يمكن القول دون تردد أو مبالغة ان الزعيم السياسي الوحيد في بغداد الذي من أولوياته ترميم العلاقة بين بغداد واربيل هوالشيخ خميس الخنجر، بالتجاوب والايجابية والمشاركة من قبل رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني . وشهد لهما المشهد السياسي جولات ثنائية وما فوقها لمعالجة المشكلات القائمة بين بغداد واربيل وحلحلة المستعصيات وفتح مسارات ايجابية لتفكيك الازمات بين الاقليم والحكومة الاتحادية .
وبقراءة للمتبنيات السياسية لكل من للشيخ الخنجر والرئيس البارزاني، تختفي العقد وحساسيات العلاقة كما لدى أطراف فاعلة في بغداد تضع العصي دائماً في عجلة اي تقدم أو حراك ايجابي لتلقي بظلالها على مجمل العمل السياسي في البلاد وخصوص في مرحلة مابعد الانتخابات وجهود تشكيل الحكومات التي عادة مايتأخر لنحو سنة كاملة تتعطل فيها المشاريع الانمائية والإعماريةوالسياسية وتتوالد الازمات ويبرز زعماء الصفقات والحساسيات وحتى العقد النفسية المبنية عن قناعات وافكار تنتمي الى عهود الاستبداد والدكتاتورية في البلاد !
والمحيّر في العلاقة بين كل من اربيل وبغداد ، ان الازمات تعيد انتاج نفسها تحت العناوين نفسها فيما يخص موارد النفط وحصص الموازنة والرواتب والصلاحيات ، بالرغم من ان الدستور وضع لها حلولا اتفقت عليها كافة القوى السياسية المؤسسة للمشهد السياسي لما بعد التغيير في 2003 .
وللأسف ان غالبية القوى السياسية في بغداد تستثمر هذه الازمات لأغراض انتخابية ضيقة فيما المطلوب، وللمصلحة الوطنية ، السير باتجاه حلحلة هذه الازمات وتفكيكها والسير نحو تفكيك وحلحلة المشكلات العامة في البلاد .
وشهد اللقاء الاخير بين البارزاني والخنجر في اربيل عاصمة الاقليم بحثاًفي مستجدات الأوضاع السياسية في البلاد وسبل تعزيز التنسيق المشترك بينالقوى الوطنية بما يخدم مصلحة الشعب العراقي. كما ناقش الجانبان العلاقاتبين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان، والتطورات الإقليمية الراهنة.
وأصبحت هذه اللقاءات المتواترة من تقاليد العلاقة السياسية بين البارزاني والخنجر لتقريب وجهات النظر بين بغداد واربيل وتخفيف حمولات الازمات ببين الطرفين ،لإفساح المجال امام المزيد من الافكار الايجابية والمرونة في تذليل العقبات ليس بين الحكومتين ، الاقليم والاتحادية ، وانما لمجمل ازمات العملية السياسية التي تعاني من ازمات متوالدة ومتكررة واضافية التي عادة ماتسيرفي طرق مسدودة !
