من خلال تتبع التطورات الجارية في العالم وفي منطقة الشرق الاوسط خاصة ، نجد بان الهيمنة الامريكية بدت تنهار تدريجيا وبدا الحلف الامريكي يتفكك وتتساقط رؤوس هذا الحلف واحداً تلو الاخر. بعد ان لعب كل اوراقه حتى الان ، السياسيه ، والسلاح ، وورقة الاعلام ، والدين ، والطائفية . وهذه التطورات فعلها هي قاصمة للظهر وسوف تخسر واشنطن الانظمة المتبقية التي تحت سيطرتها وسوف تفقد هيمنتها على خيراتها ، قد تدفعها لان تخطو خطوة متسرعة تدمر ماعملت وصرفت واعطت من اجل انجازه.
وخطوة المشاركة الروسية في الحرب ضد العصابات التكفيرية ،وتشكيل التحالف الرباعي هي تقع في مصلحة العراق والمنطقة والعالم اجمع ، و التي اخذت تتحسس خطراً داهماً على وجودها، من جهة الولايات المتحدة الأميركية، المتهمة بالتراخي في الحرب على تنظيم مايسمى بالدولة الخليفية لداعش، بل وتذهب في بعض الأحيان، وعلى لسان حلفائها من العراقيين، لتوجيه اتهامات مباشرة للجانب الأميركي بدعم وتقوية “الإرهابيين”، من أجل إضعاف وعرقلة تقدم القوات المسلحة العراقية بكل اشكالها لتحرير الاراضي والمدن التي تسيطر عليها قوى الظلام المتمثلة بداعش والتأخير في الانتصار عليه .ومن الممكن للتحالف الرباعي الذي يضم روسيا وايران التي لعبت دوراً مهماً في مكافحة الارهاب في العراق وسوريا للقضاء على الجماعات الارهابيةوتعتبر من اهم الدول التي مهددت الطريق لحضور روسيا في هذه الخلية والتي تمتلك المقومات الكافية والسرعة الممكنة على عكس التحالف الدولي الذي لم يحقق اي نتائج ملموسة على ارض الواقع وقد اكد ذلك الكثير من المسوولين الامريكان انفسهم الذي شكلت تدخلاتهم غير المدروسة في الاخلال بأمن المنطقة وعدم استقرارها ، واشنطن تتحمل المسؤولية في الصراع الكارثي في منطقة الشرق الاوسط وقد بدأ ذلك من خلال قرارات بوش في تدمير العراق وكان الاهم عنده وانتهى بصعود تنظيم داعش الارهابي لذا فان اي مرشح رئاسي الان غير قادر او مستعد لقبول تلك المهاترات و للتعلم من الاخطاء الكارثية التي ارتكبتها ادارة الرئيس السابق جورج بوش التي خلقت أسوأ المشاكل الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة في الوقت الحالي وهو جزءً من خطة وضعها المحافظون الجدد في الحزب الجمهوري لإعادة ترتيب منطقة الشرق الاوسط وقد برر مسؤولوا الادارة الامريكية في حينها اعلان الحرب بأنه تم على ادعاءات غير نزيهة . بلا شك أن واشنطن تتحمل مسؤولية وتبعات القرارات المرتجلة في منطقة الشرق الأوسط ومنها تدمير العراق وخلق تنظيم داعش الارهابي.
اما ادارة الرئيس اوباما التي جائت على انقاض حكو مة بوش فقد وضعت مصداقية الولايات المتحدة على المحك من خلال السماح لداعش بإذكاء الحرب الطائفية في العراق وسوريا وقد اصبحت مصدرا لتسليح داعش بعد تسلم ما يسمى بالمعارضة المعتدلة والمدعومة من واشنطن عدة مرات اسلحة كثيرة وتحولها الى معارضة راديكالية قريبة في فكرها المتطرف من تنظيم داعش الارهابي . وبغض النظر عن بعض الدول المجاورة والاقليمية وعلى رأسها دول الخليج التي ما كفت عن تقديم الدعم المالي والسياسي لتلك العصابات الاجرامية والكل يدرك ويعلم ان امريكا تقاعست وتماهلت في تسريع تسليح الجيش العراقي وتدريبه بحسب الاتفاقية الامنية الموقعة بين الجانبين كما لم تسعى الى محاصرة داعش ماليا واعلاميا في المواقع الالكترونية والتواصل الاجتماعي .واشنطن فشلت حتى في محاصرة داعش سياسيا. و سعت الى خلق مجموعة من السياسيين داخل الوطن وخصوصا بعض الساسة في تحالف القوى للتخندق الطائفي والجري وراء مصالحهم والابتعاد عن اهداف العراق وقبول إملاءات الدول الخارجية وأجنداتها الساعية إلى تدمير البلاد.
وقد اعلن نواب في تحالف القوى رفضهم التحالف الرباعي الجديد بين روسيا والعراق وايران وسوريا الساعي للقضاء على داعش متذرعين بان هذا التحالف سيعمل على تقوية بعض الحكومات التي ترفضها دول اقليمية مرتبطة بها مع وجود محاولات قوية من هذه الدول واخرى لدفع العراق والمنطقة بأتجاه أتون الحرب الطائفية .
و من المعلوم ان ما يشهده العراق ليس حرباً أهلية ولا اقتتالاً طائفيّاً كما تريدها قوى الشر بل هي حرب يخوضها العراقـيون نيابةً عن العالم الذي لم يواكب محنته في القضاء على داعش ووقف ابنائه بمختلف أطيافهم وكياناته ضد هذه العصابات الإجرامية التي جاءت عناصرها من أكثر من 100 دولة .
اذن من مصلحة العراق ودول المنطقة القبول بالتعاون مع دول هذا التحالف المشكلة من روسيا وسوريا والعراق وإيران والتي قررت إنشاء مركز معلوماتي في بغداد يضم ممثلي هيئات أركان جيوش الدول الأربع من دون النظر الى المسميات الثانوية التي ذهب بعض الساسة للترويج لها ومنها خدمة هذا التحالف لجهة دون اخرى وغض النظر عن طرد داعش من الأراضي العراقية . و الوظائف الأساسية للمركز المذكور ستتلخص في جمع ومعالجة وتحليل معلومات عن الوضع في منطقة الشرق الأوسط في سياق محاربة تنظيم “داعش” الاجرامي، مع توزيع هذه المعلومات إلى الجهات ذات الشأن وتسليمها إلى هيئات أركان القوات المسلحة للدول المشاركة في المركزللعمل عليها.
وشهدت الايام القليلة الماضية تطورات سياسية وعسكرية إقليمية بعد تدخل مباشر من قبل روسيا في سوريا وقطع الطريق على واشنطن بتنفيذ اجنداتها في المنطقة
وقد أعلنت وزارة الخارجية الأميركية عن إبلاغ مسؤول روسي السفارة الأميركية في بغداد بأن الطائرات الروسية قد بدأت بالفعل بمهام جوية ضد “داعش” في سوريا, مؤكدا أن المسؤول طلب أن تتجنب الطائرات الأمريكية المجال الجوي السوري خلال المهام.
وقال المتحدث باسم الخارجية الامريكية جون كيربي إن “مسؤولا روسيا في بغداد أبلغ العاملين بالسفارة الأمريكية بأن طائرات عسكرية روسية قد بدأت، مهام جوية ضد مجاميع داعش الإجرامية في سوريا”.وأضاف كيربي أن “المسؤول الروسي طلب أن تتجنب الطائرات الأميركية المجال الجوي السوري خلال هذه المهام الجوية”. وأوضح المتحدث الامريكي ان التحالف الدولي سيواصل التحليق في مهام فوق العراق وسوريا كما هو مخطط لها.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان قد تقدم بطلب الى مجلس الاتحاد للنظر بمسألة استخدام القوات المسلحة الروسية خارج حدود البلاد وحصل على الاذن ، وذلك بعد ايام عن اعلان موسكو انشاء مركز معلوماتي لمحاربة “داعش” في بغداد يضم رؤساء اركان اربعة جيوش هي العراق وسوريا وروسيا وايران ووافق مجلس الاتحاد الروسي على طلب بوتين باستخدام القوات المسلحة خارج الحدود
وأوضح أن “التحالف الدولي سيواصل التحليق في مهام فوق العراق وسوريا كما هو مخطط لها.
ولكن موسكو أرغمت واشنطن على توسيع قنوات التواصل الدبلوماسي معها، بسبب ما اتخذته روسيا من مواقف ضد الحرب الدائرة في سورية المستمرة منذ أكثر من أربع سنوات، والعراق ضد عصاب الكفرمنذ سنة بعد سقوط الموصل الرمادي وصلاح الدين واستمر في دعم البلدين في قتالهم ومدهم بالسلاح والمعدات و لان المساعي الدبلوماسية أصبحت أكثر إلحاحاً، وذلك في ضوء الحشد العسكري الروسي في المنطقة وضمن الخلية الاستخباراتية سوف تساعد على سرعت نهاية ودك مواقع الارهاب.
ومن المؤكد ان المنطقة تحتاج لجهود مشتركة للتنسيق والتعاون وتصب في مصلحة دولها والسرعة في تحقيق الانتصارات ضد فلول الغدر والخيانة واعادة الامن والاطمئنان لاوطانها وشعوبها.