تشهد منطقة الخليج العربي هذه الفترة أحداث غير مسبوقة على الأقل في زمننا هذا، حيث أن هناك مناوشات بين أمريكا وإيران على تصدير النفط وفرض حصار جائر من قبل أمريكا على إيران، وفي خضم هذه الأحداث برز على السطح اختفاء بواخر نفط تسير في هذه المنطقة، وأصبح الوضع ما يشبه بـ “مثلث برمودا”.
هناك باخرة محملة بالنفط تحمل علم بنما كانت متجهة إلى سوريا، قامت بريطانيا باحتجازها، بحجة أن هناك حصار مفروض على إيران بعدم بيعها نفط لأي دولة كانت، فهذه الناقلة كانت في طريقها إلى سوريا وتم حجزها كما هو معلوم ومُعلن من قبل الجهة الحاجزة وإرسالها إلى جبل طارق.
وبعد فترة وجيزة أعلنت الإمارات عن انقطاع الاتصال بناقلة نفط تحمل علم بنما أيضاً، فكان الرد الأمريكي بأن المعلومات التي لدينا أن هذه الباخرة تعطلت في هذه المنطقة، وأعلنت إيران بأنه تم سحب الناقلة لوجود خلل بها، وبعد إصلاح هذا الخلل سيتم إخلاء سبيلها إلى وجهتها التي كانت تتجه إليها.
هذه الأحداث تذكرنا بمثلث برمودا كما يقول المثل: “الداخل مفقود والخارج مولود”، لكن في منطقة الخليج التشابه مختلف في برمودا هناك عوامل جوية أو قوة مغنطيسية أو شيء غير معلوم لدى العلماء عن هذه الظاهرة الغريبة، بأن أي شيء أو كائن يدخل إلى هذه الجزيرة لا يمكن أن يرجع، بينما في الخليج وبرغم التشابه الغير قوي هناك إعلان من دول بأن هذه الناقلات اختفت لأسباب تقنية، هذا هو المُعلن لكن في الواقع هو فرض عضلات من قبل قوة بريطانية تقوم بحجز الناقلة تأتمر بالولايات المتحدة الأمريكية، ويواجهها قوة موازية لها بل أكثر منها من قِبل إيران التي تقوم باحتجاز سفن في هذه المنطقة التي تسيطر عليها إيران.
العالم ينظر بترقب وحذر شديد لهذه الأحداث وانقسم إلى قسمين، قِسم يطالب بالرد على هذه الأعمال في منطقة الخليج، وقسم يُحذر من اللعب بالنار مع إيران، لما لها من قوة ونفوذ في منطقتها وحِماها، وهذا ما تدركه وأدركته أمريكا بعد الأحداث الأخيرة في منطقة الخليج.
في مثلث برمودا الاختفاء دون وجود أعذار أو حُجج أو ما شابه ذلك، وفي منطقة الخليج العربي هناك حُجج واعتذار لاختفاء أي باخرة نفط، وإيران تعلن بأنها تعمل على إصلاح الخلل بهذه الناقلة ثم تدعها تكمل مسيرتها.
بدأ زبائن النفط الذين يعتمدون على النفط الإيراني إلى قسمين: قسم منهم رافضين الهيمنة الأمريكية على هذه المنطقة، ومصممين على التعامل مع إيران برغم كل شيء والحصار لا يعني لهم شيئاً، وقسم يحاول التأرجح بين الدول المتنازعة في منطقة الخليج من إيران وحلفاؤها أو أمريكا وحلفاؤها بين رافض ومؤيد وقلق من التعامل مع إيران في شراء النفط من إيران.
هذا الوضع في هذه المنطقة يجعل أمريكا أو جعلها تفقد الكثير من نفوذها في هذه المنطقة عندما قامت إيران بالتصرف بطريقة الدول الكبرى وفرض هيمنتها برغم التهديدات التي توعدت بها أمريكا لإيران في حال تم العبث بأمن الخليج.