الخِطاب المُحتدَم بين الموقّر والمحترَم

الخِطاب المُحتدَم بين الموقّر والمحترَم

تؤدي أهمية المراسلات الإدارية، دوراً مهماً في توقير واحترام المخاطب
ونعته، من خلال صياغة ألفاظ تنم عن الاحترام والتوقير له في كتاباتنا الإدارية، مع التركيز على استخدام الألفاظ المناسبة، وقد كثر الحديث
عن نعت المخاطب أو المرسل إليه، باسمه الشَّخصيّ أو بمنصبه الإداري، للدلالة على الإجلال والمهابة، ووصفه بها في مستهل المخاطبات الإدارية والمراسلات بين الدوائر والمؤسَّسات الرّسميّة،
مثل:
السيد المدير العام
المحترم
السيد المدير العام
الموقّر
تذكيراً وتأنيثاً وتثنيةوجمعاً .
وهنا جاء النقاش بين “الموقّر” و”المحترم”، وحول اللفظ الذي يكون فصيحاً ويعطي الصورة الصحيحة للخطاب الإداري، وهنا نقول بعد البحث والاستقصاء: بأنّ “الموقّر” أفضل من ” المحترم”
لثلاثة أسباب قرآنيةً، وبلاغيةً ،وفصاحة.
فقد جاء في القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿وَتُعَزِرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ ﴾
[الفتح: ٩].
فارتباط “الموقّر” بالنصوص الدينية، اضفى عليه قيمة أسمى.
أما بلاغياً فقد تعبر لفظة ” الموقّر”عن مدى التقدير الذي يستحقه الفرد بناءً على مكانته، لأنَّ كل شخص يكون موقرًا بما يناسبه.
وأخيراً من ناحية الفصاحة
إذ إنّ كلمة “الموقّر” موجودة في المعجمات القديمة، بينما “المحترم” لم تُدوَّن فيه.
فالالتزام بأسلوب النعت الصحيح مهم لضمان الأدب والاحترام في المخاطبات الإدارية، كما
أن هذه النعوت تعكس المكانة الوظيفية للأفراد، ويجب مراعاتها في التواصل الرسمي، حيث تسهم في حسن الابتداء وتجذب اهتمام المخاطب.
إنّ تجاوز هذه الألفاظ أو استخدامها بشكل غير مناسب، قد يفهم على أنه تباهٍ أو تفخيم بلا مبرر، خاصةً إذا كانت لا تعكس الواقع الإداري للفرد.
لذا، يجب أن تكون النعوت تعبيرًا دقيقًا عن الوضع الحقيقي للمخاطب في سياق المسؤوليات الوظيفية، إضافة إلى أنه يُعدُّ مِن حُسن الابتداء وبراعة الاستهلال، التي يستميل بها المخاطِبُ قلب المخاطَب إلى مطلوبه، ويجذبه إلى الغاية التي يريدها، ويُثير عاطفته إزاءها؛ فيتفاعل
مع موضوعه ويتجاوب
مع مبتغاه ومرامه.
إذن
كلمة “الموقّر” هو الأسلوب الأصحُ، الذي ينبغي التزامه في المخاطبات، ومراعاته
في المراسلات الإدارية؛ وذلك للالتزام بقواعد اللياقة والسُّلوك المتّسم بالأدب مع الآخرين، وحسن الكلام ولطافته من أصول المراسلات الإدارية، وخصائصها المميزة لها التي نصت عليها كتب فنّ المراسلات، وآداب المخاطبات بمختلف أصنافها وأشكالها،ولأنه الأسلوب المتبع في الكتب والمراسلات بين المراكز العلمية والمؤسسات الرسميَّة، في أغلب الدُّول العربيَّة إن لم يكن جميعها.

أحدث المقالات

أحدث المقالات