسقيط المفضوحة التي تتوالى ضده.. فأطلب منك بإسم الحق، وإسم العراق أن تحمي الرجل من هذه الكواسر، وتسنده فهو رأس مال وطني شريف .. وإذا بقي الحال على هذا الحال، فستجد يوماً أن العراق بلا رجال مال، أو رجال أعمال، لأنهم سيهربون جميعاً بسبب هذه الإبتزازات التي تأتي مرة من أعضاء البرلمان، ومرة من تجار الحشيشة، ومرة من أيتام صدام.. فإحم الدباس يا دولة الرئيس لأنك المسؤول عن حمايته قانوناً وشرعاً.. ولا تسمح لهم بإسقاطه، وإبعاده عن العراق..
 
[email protected]