19 ديسمبر، 2024 1:52 ص

الخلوة في حياتنا

الخلوة في حياتنا

عندما ينطق الله تعالى الايدي والارجل وبقية الجوارح ويسكت الألسن فلا مفر من هذه الشهود التي تقول الحق، ومن نقص الانسان وجهله اذا اختلى بمكان يظن انه غاب عن حكومة الله واحتجب عنها ، فيعمل ما يشتهي من حرام .
قال علي عليه السلام :(اتقوا معاصي الله في الخلوات فان الشاهد هو الحاكم)
هب انك سرقت من شخص رآك وعرفك ثم قدمت الى المحاكمة وتبين ان المسروق هو القاضي هل من مفر ومهرب؟ فكيف بالله الذي يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور. جاء في دعاء الحزين (وسائلتني عما انت اعلم به مني فان قلت نعم فاين المهرب من عدلك وان قلت لم افعل قلت لم اكن الشاهد عليك). الخلوة من مواضع اختبارالايمان، والانسان لا يقترف الاخطاء والمعاصي امام الناس خوفا وخجلا ولكنه يعمل ما يشاء في الخلوة ويجعل الله اهون الناظرين، قال احد الحكماء: ( من استحيى من الناس ولم يستحي من نفسه في خلواته فلا قدر لنفسه عنده).
الوقت المناسب لهجوم الشيطان عندما يكون الانسان في الخلوة فيقدم له قائمة طويلة عريضة من الموبقات والمغريات ويدفعه الى ارتكابها فان خضع وضعف فبئس العبد وان رفضها والقاها في وجهه فنعم العبد . الخلوة منطقة خطر لانها منطقة ملغومة محظورة وخطيرة.
منشأ المشاكل الخلوة غير الملتزمة التي تكون منطلق الخبائث والمعاصي فلو كان يعرف المختلي ربه لم يسكر الملك ولم يزن الامير ولم يسرق الوزير ولم يختلس المدير. وشتان بين خلوة الشيطان وخلوة الرحمن تلك التي يعرج فيها المؤمن الى عالم الذكر والعبادة عندما يختلي مع ربه في ظلمات الليل طالبا منه نعمة المعرفة والذكر والاخلاص .
الشعور بالرقابة الالهية يصنع الانسان ويمنعه من افة النفاق القاتلة.

أحدث المقالات

أحدث المقالات