19 ديسمبر، 2024 8:10 ص

من الخطأ الاعتقاد أن تعثر العملية السياسية وتعثر عملية البناء تكمن بشخص السيد نوري المالكي  , السيد نوري المالكي امتطى حصان كان قد أعد سلفاً  , ومن اسرج هذا الحصان هي قوات الاحتلال  وهي من وضعت خارطة الطريق لمسيرة العراق الجديدة المزعومة , فهي من اختارت مجلس الحكم وقسمته الى طوائف وقوميات وهي من أسست للطائفية وهي من جعلت فقرات ومواد الدستور  متقاطعه مع بعضها البعض  وجعلتهاملغومة بالخلافات والمشاكل المستعصية , بحيث كل  كتله تنتقد الطرف الاخر معتمدة على الدستور وفي نفس الموضوع الطرف الاخر يفند الانتقادات معتمدا على الدستور  , كلا الطرفان مرجعهما هو الدستور , الدستور بشكله الحالي وضع لكي لايستطيع احد ان يقدم شيء  والامثلة كثيرة على ذلك
لدينا مثل شعبي يقول ( خبزه لاتثلمين وباكه لاتحلين وآكلي لما تشبعين) يعني  يضعون  رئيس للحكومة لكنه لايستطيع ان يقدم شيء فهو مكبل  من سمت رأسه لأخمص قدميه , نحن مع المظاهرات والاحتجاجات قلبا وقالباً , لكن على المتظاهرين ان يعوا جيدا ان مطالبهم لاتتعلق بالسيد المالكي بل تتعلق بمجمل النظام  تتعلق بمجلس النواب  وبالحكومة  يعني بالسلطة التشريعية والتنفيذية  وبالذات تتعلق بالدستور كما نتمنى ان لاتكون المظاهرات عشائرية او طائفية , ان لحظة انطلاق المظاهرات كانت على اساس اعتقال حماية العيساوي وسمعنا وشاهدنا التعصب القبلي والطائفي ولكن عقلاء الانبار استطاعوا ان يوجهوا المتظاهرات بالشكل الصحيح ولكنها مازالت تدور ضمن الاطار العشائري والطائفي , المتظاهرون يطالبون بالغاء المساءلة والعدالة و تطالب بأطلاق سراح المعتقلين , والغاء مادة 4 ارهاب  , وايضا يطالبون بحصص متساوية للطائفة الاخرى في الدفاع والداخلية يعني ضمناً يؤكدون على المحاصصة البغيضة  , ولكننا لسنا مع من يطلب ذلك من السيد نوري المالكي , اذ ان النظام هو نظام مؤسسات , وكل مطالبيهم مسؤول عنها السلطة التشريعية اي مجلس النواب , ومن يقرر اطلاق سراح الابرياء هو القانون والسلطات القضائية  , نقول هذا حرصاً على النظام وخوفا من ان يتحول رئيس الحكومة الى الرجل الاوحد ويوكون بيده قرار الموت والحياة , اذا كان المتظاهرون يريدون قائد  بيده الحل والربط  ولايردون نظام  دستوري ديمقراطي  فنحن نقول  اذن هم على حق , لكن حين يطالبون بتطبيق النظام والعدالة وعدم تهميش الاخرين  فمطالبهم هنا تتقاطع مع بعضها البعض  فالعدالة تستمد من الدستور  والنظام يستمد من الدستور  ولاتستمد من رجل يتهم اصلا انه لايطبق الدستور !! ويقولون له انها ( جرت قلم ) جر القلم واخرج المعتقلين  !!! هل يعقل هذا , هذه فوضى المظاهرات نابعة من تعدد الولائات  فهي خليط من  مطاليب خاصة تخص العيساوي ومطاليب تخص الطائفة واخرى تخص اجندات خارجية , اذن اين مطاليب الشعب العراقي , وهي تكمن بتعديل الدستور والقضاء على الفساد وتوفير الخدمات الضرورية كالكهرباء والماء وايجاد فرص العمل ومحاسبة المقصرين ,  الشعار البارز للمظاهرات هو اطلاق سراح المعتقلين  يعني لو تم اطلاق سراح  المعتقلين والمعتقلات واعطوا الامتيازات للطائفة  ستتوقف التظاهرات ويعود المتظاهرين الى بيوتهم ورجال الدين الى جوامعهم , وتعود حليمة لعادتها القديمة , فالامر 

على المتظاهرين ان يعلموا ان المواجهة ليست بينهم وبين السيد المالكي  ان المواجهة بين الشعب العراقي وبين النظام كل النظام فهو نظام مبني على المحاصصة الطائفية ,   السيد المالكي جزء من نظام  مشوه مسنود  بدستور اعرج , حتى ان السيد المالكي قالها مرارا انه لايستطيع ان يقدم شيء بظل النزاعات التي تستند على المحاصصة الطائفية , ونحن نُحَمل مسؤولية تدهور الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي جميع الكتل السياسية وبالخصوص القائمة العراقية فهي اكبر كتلة نيابية وكان من المفروض ان لاتشارك بالحكومة بل ان تكون معارضة قوية في مجلس النواب لكنها طمعت بالامتيازات والمناصب والمال العام  فالجميع مشترك بالتدهور الحاصل في الساحة العراقية
الشيخ العلامة عبدالملك السعدي له موقف وطني مشرف فلقد كبح جماح المتطرفين والدخلاء  واعاد للمتظاهرين  النفس  الوطني العراقي الاصيل واحبط فتنة اراد لها احراق العراق واهله ونتمنى ان يرعى التظاهرات بحكمته ومعه كل ابناء الانبار الشرفاء فالعراق عراقنا واهل العراق جميعا اهلنا  , كما اننا نود ان نقول ان قطع  الطريق  الدولي لم يضر السيد المالكي بل ضر التجار العراقيين البسطاء الذين ليس لهم يد بالاعتقالات ولا بالمساءلة والعدالة ولا بالمادة اربعة ارهاب وتكبدوا خسائر كبيرة
اخواني الشرفاء في كل العراق لنعمل على محاربة الطائفية بكل اشكالها فهي من تعيث في الارض فسادا وما   الفساد سوى الوريث الشرعي للطائفية , خلاصنا يكمن بوطنيتنا

أحدث المقالات

أحدث المقالات