8 أبريل، 2024 5:13 ص
Search
Close this search box.

الخيول العربيه بين الأصالة والانقراض

Facebook
Twitter
LinkedIn

كانت العرب في عصر أسلافنا تتباهى بانواع الخيول وعدد مايملكه العربي من خيول أصيلة .وكانت من ثروات القبيلة والفرد .حتى أن الرجل الذي لايملك الفرس يعتبر من الطبقات الثانية في تصنيف رجال القبيلة .فالفارس بفرسه وقد شبه العرب أصالة النساء لأصالة الخيول فيقولون على المرأة الناجحة بالكحيلة .والاصيلة وغيرها من المسميات ..وقد حث ديننا الاسلامي الحنيف على تربية الخيْل قال تعالى ((وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ* إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ))
وفي الحديث الشريفَ ( الخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الخَيْرُ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ : الأَجْرُ وَالمَغْنَمُ ) .
نعم لقد كان فضل الخيول العربية قبل أن تتطوّر وسائل النقل والمواصلات لتشمل الطيران، والسيارات، والقطارات وغيرها كبيراً كان الإنسان يستخدم وسائل بدائية وأهمّها الخيول؛ لأنّها تتمتّع بالقوة والسرعة إضافةً إلى الجمال،وكان تعيش في نفس المنازل التي يسكنها الناس وفي مكان خاص مخصص لها ..لقد شاركت الخيول في عصرها الذهبي في الفتوحات الإسلامية وعبرت الجزيرة العربية وصحرائها وعبرت البحار مع المقاتلين في نشر الاسلام ..
وهي الوسيلة الوحيدة كانت موجودة لتنقل الناس من مكان لآخر .فابن البادية يتنقل بواسطتها أسوة بابناء المدن وابن اوربا أسوة بابن اسيا وافريقيا .
كانت الخيول لها مكانتها في كل مجالات الحياة . فالزراعة والتجارة تعتمد عليها قبل أن يتطور العلم وتصنع أول مركبة تسير بالوقود ..
ومازالت الخيول العربية هي خيول متعددة الاستخدامات تتنافس في العديد من سباقات الفروسية, مثل: سباقات الخيول وعروض الخيول ومختلف العروض المختصة بأساليب الركوب، وسباقات التحمل، كما تشارك الخيول العربية في مسابقات الاتحاد الدولي للفروسية بما فيها مسابقات الفروسية العالمية.ولكن بإعداد قليلة قياساً بالماضي القريب وقسم من الناس الذين يحبون الخيول اليوم يستخدمونه من أجل الاستمتاع بركوب الخيل أو مجرد تربيتها لجماليتها في مزارع خاصة ..
وهنا لابد لنا أن نتعرف على أنواع الخيول والتي حصلنا عليها من المصادر ذات الاختصاص والتي تضمّ ما يلي: الكحيلان: هو من أفضل أنواع الخيول العربية التي تنتشر في أماكن مختلفة من الوطن العربي، ويمتاز بجماله وضخامته، وله عدّة فصائل أو فروع .
المعنكي: ويطلق عليه أيضاً اسم المعنقي وتمتاز هذه الخيول بأنّها عربية أصيلة؛
الخيل الحِجَازي: وهو يعيش في بلاد الحجاز
الخيل اليَمَنِيَّة: والتي تتواجد في اليمن
الخيل الشَّامية: وتتواجد في بلاد الشام
الفرس الجزيري: ويعيش في شبه الجزيرة العربية لذلك سمّي بهذا الاسم، وهو من أجود وأفضل الخيول العربي الخيل البرقي: والذي يتواجد في منطقة برقة الليبية الخيل المِصْرِية: .والذي تتواجد في مصر وفي منطقة الشرقية
الخيل المغربية: والتي تعيش في بلاد المغرب العربي،
أن المحزن أيها القارئ الكريم أن خيولنا العربية انقرضت وأغلب مزارع الخيول اليوم في الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية .وأصبح المواطن العربي لايعرف اويميز بين أنواع الخيول .وأصبحت الأجيال الجديدة لاتعرف ماهي الخيول ودورها كان في مساعدة الانسان.وان اغلب القرى والأرياف اليوم تفتقد إلى تربية الخيول وتواجدها وسط حقولهم الخضراء..في حين يهتم الغرب بتربية الملايين من هذه الحيوانات وضمن مزارع خاصة وهم يفكرون أن زمان الخيول لم ينقرض وربما يعود في وقت معين . عندها سوف يقوم العرب باستيراد خيولهم من الغرب أسوة باستيراد السيارات والطائرات والسفن .رغم أن الشعوب العربية تستبعد رجوع هذا الزمان . فنحن شعوب غريبة الأطوار نمجد الماضي ولانرغب بعودته.. .
وبما أنني مثلكم لا املك اي نوع من هذه الخيول ولكنني من المشجعين لتربية الخيول وخاصة في القرى والأرياف حتى نشعر بحلاوة الريف العراقي الجميل ويشعر ابن المدينة عندما يذهب بزيارة أقاربه وأصدقائه في القرى أن هناك تميز واضح بين القرى والأرياف وبين المدينة ..وان تطور العلم لم يغير هذه التقاليد ولم يقلل من شأنها .وان البيئة الفلاحية حتى وإن حصل أبنائها على الشهادات الدراسية في كافة المجالات فهذا لا يمنع من تربية الخيول مثله مثل تربية المواشي الأخرى في البيوت الريفية ..وختاماً نكرر المقولة الشهيرة علمو ابنائكم السباحة والرماية وركوب الخيل …مثلما علمتوهم برامج الحاسوب والعاب الموبايل والاتصالات بالإنترنت ..وان لانفقد الأصالة على حساب الحداثة .والماضي على حساب العصرنة ..ولهفتنا تتشوق إلى رؤية الفرس بجانب السيارة الحديثة وبرج الإتصال فوق سطح المنزل في كل القرى الريفيه ..ونرى قطعان الخيل وهي تسرح في حقول ومراعي ريفنا الجميل لتكمل جمالية اللوحة الفنية لوحة القرية الجميلة …

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب