7 أبريل، 2024 1:56 ص
Search
Close this search box.

الخيانة في العراق وجهة نظر

Facebook
Twitter
LinkedIn

لم يعد اي شيء مستغربا في العراق اليوم الى درجة ان الخيانة فيه اصبحت وجهة نظر لا اكثر . ان يظهر محمد لكاش عضو التحالف اللاوطني من على احدى الفضائيات ويطالب البرلمان والحكومة باعدام كل من اشترك في الحرب العراقية – الايرانية التي استمرت ثماني سنوات مدمرة ، ويعد ذلك وجهة نظر . لكاش واغلب اعضاء التحالف الوطني كانوا شاركوا الى جانب ايران في تلك الحرب اللعينة ضد الجيش العراقي .
قد لا يعرف محمد لكاش هذا ان صدام حسين كان استخدم فقراء الشيعة في حربه مع ايران مثلما يستخدم التحالف الوطني الذي ينتمي اليه لكاش فقراء الشيعة اليوم ويزجونهم في حروب اهلية عبثية منذ اربعة عشر عاما . ارادة الانتقام التي جُبل عليها ما يسمى بالتحالف الوطني هي التي سلمت ثلث ارض العراق الى داعش ، وقبل ذلك ساهموا بقتل الضباط الكبار في الجيش العراقي والطيارين ثم توجهوا الى العلماء ثم الى اساتذة الجامعات والاطباء .
لقد افرغوا العراق من النخب العلمية والثقافية وحولوه الى مزبلة ، وليس غريبا ان تأتي عاصمة الرشيد للمرة الثانية كأسوأ مدينة في العالم . لا يعرف المواطن العراقي لماذا تمتلئ شوارع المدن العراقية بصور القادة الايرانيين ، وصورة الولي الفقيه بالتحديد ؟ في كل مرة يقوم هذا المواطن بتمزيق هذه الصور او تشويهها لكن قادة التحالف الوطني يقومون باعادة نصبها مرة اخرى وبطريقة استفزازية كريهة .
قبل ان يظهر هذا المسخ على الفضائيات ويطالب الحكومة العميلة مثله باعدام العراقيين الذين شاركوا في الحرب مع ايران مكرهين ، كان طلاب جامعة الديوانية قد هتفوا بوجه احد زعماء الميليشيات حين دخل الى الحرم الجامعي ” ايران بره بره ” فانهالت عليهم هذه الميليشيات بالسلاح الخفيف وحطمت اجساد الكثير منهم . اتهمت هذه الميليشيات الحزب الشيوعي العراقي في تنظيم هذه التظاهرة في جامعة الديوانية وهاجمت مقره في المدينة نفسها بالقنابل اليدوية .
هذه الحوادث التي تقع كل يوم وفي مناطق كثيرة في العراق تمر عادة مرور الكرام والتبرير الوحيد الذي يسمعه المواطن هو الحرب ضد داعش ، لكن هذا المواطن المسكين لا يعرف لماذا تأخر تحرير مدينة الموصل حتى هذا اليوم . لا يعرف ان التحالف الوطني الذي يقود عملية التسوية يريد ان يملي شروطه على المكونات الباقية قبل ان تتحرر مدينة الموصل لكي يضمن بقاءه في السلطة وامتيازاتها .
منذ ايام ونحن ننتظر ان يخرج احد من اعضاء البرلمان او من الاحزاب المعارضة للرد على هذا المسخ ، لكن يبدو ان الجميع لا يعتبرون ما قاله محمد لكاش يمكن ان يشكل خيانة بقدر ما هو وجهة نظر لا اكثر وليس من الضروري محاسبته عليها . لم تكن هذه زلة لسان كما يحدث عادة مع قادة التحالف الوطني وامام الفضائيات ايضا ، لكنه الخوف من تنامي التيار المدني المتصاعد واقتراب موعد الانتخابات ووصول ترامب الى سدة الحكم في امريكا .
لا يقع اللوم على هؤلاء الخونة فقط ، فالشعب العراقي يتحمل جزءا كبيرا من بقاء هؤلاء اللصوص حتى اليوم في سدة الحكم ، لانه صدق وهم التغيير وحصوله على الحرية والديمقراطية الزائفة من قبل احزاب اسلامية لا تؤمن بهذه المفاهيم ولا حتى بمفهوم الوطن نفسه . هناك اليوم الكثير من العراقيين بعد اربعة عشر عاما من الخراب بدأوا يرددون مقولة ” بافعالكم السوداء بيضتم وجه صدام ” ويقصدون زعماء قادة التحالف الوطني وغالبا ما تكون التهمة جاهزة ” بعثية ” .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب