23 ديسمبر، 2024 12:07 ص

الخنجر تجربة شبابية قد تكتمل

الخنجر تجربة شبابية قد تكتمل

على مدى أكثر من عقد مضى من عمر العراق تخللته عدة دورات انتخابية هيمنت على المقاعد البرلمانية فيها وجوه تكررت رغماً عن أنوف معظم الناخبين سواء بالقوة المتنفذة لأحزابها أو بحيل أخرى أوضحها وأشهرها التزوير وهو ما يأسف له المواطن وشوه المشهد السياسي في العراق.

حزب المشروع العربي في العراق ربما أراد الخروج من دائرة التكرار فقدم دفعة شبابية بين مرشحي حزبه المنضم إلى تحالف القرار العراقي، والجميل أنها بصمة الحزب في جميع المحافظات السنية وما تجدر الإشارة إليه أن بعض تلك الوجوه هي من صنيعته من طلبة مدارسه ومن ضمن خريجي بعثاته الدراسية بل ومتفوقيها عربيا وعالميا، وقد ساهموا من خلال العمل في مكاتب الحزب المتنوعة بين التعليم والإغاثة والسياسة والصحة وغيرها بحملات ولدت لهم أرشيفاً يفتقده قادة المنطقة الخضراء “مقر الحكومة العراقية” وبهذا التوضيح توكيد على أن المرشحين الجدد للمشروع العربي ليسوا نسخة من سلفهم في الدورات الماضية فهم جادون في وضع كفاءات مخلصة في مكانها المناسب لكن السؤال الذي يجول في الذهن هو: هل سيجد هؤلاء الشباب فسحة كافية توشحها ديمقراطية منشودة تحل بدل تلك التي شوهت المليشيات صورتها خلال الأعوام الماضية بطائفية مقيتة وهل ستسمح لهم الأحزاب المسيطرة على مقاعد البرلمان من حرية التعبيير وإحداث تغيير فعلي على أرض الواقع من خلال تصحيح مسار بعض القوانين التي أودت بالبلاد نحو الهاوية، هذه التساؤلات وغيرها الكثير، يحاول الخنجر توفير أجوبة إيحابية لها، وبات هذا الأمر واضحاً من خلال خطاباته التي تقف على مسافة واحدة من جميع الكتل سواء القديمة أو المتكورة حديثا، وربما وصول تحالف القرار العراقي الذي ضم حزب الشيخ خميس والكثير غيره هو نتائج إيجابية صبت في كفة مصلحة أهل السنة وهي نفسها النتائج التي سعى لها المشروع العربي, فبعيدا عن تحقيق الأهداف من عدمها بدأت فكرة تغيير الوجوه القديمة بوجوه شابة حديث الساعة وسبيل تميل له الكثير من المؤسسات المدنية وأغلبية الطبقات المثقفة وهذا بحد ذاته نصر قدمته مساعي المشروع العربي على طبق من ذهب سواء فاز مرشحوه ام لا، لكن لابد من وجود ثمرة لهذه الجهود في حلبة السياسة العراقية حتى وإن كانت بنسبة ضئيلة في الانتخابات المقبلة، لكنها ربما تتضاعف بالتي تليها وخاصة مجالس المحافظات التي يفصل المواطن العراقي عنها بضعة أشهر.

لذا كان لابد من الإشادة بما قدمه الأمين العام لحزب المشروع العربي من وجوب حدوث تغيير فعلي من خلال تغيير الشخصيات والذي سيثمر ليس في تحالف القرار العراقي فحسب بل نظرية سيستقطبها بشجاعة أبناء الجنوب من خلال انتخاب وجوه جديدة تمثلهم في المرحلة القادمة كمحاولة نجاح باتت قاب قوسين او أدنى، وكان راعي هذا الفكر الذي كان مقنعا هو الشيخ خميس الخنجر وانسحابه ربما هو أقوى دليل يؤكد مصداقية قوله بفتح المجال للطاقات الشبابية الكفوءة لقيادة مستقبل البلاد.