عندما كنا صغاراً، كان خيالنا كبير، كبيراً جداً، قد يكون مرتبطاً بأمنياتنا، التي إتصلت بحاجتنا، إلى الكثير من الألعاب، ومستلزمات ممارسة أكبر وقت من اللهو والمتعة، كنا نبتكر ألعاباً بسيطة، من الأشياء المتوفرة، وأما تلك الألعاب التي نقوم بشرائها، فهي جاهزة الصنع، كنا لا نمللك سوى أُمنية تطويرها، وهنا يدخل الخيال العلمي، ليتحد مع الأُمنية، في تكوين حلم، قد يتحقق مع مرور الزمن!
في العقدين الأخيرين من القرن الماضي، والسنتين الأولى من القرن الجديد، لم نكن(في العراق) نعرف غير قناتين، يعرضها التلفزيون العراقي، وأوقات البث تبدأ من(4 عصراً) وحتى(12 مساءً) ببرامج محدودة، وكنا نختلف على هاتين القناتين، وننقسم إلى فريقين، فريق يريد القناة الأولى وفريق يرغب بالثانية، ولذلك كنا نتمنى أن يكون لكل منا تلفزيونه الخاص، ويبث له ما يريد ويشتهي، وكذلك كان حال الهاتف الأرضي وكانت الأُمنيات أن يمتلك كل واحد منا تليفونه الخاص به، وهكذا هي الأُمنيات مستمرة، وكانت تعتبر خيالاً، وأمنيات يصعب تحقيقها، خصوصاً في بلادنا(المحكومة من قِبل الدكتاتوريات الرجعية).
بعد عام 2003 وتحول النظام لدينا(في العراق) إلى نظامٍ ديمقراطي، ودخول كافة أنواع التكنلوجيا، تمكنا من الدخول الى حقل العولمة، ورأينا بأُم أعيننا، كيف أصبح العالم عبارة عن قرية صغيرة، بدأنا نتواصل مع الشعوب الأُخرى، ونطلع على ثقافاتهم، دون الحاجة للسفر إلى تلك البلدان؛ بدأنا نسمع ونرى الأحداث(صورة وصوت) بعد حصولها بعدة ثوان! إنه زمن العلم العجيب!
لقد حققت لنا التكنلوجيا الحديثة، كثيراً من الأُمنيات، ولكني أستطيع القول: أنها ما زالت في بداية الطريق، لقد سمعت أحد الأشخاص يقول: هل يمكن أن يخترعوا أشياء أخرى؟ كيف؟ وماهي تلك الاشياء؟! بالطبع أن هذا ومثله كثير، ليس لديهم خيال علمي، بل إنهم دائماً يقفون عند الحدث والأنبهار به، فلا يعلمون كيف بدأ وإلى أين ممكن أن يصل.
الكلام كثير، ولكني أُريد أن أصل إلى شئٍ، قد يكون فكرة تسهم في تحقيق كثير من الأحلام والأُمنيات المتبقية، فمثلاً: أتمنى أن يتطور الإنسان الآلي(الربورت) إلى حدٍ أن يقوم بجميع أعمال الناس، حتى لا يبقى للناس كد ونكد، سوى البحث عن الراحة والمتعة، إن مثل هذه الأشياء موجودة، لم يبق لها سوى التطور، والدعم لكي تتمكن الشركات المصنعة لها، من إحداث هذه الطفرة التقنية.
نرى الأن كيف بدأنا بنقل الصور، ومقاطع الصوت والصورة(الفديو)، وفي ثوان معدودة، إلى أماكن بعيدة، ولطالما تفكرت في قضية نقل(عرش بلقيس) التي ذكرتها الكتب السماوية، وكيف جيئ به من اليمن إلى العراق أو الشام، كلنا يتمنى في عقله الباطن، إن لم نقل الظاهر، أن يكون كـ(الملك سليمان)، وأنا أحدهم تمنيتُ أن تكون لدي هذه القدرة، وأن أنتقل بلمح البصر، من مكان إلى أخر، وأن أُكلم الطير، وغير ذلك، من القصص التي ذكرتها الحكايات والكتب المقدسة، والتي يعتبرها البعض محض أساطير وخرافة(وهؤلاء أشرت لهم في مقالات سابقة).
السؤال المطروح: هل سيحقق لنا التقدم التكنلوجي هذه الامنية؟! أتصور، بل أُجزم أنه سيتمكن(أن شاء الله)، فأنا أعتقد(أن لكل جسم ذبذة وتردد تمنحانه الوجود في عالم الأمكان فأذا أمكننا من جعلهما بصيغة رقمية(كما يحصل الأن في الأتصالات) تمكننا من نقل أعظم الاجسام بإستخدام أجهرة صغيرة الحجم).
إن الفكرة تقوم على وجود مرسل ومستقبل(كما هي فكرة الاتصالات) وأعتقد ان الوسط الناقل هنا سيختلف حسب نوع الجسم، من حيث الكتلة والحجم، فالمشكلة ستكون في الوسط الناقل، وكيفية تأمين وسط ناقل أمن لنقل الاجسام.
بقي شئ…
تبقى هي امنيات وخيالات ممكنة الوجود على ما أعتقد …