18 ديسمبر، 2024 5:39 م

الخنجر ومطلب تغيير النظام كحل جذري

الخنجر ومطلب تغيير النظام كحل جذري

كل دعوات حل الازمة السياسية الحالية من كل القيادات ، ذهبت الى حلول آنية كمخرج للجميع من دائرة مغلقة يدور داخلها الجميع معتقدين انها الطريق المودي الى نهاية نفق اعمى العيون وصمّ الآذان واغلق العقول على قناعات ومتبنيات كانت سببا في الازمة الحالية وسببا في فشل كل محاولات الخروج منها باقل الخسائر ، حتى وصلنا الآن الى خافة الهاوية باحتمالية صدام شعبي ربما يزيل العراق من خارطة المنطقة .
كل الدعوات كانت باتجاه الحوار والطاولات المستديرة والتنازلات والصلح الاقرب الى الجلسات العشائرية ، وكأن اطراف النزاع ، على اقل تقدير ، لم تخض حوارات وتعقد اجتماعات منذ الاعلان عن نتائج الانتخابات الاخيرة ، والنتيجة هي مانراه في المشهد السياسي الحالي .
لفت انتباهي تغريدة للشيخ خميس الخنجر ، الجديد الى حد ما على العملية السياسية داخل البلاد، طالب فيها بشجاعة ، قد تعرضه الى اتهامات مأجورة ، بمانصّه ” ان الاوان لطي صفحة النظام السياسي الذي تسبب في كل هذه الويلات وان نجلس كعراقيين من اجل صياغة عقد وطني جديد “.
وهو مطلب يتجنب الكثير من القيادات السياسية طرحه رغم القناعة التامة من ان هذا النظام السياسي قد مات سريرياً منذ سنوات ، وفشلت كل الجهود لاعادة الحياة اليه رغم وضعه في غرفة الانعاش مشلولاً ومنتجاً للازمات التي على القمة منها انهيار السلطتين التشريعية والتنفيذية على ايدي محتجين متضررين من النظام السياسي ومخرجاته !!
ولم يطرح الخنجر الفكرة ، فكرة تغيير النظام السياسي ، كجل من الحلول الآنية ، بل طرحها كأفق ستراتيجي لانقاذ البلاد من الغرقان او الحرائق كما قال اجدادنا من فكرة ، ان العراق اما حريق او غريق !!
يقول الخنجر في تغريدته ” لن نتوقف عن بذل كل الجهود من اجل حلول عاجلة لوقف التصعيد وتهدئة المواقف فالعراق اغلى مانملك ولايمكن للعملية السياسية ان تكون سببا في تخريب ماتبقى من الوطن “.
حقيقة اعترافات جريئة لاول مرة نسمعها من سياسي عراقي مشارك وجزء من البناء السياسي ، فالعملية السياسية سببا في تخريب ماتبقى من الوطن ، اذن نحن في بقايا وطن ، او بقايا صور كما يقول الروائي السوري حنا مينه في عنوان لاحدى رواياته المهمة !
اعترافات الخنجر في مرحلة الاسترخاء السياسي كانت ستقابل بشتى التهم ، اما اليوم فان الجميع مقتنه ان هذه الجثة التي عنوانها العملية السياسية غير صالحة للحياة واانها ادت دورها في تخريب البلاد على ايادي قيادات فشلت حتى الآن في ايجاد الحلول لابسط المشكلات اليومية التي يعاني منها المواطن !
اذن يحدد الخنجر ان كل الحلول ترقيعية مالم تذهب او تودي الى تغيير النظام السياسي في البلاد على ارضية صياغة عقد وطني جديد ، وفي غير ذلك ، سنراوح وندفع فواتير الترقيع والمراوغة والتدليس من جل فقراء هذا الوطن !
ويبقى السؤال :
أي الطرق تودي الى تغيير النظام ، على يد هذه الطبقة السياسية نفسها ام على يد جديل جديد يبث الحياة في عملية سياسية جديدة ؟