العراق خارج القمة الرباعية
لا احد يزايد على ان العراق يعد الداعم الاول للبلد الشقيق الاردن, وهذا مالا ينكره العدو قبل الصديق, وان العطاء السخي الذي يقدمه العراق هو ناتج من الدور الاخوي الذي يقوم به تجاه اشقائه العرب, ولا يقتصر ذلك السخاء المتواصل بالأموال فقط, وانما يتعداه الى بذل الارواح تجاه القضايا العربية, والامثلة كثيرة على ذلك.
منذ عقود والعراق يصدر النفط الى الاردن بسعر يراعي الوضع الاقتصادي الذي يمر به البلد الشقيق وبمعدل ثابت وتحت سعر السوق العالمي ب30%, اضافة الى التبادل التجاري الذي بلغ اكثر من 14.1 مليون دولار خلال عام 2017, من خلال تصدير المنتوجات الاردنية الى السوق المحلي العراقي, وهذا التبادل يعد احد اوجه الدعم الاقتصادي للأردن.
الاعتصامات والصمت العربي.
منذ اسابيع والاردن يواجه حالة ثورية انطلقت من الشعب منفرة من الاداء الحكومي والفساد المستشري في الادارات الحكومية, وهذا ما معلوم لنا اما ما خفي تحت هذه الاعتصامات وماهي ادوات التحريك فقد نتطرق اليها لاحقا.
بعد مرور الاسابيع واحدا تلو الاخر والبلدان العربية لا تحرك ساكنا, وكأنها تنتظر ان يشتعل فتيل الازمة اكثر وتؤول الاحداث الى اكثر من مجرد اعتصامات, وهذا ما ينذر بان الاردن يتعرض الى مؤامرة نتيجة المواقف السياسية منها صفقة القرن واخرها موقف الاردن من نقل السفارة الاميركية في القدس الشرقية, او من اجل فرص الوصاية عليها من اجل التأثير على سلب قراراتها الخارجية وحصرها في التأثير الداخلي والانشغال به, وهذا مانوه اليه بعض القيادات الرسمية في الاردن.
القمة الرباعية وخفايا التأخير
بعد اسابيع دعت السعودية الى قمة رباعية لدعم الاردن والوقوف معه في محنته حسب زعمها, وهذا يدفعنا الى طرح سؤال الا وهو اين كانوا دعاة القمة قبل هذا الوقت, وماهي المستجدات التي طرأت على الساحة الدولية والاردنية خاصة ودفعت بالسعودية الى عقد قمة رباعية متكونة من حليفها الاستراتيجي الامارات وشقيقهما في الاعلام الكويت, هل هناك شروط ملئت على الاردن من اجل حفنة من الاموال قد لا ترتقي الى الدعم العراقي السخي طيلة العقود الماضية.
وهل كانت هناك حاجة ملحة الى عقد قمة من اجل الدعم الى بلد عربي شقيق, هل الاتحاد الاوروبي اكثر قربا من اطراف القمة الرباعية حتى يمنح الاردن اموالا لدعم اقتصاده ولكن دون الدعوة الى قمة, ماهي خفايا القمة, وماهي المواقف التي ستصدر لاحقا حول عدد من القضايا واهما التطبيع مع اسرائيل, ام هناك قضايا اخرى ستظهر في القريب العاجل.