19 ديسمبر، 2024 8:21 ص

الخندق .. درع واقي .. وساتر دفاعي عن كركوك..!!

الخندق .. درع واقي .. وساتر دفاعي عن كركوك..!!

حين  حاز مشروع حفر الخندق على امتداد جنوب وغرب محافظة كركوك على اغلبية اصوات اعضاء مجلس المحافظة كان ذلك  استجابة لنداءات ابناء المدينة بضرورة حمايتهم من الارهاب وقطع طرق تسلل عناصره الضالة والموبوءة  بداء الجريمة والانحراف  ،  الذين لا يستثنون احدا من أحقادهم وكراهيتهم الدفينة ، ولا يميزون بين الطفل والطاعنين في السن ، بل و يرون في قتل النساء لنفسيتهم  الاجرامية  اشباعا  ،  وفي سفك دماءهن انتصارا ..
لقد استبشر اهالي كركوك بهذه الخطوة التي من شانها ان تساهم في درء خطر الارهاب عن مدينتهم  التي تتعرض بين الحين والآخر لهجمات بالسيارات المفخخة ، أو بالأحزمة الناسفة التي مزقت مرات ومرات اجساد ابناء هذه المدينة….
الا ان الوقوف بالضد من تنفيذه ،  والاجراء العسكري الذي اتخذته قيادة فرقة (12)بإيقاف العمل في الخندق المشار اليه ، هو اجراء غير قانوني لا يستند على اي مبرر ،  ومجاملة سياسية باهتة  لصالح عرب كركوك الذين يفسرون اسباب حفر الخندق برؤيتهم الضيقة ، ولا
يملكون  القدرة لتفسير تلك الاسباب بعقلانية مطلقة .، بل عمدوا الى تشويه الحقائق ،واستطاعوابإقناع نوري المالكيعند اجتماعهم به في بغداد بعد عودته اليها من اربيل مباشرة بضرورة التدخل لوقف العمل بالمشروع  ، دون ان يكشفوا عن سبب مخاوفهم ، وعن الضرر الذي سيلحقه هذا الخندق بمصالحهم ان وجدت  في هذه المنطقة النائية …
ومن هنا يبدو لي ان قائد فرقة (12) الذي يصر على تنفيذ امره الوارد من بغداد بشان الخندق قد تناسى عن قصد بان هذا الخندق يصب في مصلحة فرقته العسكرية المتواجدة هناك ، ويعد من الناحية الميدانية ساترا دفاعيا لحدود مناطق مسؤوليته الامنية (ان كان راغبا من الناحية الفعلية في قطع دابر الارهاب في المنطقة ) والذي يبدو الى الان انه فشل في ذلك بالاستناد الى تزايد حجم العمليات الارهابية في كركوك  بسبب عدم امكانيته لاحتواء هذه الجماعات المسلحة التي تأخذ طريق تسللها عبر هذه المناطق صوب كركوك ولا يجدون صعوبة في المرور منها…
الغريب والمثير في هذه المسالة ان حكومة نوري المالكي قد عمد مجددا الى حشر الجيش في هذه المسالة ، والذي يضاف الى قائمة اخطائه المتكررة التي تسبب بلا شك الى خلق ازمة جديدة مع ادارة كركوك ، وتحديدا مع شخص محافظ كركوك الذي يحرص باستمرار على محاربة الارهاب والارهابيين بطريقة تخلو تماما من الاساليب التي تتبعها حكومة المركز ، التي اثبتت فشلها  في احتواء مخاطر هذه الافة المستعصية على الحل  في بغداد منذ اكثر من عشر سنوات …
ان حفر الخندق الذي وافق الجميع على تحويله الى واقع نعتقد جازمين انه من افضل الحلول لحصر الجماعات الضالة  التي تستغل الظلام لتمرير شرورها لكركوك بهدف سلب سكينة مواطنيها وازهاق ارواح ابناءها بلا ضمير ، وان المطالبة  بمنعه هو الارهاب بعينه مهما تشبث ما يسمون أنفسهم بعرب كركوك ،خصوصا وهم  يتدخلون في شان هذا الدرع الوقائي لزمر الارهاب ، والذي كان من المفترض ان يكونوا اول الداعين  لتنفيذه ، لأنه يرفع غبار الشك الذي يحوم حول ابناء مناطق جنوب وغرب المدينة  التي تشير كل الدلائل ان الارهابيين  ينطلقون منها باستمرار  ، خصوصا حين وجدوا لأنفسهم موطئ قدم في تلك المناطق بمساعدة بعض التنظيمات الارهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة التي تحاول بشتى الوسائل خلق فتنة وفوضى طائفية في كركوك ، والوقوف بوجه حملة الاعمار والبناء الجارية على قدم وساق ، وهذا يعني ان  قرار منع حفر الخندق لحكومة نوري المالكي هو محاولة  لإيقاف عجلة كركوك  النهضوية التي تتقدم صوب اهدافها ، وفي ذات الوقت خطوة سياسية ذكية مدروسةلإرضاء عرب كركوك و جنوبه ، واصلاح ذات البين التي سببته قواته في الحويجة حين هاجمت تلك القوات جموع المعتصمين ، بعد ان تأكدت لدى الدوائر الاستخبارية العسكرية ان ساحة الاعتصام مخترقة من قبل المجامع الارهابية ، وكانوا سببا مباشرا في صنع تلك الاحداث  وان تلك المجاميع  قد اعدت عدتها للمواجهة العسكرية مع القوات الحكومية التي جاءت بهدف تفريق الاعتصام وانهائه… وهذا بحد ذاته دليل واضح ان التنظيمات الارهابية التي  فرضت نفسها بقوة السلاح في  تلك المناطق ، وحولتها الى حاضنة فعلية لقواعدها وعناصرها هي حقيقة قائمة ، ولا يمكن انكارها باي شكل من الاشكال ، وهذا بلا شك يبرر اسباب حفر الخندق واهميته لضمان الامن في كركوك ، وفي نفس الوقت خطوة مجردة من اي هدف سياسي كما يزعم البعض من عرب كركوك ، بل هو اجراء كاي اجراء كان يتخذها القبائل الرحالة قديما حين كانوا ينزلون الصحاري ويحفرون على مسافة من  خيامهم خندقا ليتجنبوا  خطر الذئاب والوحوش المفترسة ..!!
 ولهذا فانالدكتور نجم الدين كريم وان كان كورديا فحرصه على مكونات مدينته كوردا كانوا ام عربا او تركمانا او مسيحيين  من خطر الموت والهلاك  هو التزام اخلاقي وانساني ، وتتويج لمهامه الوظيفية الذي يحرص أشد الحرص عليها ، ولا يستثني احدا من الاهتمام والرعاية على اساس الطائفة والمذهب ، ويدرك المسؤولية والمهام الملقاة على عاتقه ، ويتمسك بضوابطها ويتصرف بعقلية ناضحة ازاء كل الاحداث  رغم الضجيج التي يفتعلها البعض لغرض ما في نفس يعقوب …
ولهذا نجد ان اصراره على تنفيذ المشروع مرتبط اساسا بأهميته القصوى ،  وهو يدرك تمام الادراك  ان هذا الخندق سيساهم في الحد من مخاطر الارهابيين وافعالهم ، ونعتقد ان رفضه للانصياع للضغوطات نابع عن ايمانه المطلق بضرورة حفر الخندق خصوصا بعد ان تاكدلأعضاء المجلس والاجهزة الامنية في كركوك بان مردوداته الايجابية سيجنب ابناء المدينة  من الكوارث المفتعلة  ،و ينبغي على ابناء كركوك مساندته ودعمه بكل قوة  باتجاه ما يضمن تحقيقه حتى وان تتطلب ذلك تنظيم مسيرة للمطالبة بسرعة انجاز المشروع لغلق هذا المنفذ المخيف الذي يدخل منه روائح الشر والجريمة المنظمة…..
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات