23 ديسمبر، 2024 3:13 م

كلما يرتبك المشهد السياسي في العراق …. وتتجلى تداعياته الطائفية والامنية…ويزداد بريق الانكسار النفسي والوطني  …وتزدحم انعكاستها على هموم المواطن وانشغالاته التي اصبحت انشغالات طاغية وجادة بين طبيعة الحياة المعقولة …. وعوامل التوتر والقلق التي تنصب على رأسه يوميا ..حتى اصبحت تلك التوترات والهموم واسقاطاتها من خوف وجوع وعدم ثقة بالمستقبل تشكل الجانب الباطني لروح المواطن … ذلك الجانب المستتر احيانا والظاهر بألم احيانا اخرى يكاد لاينفصل عن طبيتعة …. عموما يبقى المواطن مرتبكا ويحتار في تحديد خياراته بشكل واضح وتصبح الرؤية لديه محددة بجانب احادي يجعل منه يسير بأتجاه قطبه الطائفي او القومي …. ويصبح ملاذه الوحيد الحامي له من الموت والخوف …كما يعتقد .. حسب تقديرة .. اذا الخوف يسير بنا الى الزوايا المختلفة  ويبعدنا عن الخيار الاوسع ….وهذا يعني الدعوة للوقوف ضد الوطن عبر الاستقلال الطائفي …….. الخوف هو المصل الذي يحمي الاحزاب والكتل التي تعمل في الساحة السياسية …. وللخوف اساليب كثيره ومختلفه ..فالسياسين يتقنون وبحرفية عالية تلك الاساليب واليات تطويرها … ولهم خبرة في هذا الشأن من المراحل الاولى لتنشئة الخوف الى درجة  سن الرشد المخيف …كما يعلمون اين… ومتى… يبدأ ضخه للشارع ..ومعرفة التوقيتات المناسبة لذلك بدقة غريبة …. وعلينا ان نثبت  ونمنح براءة اختراع ناجحة وكبيرة للقوى السياسية الفاعلة جميعا دون استثتاء….بنجاحها الهائل ببناء قاعدة كبيرة لانتاج الخوف في العراق .. تكاد لاتكون لها ما يمثلها في الوقت الراهن في كل ارجاء المعمورة …..
جميع القوى السياسية المؤثرة تنجح وبأضطراد بكيفة اخافة الطبقة الفقيرة وترسم لها ايقاعات الخوف والكراهية بشكل نمطي وتحفز لديها عوامل الدفاع الثأري في اللحظة المناسبة … وتحدد لها المكان الذي يجب ان تقف علية … وممكن تحويل هذا المكان بأي وقت مناسب لتغيره عبر زيادة جرعات الخوف تلك بشكل متسلسل او عبر جرعة صادمة ….. اما جرعات الخوف على الطبقة المثقفة فانها جرعات تقترب الى المداهنة والذكاء الى درجات كبيرة … وبالتالي وقع الكثير منهم بوهم الخوف حتى بات يتصور ان الخوف هوجزء مهم من الحركة الثقافية في البلد وان الارتماس بأطرافه هو جزء من الوطنيه ومبدأ اصيل للحفاظ على كينونة الوطن … والبعض تمادى بذلك الخوف الى حد اعلان ان لابد من اوطان وليس وطن … ونعني هنا التقسيم …حتى يتمتعوا بالحرية ويتم الخلاص من الخوف ….. الجميع الان ينصاع الى الخوف ويأتمر بأمره ولا يرتضي  اي فكرة شجاعة للخروج من دائرته  …. وهناك من يزين لنا الخوف ويصفه بأنه الامل وهو الخلاص الامثل لما ننوء بحمله حتى نتفرغ للمستقبل الواعد والجميل  والطافح بالرخاء والحرية … ويبقى الهذيان المستمر بالخوف دون اعاقة من احد حتى اصبح النشيد الوطني للتلاميذ والعمال وطبقة المثقفين …… ويبدو ان العراق سيبقى  لفترات طويلة يأن تحت طائلة بند الخواف المترامي الاغراض والمقاصد وباشراف امهر العابثين به … بند الخوف تسرب بشكل قسري الى المستقبل وانعدمت الثقة على ابوابه … الخوف من الحياة ومن الانتاج والتقدم الخوف من الجمال والموسيقى  والشعر…… والخوف على السياسين ان يفقدوا مناصبهم وكراسيهم المرتجفة والغارقة بأنتاج الخوف ….. حتى اصبحنا نخاف جدا على من يخوفنا ويخوف بلدنا …. نعم لقد نجح السياسين في العراق بصناعة وانتاج خوف جديد هو الا نثور على من يخوفنا بل نثور على الطرف الاخر الخائف منا بالاصل ولديه من يزرع الخوف بأوصاله…نعم لنعترف انهم قادرون على تحريك خيوط لعبة الخوف بمهارة عالية متى ما يريدون …. العلة ….. كل العلة …..هي الخوف ….. والخوف فقط .