مازال حيدر العبادي رئيس الوزراء يسعى بتحرير الرمادي ، واسوة بما حصل في صلاح الدين وبيجي وجرف الصخر وديالى ونرى ان العبادي قد حرر صلاح الدين ولكنه خسر الرمادي وهي اوسع مدينة حدودية في البلاد والاقرب الى بغداد وقد ترك العبادي اثرا كبيرا في تولي رئاسة الوزراء ودار حوله لغطا كبيرا ، وربما اتهم بتدبير المؤامرة ومعه الجعفري ومعصوم وخالد العطية وبعض حملة الجنسية البريطانية واصبحوا يؤيدون المشروع البريطاني والداعمين له ، ولم تتضح الرؤى والاستراتيجية في ادارة الدولة الى الان وهناك من يقيم تجربته بالنجاح ومنهم من يقول انه سوف لا يستمر ويرون ان رئيس الوزراء السابق المالكي بداء يتأمر عليه ويروم اسقاطه والعودة الى سدة الحكم مرة اخرى ، وقد كسب العبادي الرأي العام والاعلام بتقليد نهج والسير على خطى الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم خاصة تفقده للمناطق المحرومة وزيارة الفقراء ولقائه مع الناس في الشوارع دون تضخم للحمايات ، فضلا عن ارساله مسجات عن طريق الموبايل و مواقع التواصل الاجتماعي بالتهنئة للعيد وشهر مضان لكثير من المواطنين والاعلامين، عنوان مقالتي لا اقصد فيها الخليفة الوهمي ابو بكر البغدادي هو حيدر العبادي لا ، وهناك نقيضا كبيرا بين الاثنين نرى العبادي يوميا ولكننا لم نرى الخليفة المزعوم الا مرة واحده ، العبادي يتحدث بأسلوب الاقناع … والخليفة يتحدث بأسلوب الاخضاع ، ولكني كنت اقصد بان الرئيس الوحيد الذي يحكمنا الان هو بغدادي الاصل بامتياز واصاله حيث لم يحكم البلاد رئيسا بغداديا مطلقا ، بدايتا من الملك فيصل الاول مؤسس الدولة العراقية و( انتهاء ) – بصدام حسين التكريتي ـ الرئيس الذي حكم عليه بالإعدام ، ويقع على العبادي البغدادي الاطباع واللغة مهام كثيره أولها الاهتمام وتطوير العاصمة التي تركها العيساوي وعبعوب وعلاوي خربه ومهمله وتجاهلها المالكي والجعفري وصلاح عبد الرزاق تاجر بها ، وهي الان تعاني من انقطاع التيار الكهربائي وشحة وتلوث مياه الشرب ، انعدام الطرق والجسور ، ورغم انها العاصمة لكنها تواجه اسوه نظام مروري متخلف من بين عواصم العالم ينخره الفساد ، وضحاياه تضاهي ضحايا الارهاب سنويا، اما ازمة السكن فحدث ولا حرج . ولا نريد ان نسمع الاعلام يقول ان بغداد تحتل المركز الـ 8 بين 25 أقذر مدن العالم ونالت بغداد المركز الأول بين المدن فاقدة الأمن، والمركز المتقدم بين دول الشرق الأوسط في الإتجار بالمخدرات، والأول في عمالة الأطفال والتسرب الدراسي وانتشار الأمية، والموقع الثامن بين أسوأ 25 عاصمة وسخة..! . ويقع علينا جميعنا نتشارك بالمسؤلية، نعم تتحمل الحكومة والمؤسسات الجزء الأكبر من نظافة المدينة ولكن الجزء المهم هو مسؤليتنا ، فما الفائدة من قيام الحكومة بواجبها أذا قامت به ونحن نوسخ أكثر مما نظفته الامانة ، المفارقة ان تتجول في مجمع الصالحية السكني ، وتجد اليات مركز شرطة الصالحية تستحوذ على الرصيف وتحرم السكان منه ، ولا حسيب ولا رقيب وكأنما تدخل الى سجن بسبب بشاعة هذا المنظر.
من المفروض بالسيد العبادي الاهتمام بجمالية ونظافة العاصمة وليس الاهتمام بالمنطقة الخضراء فقط وترك بغداد وهي مدمره من قبل امانتها بسبب الفساد والمشاريع الوهمية وابتزاز الناس وتهددهم بغرامات مالية مفرطه ، لغرض تعظيم موارد الامانة على حساب المبادئ والقيم والاخلاق ، اكثر من عقد من الزمن وميزانية انفجارية ، لم تقم الامانة بأعمار وترميم المدن الجديدة مثل منطقة الثعالبة والشعب والعبيدي وناحية الرشيد والدوره وغيرها فضلا عن انتشار المدن العشوائية تلك المدن مهملة وتحيطاها الانقاض والازبال والجرذان وهذا قدر سكان العاصمة بسبب هدر الاموال وتنصيب الفاسدين والمفسدين في بلادي، شكرا لحكومة المالكي التي جعلت من دار السلام اضحوكة عالمية فريدة من نوعها وهم يتقاسمون السرقات والامتيازات ، نبعث هذه الرسالة الى رئيس الوزراء لعلها تصل اليه ويقوم باتخاذ الاجراءات الضرورية اللازمة وانقاذ العاصمة من تلك الامراض والدمار والاوبئة وتعود كما كانت تزهو وقبلة للسياح ، وتتميز بالأعمار والعمران ونشاهد امهر واشهر معماري العالم يتنافسون بوضع عطاءاتهم في بغداد ،
ينبغى ان نزيل ثقافة الفساد في امانة بغداد ونشاهد تلك الصروح العمرانية التي مازالت شامخه وتزين بعض مناطق بغداد، وبهذه الاصلاحات والاجراءات سوف نرى ان هناك فارقا كبيرا بين الرئيس العبادي والخليفة البغدادي .!!