18 ديسمبر، 2024 7:52 م

الخنجر في بغداد ..هل يلتقي الصدر ..؟

الخنجر في بغداد ..هل يلتقي الصدر ..؟

في مقال سابق نشرناه هنا  تساءلنا :

ماذا يفعل الشيخ خميس الخنجر في بغداد ؟

وقلنا وقتها (قبل الإنتخابات ) ، إن وجوده في بغداد هو الطبيعي وابتعاده عنها هو الإستثناء ، خصوصاً وإن الشيخ شخصية مؤثرة في أوساط سياسية عديدة وخصوصاً في صفوف المكوّن السني تحديداً ..

وقلنا إن بناء عملية سياسية ناجحة ينبغي أن تلغي من قاموسها مفردات الإقصاء والتهميش والتسقيط ، لأنها من أهم أسباب فشل العملية السياسية في البلاد حتى الآن .

وحسب تسريبات خاصة فإن محاولات حثيثة يجريها وسطاء نشطون ، لإستثمار وجود الخنجر في بغداد لإجراء إجتماعات بين الشيخ الخنجر وقيادات شيعية من أهمها اللقاء بالسيد مقتدى الصدر الذي فاز الإئتلاف الذي يرعاه (سائرون ) بأغلبية الصوات وحصد 55 مقعداً برلمانياً ..  

وقال الشيخ الخنجر في أول تغريدة له بعد وصوله إلى بغداد يوم الأربعاء “جئنا اليوم إلى بغداد السلام؛ لتدشين مرحلة جديدة من البناء والتنمية والسلام..سنعيش هنا بين أهلنا ونشاركهم طموحاتهم وآمالهم بعراق جديد حر مستقل”.

إذاً هي رسالة سلام وبناء واضحة المعالم ، وشخصياً لاأعتقد بأن حواجز عدم اللقاء كبيرة أو يصعب تجاوزها ، فالسيد الصدر قال في تغريدة له قبل أيام ” انا مقتدى شيعي العلا ..سني الصدى ..مسيحي الشذى ..صابئي الرؤى ..إيزيدي الولا ..مدني النهى ..عربيي القنى ..كردي السنا ..أشوري الدنى ..كلداني الفنى ..شبكي الذرى ..( عراقي أنا )..فلا تتوقعوا مني أي تخندق طائفي يعيد لنا الردى ويجدد العدى ..بل نحو تحالف شامل وتلك هي البشرى ولن نتنازل عن ذلك طول المدى ..”..

خطابان يكمل أحدهما الآخر ومن الضروري أن يلتقيا على أرض الواقع للإنطلاق نحو فضاءات وطنية عراقية حقيقية خارج الشعارات وبعيداً عن أي محاولات تجري علناً وفي الخفاء من أجل عودة البلاد إلى التخندقات الطائفية التي يرفضها كل من السيد الصدر والشيخ الخنجر كفكرة وشعارات وعلى تطبيقات أرض الواقع ..

وينبغي أن لاتلعب لغة الأرقام فعلها السيء في الرؤية للأزمة العراقية ..

فالشيخ الخنجر يتعدى تأثيره بكثير عدد المقاعد التي حصل عليها إئتلافه (إئتلاف القرار العراقي ) ..

والسيد مقتدى الصدر يتعدى تأثيره بكثير عدد المقاعد التي حصدها ‘ئتلاف سائرون..

 فالإنتخابات شبها الكثير من عدم الشفافية بل وإتهامات التزوير الفضائحي ، وطالبت كتل سياسية حتى بإعادة الإنتخابات..!

المؤكد إن تحالفاً يجمع الصدر بالخنجر سيكون جاذباً لكتل سنيّة مازات  لم تحسم مواقعها بعد ومقاعد مدنية يشجعها وجود الحزب الشيوعي العراقي في صفوف هذا التحالف ..

حقيقة أمامنا فرصة مؤاتية جداً لتحقيق الشعارات وتطبيقها على أرض الواقع ، وقطع الطريق على أولئك الدين يسعون بدفع خارجي الى خندقة الجميع والعودة ، كما يقال الى المربع الأول ، الذي غادرناه بثمن غال من الدم والدموع وضياع الزمن ..

أمام الزعيمان فرصة من ذهب لاتعوّض للذهاب بعيداً في الفضاء الوطني الى نهاية شوطه لإنقاذ البلاد من عنق الزجاجة القاتل ..

جماهيرهما بإنتظار تجاوز الخطوط الحمر الموهومة..فالوقت اليوم للعمل وليس للبهرجات الكلامية …

هل يفعلها الصدر والخنجر …؟

سؤال لن تكون إجابته متأخرة ..!