23 ديسمبر، 2024 11:03 ص

الخيارات البديلة للقرار الغربي …. هل سيجعل من العراق ساحة للصراعات الدولية

الخيارات البديلة للقرار الغربي …. هل سيجعل من العراق ساحة للصراعات الدولية

ربما يتفق الجميع على ان منطقتنا هي عرضة للتخطيط الاستراتيجي الغربي , الذي فقط يجعل منها تعطي ولاتأخذ نتيجة لخلق حالة من عدم الاستقرار , وهذا منذ اتفاقية سايكس _ بيكو , حتى اليوم .
ان صانع القرار الغربي , حينما يضع مشروعا , فهو لاشك يضع له خيارات اخرى تكون بديلة , وفي حال عدم نجاح الخيار الاول سيتقدم الخيار الثاني , وحسب الاولويات .
كل البوادر والمعطيات تشير الى فشل اسقاط سوريا , وهذا يعني فشل المشروع الذي كان معد , لما بعد سقوطها والذي سيؤثر سلبا على كل من روسيا وايران ولبنان.
ربما يتساءل البعض وماهو المشروع الذي كان معدا بعد اسقاط سوريا والذي يهز كل من روسيا وايران ولبنان؟.
المشروع هو مد خط انبوب الغاز القطري عبر كل من السعودية والاردن ومن ثم تركيا وصولا الى اوربا .
اوربا التي تهيمن عليها روسيا بتصدير الغاز اليها , والذي جعل من روسيا ان ترتقي الى مصاف الدول الاقتصادية العظمى , مما جعلها ان تكون ندا للولايات المتحدة الامريكية .
ان العلاقات الدولية هي عبارة عن علاقات متشابكة ومعقدة , ينظم بعضها القانون الدولي , وفي حالات تذهب هذه العلاقات بعيد عن سيطرت القانون الدولي , حيث تتداخل المصالح , خصوصا اننا نعيش في ظل متغيرات سريعة جدا ومتنقلة يصعب على اللاعب الدولي الضعيف ان يتعايش معها , فيكون متاثرا فيها مما يجعله تابعا وفقا لما يعتقد به.
ووفقا لهذا التعريف , فان العراق اليوم هو متاثرا بالسلوك السياسي الخارجي لتلك الدول المتصارعة , وكان الخيار البديل لسوريا هو العراق وفقا لمشروع التقسيم والذي جمده صاحب القرار , منتظرا نتائج ما ستؤل اليه الامور بسوريا
, وبعد ان اتضحت الرؤية السياسية نتيجة الواقع على الارض السورية , وصمودها كل هذه السنوات امام كل التحديات , ذهب صانع القرار الغربي بترتيب الاولويات للخيارات البديلة , فاصبح العراق هو الخيار الاول واعيد على هذا الاساس مشروع تقسيم العراق , من اجل تنفيذ مشروع انبوب الغاز القطري , ومده عبر العراق وصولا الى تركيا , ولن يتم ذلك ما لم تعاد فكرة تقسيمه وفقا للاقاليم .
ومن هنا نجد ان لجنة القوات المسلحة في الكونغرس الامريكي , قد اطلقت مشروعها بدعم اقليم السنة على اساس دولة , وهذا هو التمهيد بعينه لمشروع تقسيم العراق .
ان هذا المشروع سيحول العراق الى ساحة للصراع على النفوذ بين الفلك الاميركي ومن يدور فيه والفلك الروسي ومن معه.
ان كل من الصين وروسيا وايران ولبنان هم على يقين ان سوريا لم ولن تسقط , وعلى هذا الاساس كانوا يلعبون بهدوء وروية , وقد اثبتت الايام ان لعبهم كان حكيما ومتيقن .
الا ان السؤال الذي يطرح نفسه , والذي يقول هل تلك الدول الممانعة لمشروع انبوب الغاز القطري , هي على ذات المستوى من اليقين , بعدم نجاح مشروع اقليم السنة او تقسيم العراق ؟ , خصوصا ان اقليم كردستان , هو اقليم جاهز ولم يبقى له سوى اعلان الانفصال عن العراق , وهذا ما سيجعل العدوى تنتقل من اقليم كردستان الذي يسعى الى اعلان الدولة الى اقليم السنة .
الجواب ان تلك الدولة التي ترفض مشروع الغاز القطري هذا , هي ذاتها ترفض مشروع تقسيم العراق , وهذا يعني ان العراق سيكون ساحة للصراع على النفوذ بين تلك الدول , وبين اميركا وحلفائها.