يبدو ان القراءات تتجه الى توصيف السلوك والذهنية السياسية الامريكية على انها في الحقيقة سلوكية مترددة ولاتفصح عن افكارها النهائية في العراق وماذا تريد من العراق ولذلك تطل علينا من نافذة الاسئلة اسئلة واولها هوبماذا يفكرالامريكيين في مسألة مستقبل العراق هل يريدون بقاء العراق كدولة محورية مهمة بجغرافيتها السياسية الحالية الصاخبة قائمة على ان تكون ممسوكة بالرغم من انها غيرمتماسكة في ظل الصراع الذي يجري بين مكوناته الثلاثة ولذلك في ظل سياسة امريكية مترددة في خضم مشهد عراقي مضطرب واحيانا نعتقد ان الولايات المتحدة في خضم انشغالها في ملفات اخرى اكثرتعقيدا ان كان في الشرق الاوسط مثل الملف السوري المحتدم اوالملف النووي الايراني الذي تحاول تبريد سخونته بعدالاتفاق مع (خمسة+واحد) الاخيراوبالأحرى اتفاق ايراني امريكي على فتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين وهوامرجيد سيخدم الاستقرارفي المنطقة بالرغم من عدم رضا السعودين والاسرائيلين على هذه التطورات مع ان هناك رؤيا اواطروحة امريكية جديدة ترى ضرورة التركيزعلى منطقة المحيط الهادي وتقديمها كأولويات في سياستها الخارجية بسبب تزايد النفوذ الصيني في تلك المنطقة كل هذه الانشغالات الامريكية تشعرك ان الامريكين يبدوانهم اصبحوا محرجين في مسألة الملف العراقي الذي بدا انه يلاقي مصيره لوحده ومايجري الان في العراق من تغلغل التظيمات الارهابية لغرض الاطاحة بالتجربة الديمقراطية واسقاط مشروع الدولة بدعم قوي من السعودية الوهابية والضفدع القطري يجعلنا نتسائل مجددا هل ان الامريكين يظهرون شيئا ويخبئون شيئا وهذا الامرفي السياسة قديكون امرا طبيعيا تبعا لمصالحها القومية لكننا نتذكران تنظيم القاعدة بعدتفجيرات الحادي عشرمن سبتمبرفي الولايات المتحدة الامريكية اصبح منظمة ارهابية وفق المنظورالامريكي ومن ثم صارمنظورا عالميا اذن منذ تلك اللحظة التاريخية الصادمة لامريكا والعالم تعاملت امريكا وفق منظورثابت بأنه يجب التصدي لكل التنظيمات الارهابية الحاملة لعقيدة الكراهية والتكفيرلكنها تعاطت مع الارهاب في الملف السوري بطريقة باردة ومحيرة حيث تزايدة اعداد التنظيمات الارهابية وهي تقاتل النظام السوري ثم راح هذا الامرينعكس على الداخل العراقي وحصل تنسيق بين تنظيمين عراقي وسوري سمي فيما بعد بتنظيم داعش وقد شكلت الاعتصامات في بعض المحافظات السنية على تزايد مخاطرالتهديد لمشروع الدولة العراقية والغريب ان بعض الزعماء السياسين السنة اخذوا يدفعون بأتجاه تنشيط الاعمال الارهابية لغرض الضغط على حكومة المالكي واسقاطها فيمابعد وهذه التصورات لاتحتاج الى قرائن لاالى الامريكين ولا الى العراقيين المؤيدين اوالمعارضين واحيانا يأخذ الصراع شكلا طائفيا لغرض الايحاء الى الامريكيين بأن السنة يتعرضون الى اقصاء اوابعاد وهوفي الحقيقة سيناريومخطط له من اغلبية القادة السنة بخبث ومكرسياسي مدعوم من بعض دول الجواروكذلك لاينبغي ان نترك تصريحات السفيرالامريكي الاسبق كرستوفل هيل حينما قال ان الذي يجري من عمليات ارهابية هوفي الحقيقة مدعوم من السعودية وكل هذه المعطيات تؤكد بمالايقبل الشك ان كل زعماء سنة العراق بدعم من بعض الدول المجرمة تريد اعادة عقارب السلطة الى الوراء ولذلك يجب وئد محاولات بناء الدولة ومن هنا نسأل الامريكيين هل من المعقول ان سياسة التردد التي اتبعت منذ مدة يمكن ان تساعدالعراق في التصدي للارهاب لوحده دون ابداء المساعدة الاستراتيجية وفقا للاتفاقية الاستراتيجية التي وقعت بين الطرفين وكذلك نستغرب سياسة امريكا في سوريا وهي تدعم معارضة ضعيفة بينما اكثرالتنظيمات الفاعلة في ميدان الصراع السوري هم من الارهابين اذن لابد من اعادة قراءة الوضع السوري بشكل اكثرموضوعية في ظل تأثرالجغرافيا السياسية العراقية من هذا الصخب السوري وكذلك نتسائل لماذا تأخرت امريكا في الدفع بالاسلحة التي يحتاجها العراق في خضم صراعها مع الارهابين في الرمادي اوالفلوجة وهوامرملفت يستدعي من امريكا الاجابة على هذه الاسئلة ومايكتنف السياسة الامريكية من غموض واخرالاسئلة هل ان هناك جدية لديكم في مساعدة العراق في بناء دولة مؤسسات ام ان هناك اطراف عراقية تدفع بكم الى ان يعودالعراق الى نهج صناعة الديكتاتوروالسلطة ولكي تستطيع الدولة القضاء على الارهاب في العراق ومحاسبة بعض القادة السنة الذين يتصرفون بذهنية الارهابي لغرض تحقيق الهدف الاهم وهواستعادة السلطة مهما كانت الوسائل ولهذا نقول ان على الامريكين من وراء الستار وفقا لهواجسهم القديمة وطبيعة التحديات والاخطارالتي قدتواجه الاستراتيجية الامريكية من متغيرات في ذهنية صانع القرارالامريكي تبقى قائمة حتى في ظل فك الاشتباك بين الايرانين والامريكين والاوروبين وفق الجهد الروسي الذي صاغ المقاربة بين الطرفين وهل مايجري في العراق من صراع سياسي متمظهربوجه نصفه مدعوم من مجموعات القاعدة الارهابية وبقايا الحرس القديم بدعم واضح ومكشوف من السعوديين والقطريين والنصف الاخربعض قادة السنة من زعماء قبائل وسياسين مشاركين في حكومة المشاركة لازالوا يعتقدون ان السلطة في العراق يجب ان تعود لهم والاسيبقى هذا النفس العدائي يضمرالشرويتحين اي فرصة للانقضاض على حكومة المالكي واي حكومة قادمة بنكهة شيعية والاعتقاد السائد حسب قراءاتنا للوضع في العراق ان مايجري من صراع اضحى مشخصا من قبل الامريكين وان هناك رؤيتين متصارعتين واحدة تفكربمنهجية يجب اعادة السطة الى الطرف السني حتى يعودالاستقرارالى العراق واخرى رؤيا شيعية تحاول تقديم نموذج للدولة لكي تقدم نفسها على انها يمكن ان تنجح في تقديم تجربة حكم ناجحة وفق الرؤيا الامريكية التي روجت وساهمت في بناء تجربة حكم على الاسس الديمقراطية التي تعمل بها امريكا والغرب لكننا نستثني منطقة الشرق الاوسط والخليج التي لازالت محصنة من المتغيرات والتحولات حتى بعد سقوط عدد من الطغاة في ماسمي بالربيع العربي اوعلى حد تعبيرالمفكرالتونسي المنصف الرزوقي حينما قال ان العملية التي حدثت في تونس ومصروليبيا واليمن هوعبارة عن صدورقرارشعبي عربي ينهي حكم طغاة تم اعفاءهم من الخدمة) بعد فشل حكم الديكتاتوريات ولذلك نعودلاثارة الاسئلة لكي نحصل على اجابة صريحة من صانع القرارالامريكي الذي يخطط من خلال مراكزالدراسات الاستراتيجية الامريكية وهومالذي تريده امريكا من العراق؟ هل تعيد تجربة السلطة في العراق مثلما حصل في عهد صدام؟ ام هي بالفعل جادة في دعم بناء دولة مؤسساتية تستطيع العيش في ظل جيرانها المتحفزون كقطط وحشية ويريدون تقويض اي جهد يبقي هكذا نظام ديمقراطي يهدد وجودهم وسيحرك المطالبات الشعبية في تلك البلدان المتوحشة في ضرورة اجراء اصلاحات سياسية وتغيير هذه النظم الخشبية التي اصبح وجودها لايلبي حاجات الشعوب في التطلع الى المشاركة في الحياة السياسية وصناعة القرارفي زمن اصبح العالم قرية صغيرة ومن هنا نقول الى الولايات المتحدة الامريكية الى ضرورة تبني رؤيا واضحة حيال الملف العراقي وفك الاشتباك بين رؤيا امريكية قديمة لازالت عالقة في الذهنية السياسية الامريكية تعتمدعلى مشروع السلطة في العراق كحل سياسي مؤقت وبين خيارالمضي مع مشروع الدولة على قاعدة المنهج الديمقراطي كحل نهائي يمكن ان يكون ضمانة لبقاء واسقرارالعراق ومنطقة الشرق الاوسط
[email protected]