23 ديسمبر، 2024 9:53 ص

الخوف الاکبر من الثالثة

الخوف الاکبر من الثالثة

عندما يبادر قادة النظام الايراني وفي خضم الاوضاع السلبية التي يعانون منها داخليا وخارجيا وبشکل خاص بعد عدوانهم على المنشآت النفطية السعودية الى إطلاق سلسلة من التهديدات بخصوص جعل الحرب شاملة في حال تعرضهم لرد عسکري على عدوانهم، فإنهم يريدون أن يخلقوا حالة تجعل الاطراف الاخرى تتردد في الرد عليهم ولاسيما وإنه قد تکون لعملية الرد ضدهم آثار وتداعيات قد تقود مفترق لاعودة منه، وإن الاوضاع والامور تزداد سوءا وليس هناك من أية بارقة أمل لهم في الافق خصوصا بعد أن صار الشعب الايراني في الداخل والخارج يٶکد ويرکز على قضيةتغيير النظام ومن إنه الحل الحقيقي الوحيد لکافة مشاکل إيران، ولذلك فإن تصريحاتهم العنترية محاول مکشوفة لجعل الاطراف الاخرى تصرف النظر في الرد عليهم.
الحقيقة المرة التي صحى عليها الشعب الايراني بعد أربعة عقود من إستمرار حکم هذا النظام، هو إنه ليس هناك من بنى تحتية يمکن الاعتماد عليها، وعوضا عن البنى التحتية هناك سياسات و نهج ورط البلاد في مشاکل وأزمات لاحصر لها مثلما جعل الشعب يدفع ثمن أخطاء النظام وهفواته المستمرة دونما إنقطاع و التي أوصلت حاله الى درجة صارت مضربا للأمثال من حيث إنه يمتلك کشعب يمتلك ثروات هائلة جدا لکنه وعوضا عن أن يستفاد ويتنعم بها فإنه يعاني من الفقر والجوع والحرمان بأفظع وأسوأ أنواعه.
المراهنة على مشروع سياسي ـ فکري لإقامة إمبراطورية دينية ذو محتوى طائفي على حساب الامنين القومي والاجتماعي لبلدان وشعوب المنطقة، والاستمرار في تنفيذ هذا المشروع على الرغم من المعارضة الشديدة له من جانب شعوب وبلدان المنطقة ومن جانب المجتمع الدولي، يمکن إعتباره المراهنة على تحمل الشعب الايراني الذي يبدو إنه قد أعطى إنذارين شديدي اللهجة للنظام من خلال إنتفاضة 2009 وإنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، التي قادتها مجاهدي خلق، وقطعا فإن الثالثة ستکون القاصمة والحاسمة خصوصا وإن کل الامور والاوضاع تمهد لذلك بمنتهى الوضوح، وإن وإن خوف النظام من أي رد عسکري ضدهم، يکمن من تصورهم بأنه قد يٶدي لتحرك شعبي يفضي الى الانتفاضة الثالثة التي لاخلاص للنظام منها أبدا.
بعد أربعة عقود من الحکم، أين صار يقف نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وأين إستقر به الامر؟ إنه يقف أمام رفض وحصار دولي من خلال عقوبات أمريکية نوعية تلقي بآثار وتداعيات بالغة السلبية على أوضاعه المختلفة، إنه يقف أمام وضع داخلي متأزم جدا قابلا للإنفجار في أية لحظة خصوصا بعد أن صار المطلب الشعبي الاساسي المطروح والملح يترکز على إسقاط النظام، ومن دون شك فإن المجتمع الدولي قد صار أيضا منتبها لهذه الحقيقة التي لم يعد بوسع النظام الايراني إخفائها والتستر عليها.