23 ديسمبر، 2024 9:29 ص

الخونة الوطنيون

الخونة الوطنيون

تتسابق داخل مؤسسات وأجهزة الدولة العراقية منذ سقوط حكم الطاغية صدام حسين وحتى يومنا هذا ، أحزاب وشخصيات سياسية عراقية ، على إنهاء وإماتة الحس الوطني والانتماء الأصيل للعراق  ، وقد سعت ولازالت الى اعادة صياغة مفهوم الهوية الوطنية العراقية وثوابته الأصلية المستقاة من جذوره التاريخية الضاربة في  العمق الزماني وبشكل مقصود ومدروس بما يتناسب ومعايير ومصالح تلك الأحزاب والشخصيات التي لا يخفى على المواطن العراقي عمق تأثيرها في زحزحة التآلف الشعبي الوطني بما تملكه من أدوات وظيفية ومالية ومخابراتية  ، لتجد له بديلا مشوها ومبتوراً ولكنه يناغي المشاعر والأحاسيس الطبيعية في شخصية أبناء الوطن الطبيعين ، ولذلك نلاحظ إن الوضع المجتمعي العراقي في حالة مستمرة من التصدع والانحلال الانتمائي والذي يحقق لتلك الأحزاب والشخصيات مآربهم المشوهة والنابعة من عقد لصيقة بتاريخ وتراث وماضي تلك الأحزاب والحركات والشخصيات والتي ترى بل توقن ان استمرارها في استنزاف وهدر الحس الوطني عند المواطن العراقي هو الطريق الأمثل لبقاء ها وتفردها بصياغة مصير الوطن بالشكل الذي آلِ اليه الان .

وعليه فلابد للعراقيين وخاصة الشخصيات الوطنية والطبقة المثقفة منهم من العمل بجد وحزم لبلورة الفكر الوطني العراقي من جديد ، بما يناسب مقتضيات ومتطلبات المواطنة وحسها اليومي المؤثر في سلوك الفرد العراقي بعيدا عما تروج وتعمل له تلك الأحزاب والشخصيات المأزومة بعقد الولاء للجار قبل صاحب الدار .

ولو حاولنا إيراد قائمة بأسماء المتصدين من النخبة للعمل السياسي في العراق سوف نصطدم بأشكالية إزدواج المعايير الوطنية لدى تلك الشخصيات والتي أحالت بدورها إنعكاساً خطيراً لتلك الازدواجية في الشعور الوطني على عموم مؤسسات الدولة العراقية ، وهي حالة خطرة ومخيفة في ظل ظروف غير عادية تمر بها المنطقة بشكل عام ، مما يعطينا المؤشر الواضح لخطورة تلك المرحلة من التاريخ والتي ربما ستكون حاسمة في إستمرارية بقاءنا كأمة أو تشرذمنا الى قبائل وإمارات .