22 ديسمبر، 2024 9:07 ص

الداعون إلى الثلث المعطل لا يرون سوى مصالحهم الخاصة

الداعون إلى الثلث المعطل لا يرون سوى مصالحهم الخاصة

إن الثلث المعطل يعني أن المعارضة تستطيع أن تعرقل أي قرار للحكومة، وهو بدعة لبنانية، فرضتها التركيبة الطائفية المعقدة التي جرت لبنان إلى الانهيار، وهي اذا ما كانت ملاذا تشريعيا للاقليات، التي تخشى من التهميش، فإن الدعوة إلى الثلث المعطل في العراق، من قبل كتل شيعية هو غاية في الغرابة والريبة، لأنه إذا ما تكرست هذه البدعة، فان الاكراد اذا ما اتحدوا وتحالفوا مع كتل صغيرة سيعطلون عمل أي حكومة، وكذلك السنة، ومن ثم فالخاسر الأكبر من الثلث المعطل هم الشيعة، لانهم يستطيعون تحقيق مطالبهم بالأغلبية، من دون ثلث معطل ولا ربع ولا غير ذلك، ولكن يبدو ان هوس السلطة وربما الخوف من مقتدى الذي توعد المفسدين، وهم كثر في الحكومات التي تعاقبت، هو الدافع للدعوة الى ذلك الثلث البائس، الذي يذكرنا بمحافظات كردستان الثلاث، فبمساحة ونفوس لا تتجاوز الثمانية في المائة من مساحة العراق ونفوسه، حظيت تلك المحافظات بتشريع دستوري بائس اناط بها تعطيل أي قانون لا يحقق مصالحها.

إذا عطل المنادون بالثلث المعطل تشكيل الحكومة، وما يترتب على ذلك من حل لمجلس النواب، وانتخابات جديدة في هذا الظرف العالمي الحرج الذي يهدد البلاد بالمجاعة والإرهاب، فسيعاقبهم الشعب اشد عقاب، نصيحتي لهم ان يتركوا التيار الصدري وحلفاءه يشكلون الحكومة، وسيدفعون ثمنا اقل من ذلك الذي ينتظرهم ان عطلوا الحياة السياسية في بلاد تفتقد إلى مقومات مواجهة المجاعة والإرهاب، بعدما انهكها الفساد.