8 أبريل، 2024 3:19 م
Search
Close this search box.

الخيانة الوطنية عبر الأسماك .!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

1 \ : نبتعد عن الحديث بصيغة الزمن الماضي والتذكير واعادة التذكير عن اسماك ” البنّي والشبّوط والكطّان ” وسواها , التي كانت تملأ وتزخر بها انهار العراق واسواق العراق كسمكٍ حيً , ولا نتطرّق كيف انقلبت الآية لتتحول هذه الأسماك الى ” الكارب ” ولأسبابٍ مجهولة , وصار ” الكارب ” حالة شبه قسرية في السوق العراقي , ودونما تخفيض منزلته او رتبته قياساً الى ما سبقه من اصناف السمك الأخريات .

ننتهي هنا من هذه الفقرة التمهيدية , لننتقل الى : –

2 \ : إذ ومنذ سنين طوال , انبثقت الحاجة والتنوّع للجوء الى صنف ” سمك الفيليه ” الذي يتميز بنكهةٍ خاصة تتناسب طردياً مع بعض الشرائح الإجتماعية وفقاً للذوق وربما الأسعار ايضاً وبعض متطلبات التغيير , حيث تباع كميات من هذه ” الفيليه ” مجمّدة وفق شروطٍ صحية , وصارت تشكّل مورداً اقتصادياً متواضعاً للعديد من الدول التي تقوم بتصنيعه وتعبئته , حيث الكثير من الدول البحرية تتولى القيام بذلك وعبر المنافسة فيما بينها من حيث الجودة بالدرجة الأولى .

3 \ : ( بيت القصيد ) !

اكثر من مرّة وربما مرّات , كشفت واوضحت وحذّرت شبكة الإنترنيت بأنّ دولة فيتنام تستخرج هذا النوع من السمك من احواضٍ ملآى وتفيض بالقاذورات الأنسانية والحيوانية التي يستمتع فيها السمك الفيتنامي , وقد قامت الحكومة او الجهة الفيتنامية المسؤولة بالتعاقد مع مختبرٍ فرنسي للقيام بتعقيم هذه الأسماك من القاذورات الملتصقة بها , وربما بأحشائها . ومن ثَمَّ تقوم فيتنام بتغليفها وتعبئتها وتصديرها لمن يرغب وبأبخس الأثمان .

( عراقياً ) : علناً وعبر الإعلام يُحكى ويشار الى آفة الفساد المنتشرة في اروقة الدولة , ودونما حياء وكأنه اضحى من المسلّمات البديهية , لكنّه كأنّه من الحرام التطرّق ولو بإشارةٍ عابرة عن انّ اكثر من 95% من سمك الفيلية الفيتنامي تحديداً تعجّ وتضجّ بها الأسواق والسوبرماركت والمولات العراقية , ودونما بدائلٍ من دولٍ اخرى .!؟ , علماً أنّ معظم دول الخليج واقطار عربية اخرى تنتج وتصدّر هذه الفيليه , لكن العراق يتجاوزها الى حدٍ كبير , وللذهاب نحو الأعمق , ولتكبير حجم الصورة , فقد سبق ” منذ سنوات ” ولفترةٍ محدودة , ان جرى استيراد هذا الصنف من السمكّ المجمد من الأردن وبماركة تحمل أسم ” الفاخر ” لكنّ ذلك مضى وانقضى , لتتحول عملية التمويه والغش وتسريب المنتج الفيتنامي الى العراق عبر تعبئته بأكياس مكتوبٌ ومرسومٌ عليها بالخط العريض ” علامة الفاخر ” , ومعززة بكتابةٍ وعبارةٍ اخرى : < لصالح شركة بيت المأكولات للتجارة العامة – بغداد \ العراق , مع رقم هاتف ” الأردن ” , وفي اسفل اكياس النايلون هذه مكتوب ” صنع في فيتنام ” , والكثير من الناس لا يقرأون هذه التفاصيل المكتوبة بخطٍ ناعم .

واذ لا دواعٍ تستدعي القول بأنّ جهةً سياسيةً ما تقف وراء كلّ هذه التراجيديا السمكية القاتلة ببطء , فهل يجيز الخيال الأفتراض بانّ كلتا وزارتي التجارة والصحة وربما وزارة الزراعة لا علم لها بهذه المجريات .! , ولماذا الصمت المطبق من اعضاء مجلس النواب الموقّر .! , ولا ننجرُّ سمكيّاً الى رئاسة الوزراء او رئاسة الجمهورية .!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب