23 ديسمبر، 2024 7:44 م

الخيرة عند الحيرة الخيرة عند الحيرة

الخيرة عند الحيرة الخيرة عند الحيرة

ذكر لي أحد البرلمانيين صورة قاتمة عن بعض ممثلي الشعب تحت قبة البرلمان عندما يتم التصويت على القرارات المهمة التي تمس حياة الشعب حيث لاحظ هذا البرلماني أن بعض زملائه ( المؤمنين ) ينكفئون منبطحين تحت الكراسي خافضي رؤوسهم بين أرجلهم قبل التصويت على أي قانون أو قرار و لتكرار هذه الحالة و أنسجامها مع بعض الحالات الانبطاحية عند الكثيرين من السياسيين قرر صاحبنا أن يستكشف هذه الحالة الغريبة فكانت المفاجأة أن هؤلاء الاخوة كانوا يمسكون ( المسبحة ) و يأخذون خيرة ( يصوت أو لا يصوت ) فاذا كانت الخيرة في التصويت كانت و الا فلا … حتى ان كان القرار فيه مصلحة للشعب او له أهمية في أنقاذ هذا الوطن مما ألم به و هكذا باتت القرارات التي تخص الشعب (و الذي أنتخب ممثليه ليراعوا مصالحه ) يخضع الى أمزجة برلماني و خيرة سبحته أو توجيهات رئيس كتلته أو مصالح الفئة التي يدعي انه يدافع عنها و يستميت في القتال من أجلها و بما أن الفئات قد تتقاطع مصالحها وفق أجندة التقسيم ( البايدنية ) فلابد أن تتقاطع التوجيهات و يتصاعد الصراع فيصوت من يصوت و يمتنع من لا يرى في القرار مصلحة له أو لمن يمثل ،

و لكن طبعاً هناك أستثناءاً لكل هذا فهناك نوعاً من القرارات لا تخضع للخيرة أو للحيرة و لا للتقسيمات الطائفية او الاثنية او الفئوية فبعض القرارات ترفع لها الايدي و الاعناق و يسيل لها اللعاب و ( تحك لها الايدي ) فهناك أسطورة عراقية تقول أن من ( تحكه يده ) فسيستلم مالاً ( فلوس ) و لهذا فاغلب سياسيينا لا تهدأ أيديهم عن الحك بسبب و بدون سبب أما باقي العراقيين فهم اليوم يعيشون أفضل حالات الحك و الهرش الموسمي و لكن ليس لكونهم سيستلمون الفلوس بل بسبب (كرصات ) الحرمس و البعوض العراقي مع تزامنها بموسم العقوبات الكهربائية الصيفية المتقطعة ، و (شتان بين حكة اولئك و حكة هؤلاء) وأخيراً يبقى الامل في الثلة القليلة الذين لا يخضعون للمساومات و لا تأخذهم في الشعب خيرة أو حيرة و لا يتوقف ضميرهم عن العمل عند محطات الاختبار الوطنية و دمتم سالمين .