23 ديسمبر، 2024 4:40 م

قد يتعرض الفرد الى ضغوطات ولا يجد امامه الا خياراً واحداً ، وقد يكون خياراً فيه نجاته وقد يكون العكس ، ولكن علماء النفس والاجتماع يؤكدون ان الخيارات العدة التي تكون امام الانسان تعطيه فسحة من التأمل واحياناً  تراه يُخطأ ولا يسلك الخيار الامثل ، الا ان الخيار الاوحد عندما يكون امامك لا بد ان تقتنع به حتى وان ترفضه في داخلك ، ويؤكد العلماء انه لا يوجد خيار واحد حتى وان تم تحديده ويستطيع الفرد ان يحلل هذا الخيار الاوحد وستخرج منه اكثر من خيار . ويأتي هذا لان الانسان في مجمل حياته لا يعيش في الاحادية الفكرية وبالتالي جُبل على التعددية في التعامل مع الحياة  . اما ما نراه اليوم من ضيق الافق وانعدام الرؤية وشدة الضبابية في الواقع العراقي جراء الصراعات السياسية ذات الخلفيات الطائفية والقومية والاثنية قد قطعت الطريق على الخيارات المتعددة مما اوجد نوعاً من الانغلاق والجمود والتوقع والدوران بحلقة مفرغة ، و اصطفاف عدد من السياسين مع الارهاب واذنابه بالرغم من اعلانهم عكس ذلك . السؤال المطروح في الشارع العراقي هل ان الوطنية  خياران ام خيار واحد ؟ . لذا ينبغي على الساسة الاجابة عليه حتى وان تعددت اجاباتهم . في المقابل نجد تشكيلات تنظيم القاعدة وقد انتشرت في غرب العراق برعاية بعض الساسة ودعم غير محدود من قبل ال سعود ومنسق عملياتها بندر بن سلطان ليجعل العراق شبيهاً بسورية ، لا سيما اعلان ما يسمى بدولة العراق والشام ( داعش) بامارات اسلامية مثل امارة الموصل وامارة الفلوجة . وتشير المعلومات الاستخباراتية ان (داعش) قد اكمل استعداداته لتاسيس دولة اسلامية في العراق مركزها محافظة الانبار ، مما حدا بقواتنا المسلحة ان تتحرك لاجهاض هذه الدويلة المرتقبة وتهديم عروشها التكفيرية . وسرعان ما تقاطر الارهابيون من العرب المستعربة لمناصرة عناصر داعش في الانبار خاصة في مدينة الفلوجة والتي تم اختطافها من اهلها في حين غفلة ، وقد تم اعطاءهم خياران لا ثالث لهما اما الاستسلام او الموت . امام هذه الحقائق فقد اعمى الباطل بصيرتهم وادركوا ان الشباك قد احاطت بهم   فليس لهم حيلة  فاتخذوا خيارهم الاوحد وهو الموت ، فشتان بين الهزيمة والنصر . اعتقد ان عناصر ( داعش ) عندما اختارت الخيار الواحد وهو الموت الزؤام فهل سيختار بعض الساسة الداعمين لهم خيارهم الاوحد هو الموت نفسه ام الرجوع الى احضان الوطن وتفضيل خيار الوطنية الاوحد ؟ سؤال يوجه اليهم قبل فوات الاوان .