19 ديسمبر، 2024 12:50 ص

يواجه النظام الايراني وضعا ومرحلة حساسة جدا من جراء المواقف المتشددة التي باتت الولايات المتحدة الامريکية تتخذها حياله والتي صارت تضيق الخناق أکثر فأکثر على النظام بحيث إن الدائرة تضييق به أکثر مع مرور الايام. الانسحاب الامريکي من الاتفاق النووي الذي کان بداية إنتهاء مواسم الامتيازات الخاصة لهذا النظام والتي کانت تمنح له بطرق متباينة من جانب الادارات الامريکية المتعاقبة طوال العقود الاربعة الماضية، وقد جاءت العقوبات الامريکية ومن ثم إدراج الحرس الثوري ضمن قائمة المنظمات الارهابية، لکي تضع النظام في موقف صعب وحرج خصوصا وإن تدخلات النظام الايراني في بلدان المنطقة قد تمت بواسطة هذا الحرس کما إن الاوضاع الامنية في الداخل أيضا يمسك بها هذا الحرس فهو بمثابة المدافع الابرز عن النظام، ومن هنا فإن النظام لايتمکن من التحرك کما کان حاله طوال الاعوام والعقود السابقة.
التصريحات النارية المتشددة وإستعراض العضلات المفتولة وإطلاق التهديدات ضد بلدان المنطقة بعد المواقف الامريکية الضاغطة على النظام الايراني، لم تعد تنفع الشعب الايراني بشئ، بل إنه مستاء وحتى يتطير منها خصوصا وإن تدخلات النظام في بلدان المنطقة وبشکل خاص في سوريا، کانت السبب الاکبر وراء المصاعب الاقتصادية والمعيشية التي يعاني منها، وقد جاءت کارثة السيول والموقف الرسمي شبه المتصادل من المناطق المنکوبة ورفض المرشد الاعلى للنظام أن يساعد سکان تلك المناطق من صندوق التنمية الوطني رغم إنه قد صرف المليارات منه من أجل الحرس الثوري خلال العام الماضي والحالي على حد سواء، وهناك تململ شعبي من موقف المرشد الاعلى قد يقود الى تفجير الاوضاع وإحتمال أن تندلع الانتفاضة من جديد.
مايشاع هنا وهناك عن إتصالات سرية يقوم بها النظام مع الولايات المتحدة الامريکية وسعيه للخروج من محنته الحالية، وتوجه النظام من أجل إستغلال ذلك ليمتص سخط وغضب الشعب الايراني وليخلق جوا مشابها لذلك الذي کان قبل التوقيع على الاتفاق النووي ولکن ومع إن الشعب الايراني لم يعد يثق بهذا النظام ولاسيما بعد أن ثبت له کيف إن النظام لم يف بوعوده بعد الاتفاق النووي للشعب، فإن الادارة الامريکية الحالية ليست کالادارة التي سبقتها، فهي تريد من هذا النظام التخلي عن نهجه والاستجابة لمطالبها، وفي مقدمتها أن يتخلى عن تصدير الارهاب والارهاب وينهي تدخلاته في بلدان المنطقة ويحسن من أوضاع حقوق الانسان في إيران وقبل کل ذلك يتم تعديل الاتفاق النووي بالصورة الملائمة التي لاتسمح للنظام بالتهرب والتحايل على بنوده، وإذا ماقبل النظام بهذه الشروط، فإنه بذلك يطلق رصاصة الرحمة على رأسه، ومن هنا يحاول النظام وعبر الوسطاء أن يحصل على إتفاق يبقي له شئ من ماء الوجه خصوصا بعد أن صار في حالة وفي وضع يرثى له خصوصا وإن النشاطات المعادية للنظام والتي بلغت ذروتها من خلال نشاطات معاقل الانتفاضة قد باتت تقود الاوضاع في إيران الى مفترق يمکن إعتباره مفترق الحسم!