19 ديسمبر، 2024 12:04 ص

الخلقية والتلقائية …(1)فكرة التطورEvolution، بين العلم الصحيح والمزيف .

الخلقية والتلقائية …(1)فكرة التطورEvolution، بين العلم الصحيح والمزيف .

هنالك فرق بين علم المشاهده والتجريب البحت ..بالعقل (الرصد ، المادة ، التجربة ، الاجهزة والمختبر ) وعلم الحس والتدبر …بالعقل (التحليل ، النقل، الوحي، الحس ، الاشارات الغيبيه ، المنطق والفطرة).. كلاهما علم في الحقيقة ،فحتى العلوم البحته كثير منها افترض في البدءعلى شكل نظريات عقلية او افكار من اشارة او استنتاج او تحليل ثم عولج رصديا مختبريا فلم يصح فنفي او تغير او اثبت بشكل كامل فاصبح حقيقة ..وفي كل الاحوال فالقضية العلمية في اغلبها ليست “حقيقة دائمة” بل هي حقيقة مثبته ، الى الوقت الآني وقد تثبت وتدوم وقد لا ، فكثير من الحقائق التي كان يظن انها ثابته تغيرت او تحورت او تطورت ولم تكن حقيقة دائمة ..اذن نحن “نصدق العلم” بما يثبته ويجعله حقيقة وليس بما يطرحه او يفترضه كنظرية ، ووجب علينا ان نصدقه ايضا عندما يغير هذه الحقيقة او ينسفها او يحورها كما حصل كثيرا ويحصل كل يوم وليس نعانده ! والا اصبحنا لانصدق العلم بل “نصدق العناد والمكابرة” ..فانا اصدق الحقيقة الناتجه عن العلم وليس اصدق العلم بل اؤيد العلم ، فنتاجات العلم تتغير ، فنحن نتقبل العلم ونتابعه حتى اذا اصبحت الحقيقة ثابتة ودائمة -باعتراف العلم نفسه- ..نصدقه ونسلم له ، ..والا لكنت ناقضت نفسي كل يوم عشرات المرات ومع كل تحديث او اكتشاف للعلم..اصدق العلم بالعقل وليس بلاعقل لان العقل مناط التكليف في القانون والدين وآلة الوصول للحقيقة في العلم ..
وهذا ماوقع فيه اصحاب ومؤيدو فكرة التطور التي بدأت قبل دارون بقرن او قرون وتناولها فلاسفة قبله وعلماء أحياء وطبيعيات ابرزهم الفرنسي (لامارك) صاحب كتاب Philosophie zoologique المنشور عام 1802 -اي قبل ولادة دارون -، والذي اعتقد ان التطور يتم بتمدد اعضاء الكائن الحي وهو صاحب فكرة النشوء والارتقاء التي ساعدت دارون كثيرا في ابحاثه ..و(دي بوفون) المولود 1707 م ، اي -قبل دارون بقرن -، وهو صاحب الكتاب الاشهر histoire naturelle التاريخ الطبيعي والذي ذكر فكرة الانقراض واحتمال انحدار الكائنات الحية من اصل واحد….بل حتى استاذه وابوه ، وعدلت وزيدت من قبله وبعده حتى اصبحت تشمل الانتخاب الطبيعي العشوائي (والصدفوي احيانا ) والتاقلم والتطور..ونسبت اليه كلها ..وليس هذا مناط بحثنا هنا ..
بعض هؤلاءالعلماء واتباعهم، ارتكبوا خطأين احدهما الغاء علم التدبر والثاني معاندة او (تزييف احيانا) العلم البحت ،والخطأ الاول مناقشته في فصل قادم ولكنني ساناقش الجانب الثاني الذي طالما استخدموه لجذب اعجاب المصدقين بعلم المشاهدة والتجريب (البحت) ..
فقد اضطر اصحاب هذه الفكرة (غير المستقيمه عقلا وفطرة) ان يروجوا لفكرتهم باساليب البسوها ثوب العلم لتستهدف اكبر شريحة ممكنه ولمنع حتى التفكير بالتصادم معها (ذاك انها حقيقة علميه !!!) كيف ؟! لابد اذن من ادلة وبراهين علمية تدعم ، فانطلقوا برحلتهم التي يفترض ان تكون بحثيه ونزيهه حيث اذا ظهر دليل (احفوري او حي ) كما يقسمونها ، يعلن ويناقش ويفحص تجريبيا وواقعيا ومختبريا فاذا ثبت صدقه وواقعيته اخذ به والا فيطرح جانبا ويبلغونا ويبلغوا اتباعهم بالتحديث العلمي المتبع اذا ظهر خطأه او بطلانه ، هذا هو السلوك العلمي الذي لم يلتزموا به ..ومن الامثلة الكثيره والمعروفة تقريبا على مستوى الباحثين والعلماء اوحتى المهتمين والمتابعين امثالنا -ونريد لها هنا ان تكون معروفه اكثر على نطاق من تستهدفه هذه السلسله من المقالات كاسهام بسيط للمواكبة والفهم والمناقشة (بالكتابة ) كوسيلة علمية مرادفة للفديوات والبرامج – ،،هو موضوع الارجل الخلفيه المضمرة للحيتان او ماتسمى (عظام الحوض ) ونبدا بها لان تطور الحيتان عندهم هو المثال الابرز طبقا للسجل الاحفوري الذي سناتي على تفاصيله الجزء القادم ، جاء هذا المثال في كتاب دارون اصل الانواع وقال فيه “ انني لااجد اي عقبة تحول دون اقتناعي بتطور الحيتان من الدببه حيث تقضي الاخيرة ساعات طويله في الماء” .. لنعد الى الاطراف الخلفيه ، فقد دعموا فكرتهم قبل في بدايتها بهذا الدليل الحي قائلين ان في مؤخرة الحوت هناك عظمتان لافائدة لهما ولاوظيفة وهذا يدل انهما كانتا ساقين (رجلين) لحيوان بري تطور الى مائي فاضمرتا وفق قانون التطور..والا لوكان هناك خالق مبدع فلماذا يصنع اعضاءا بلافائدة للجسم ! وكان ابرز من نشر ذلك علميا في بداياته هو (Cruits and Barnes) في كتاب ((Biology)
الصادر في ثمانينات القرن الماضي وقال انها بقايا اثريه لاعضاء( Vestigial organs) بلا فائدة (Useless) ..ثم تناقلتها بعده الاوساط العلمية بل الاكاديميه ودخل ذلك في ..مناهج الجامعات ودرس في الشرق والغرب ..حتى صار لايخلو منه كتاب بايولوجي يدرس للصيدله اوالطب وفي المدارس الثانويه ، واغلبنا حفظ ذلك عن ظهر قلب لكي يتحصل على درجة الامتحان في الاحياء ..وكنا نحفظ الرسومات الخاصة بذلك التي ارفقت مع “الحقيقة العلمية !” ورايت محاضرات فديوية لعلماء الطبيعة ومؤيدي التطور مثل Jerry Coyne صاحب كتاب ( Why Evolution is True) الذي اكد ان هذه العظام (Useless) بلافائدة ، ولايمكن تفسيرها الا من خلال التطور ..وRichard Dawkinsصاحب كتاب (The God Delusion) الذي قال بالحرف الواحد انك لو نظرت بعمق الى داخل الحوت لوجدت عظام في حوضه لايستفاد منها الان وهي بالتاكيد كانت ارجل يستخدمها للمشي ! وهذا الكلام في العقد الاخير من هذا القرن ..
ثم وفي عام 2014 صعق الوسط “العلمي” باكتشاف نشر على شكل تقرير في مجلة Evolution يؤكد ان هتين العظمتين لهما دور كبير في التكاثر الجنسي عند الحيتان والدلافين (اي ليست تطورية وليست بلافائده ) !!بل لولاها لانقرضت الحيتان !! وقال موقع USC news “دراسة حديثة تقلب اعتقادا تطوريا راسا على عقب وتؤكد اهمية وجود العظمتين للتكاثر ” وكذلك فعلت مواقع علمية كثيره مثل Smithsonian.com المتشدد اصلا للتطور وموقع Science daily حيث ذكر ” University of Southern California بالتعاون مع NHM أو متحف التاريخ الطبيعي بمقاطعة لوس أنجيلوس Natural History Museum of Los Angeles County :
“ الحيتان والدلافين تحتاج عظام الحوض كما اتضح، حيث العظام التي كنا نعتقدها آثارية وتطوريه : تحولت إلى كونها مُهمة للتكاثر ”
“Whales and dolphins need their hips, it turns out. The bones that we used to believe were vestigial turn out to be important to reproduction”
وهنا وبعد هذه (الفضيحة) التطورية لم يسلموا للامر كعادة العلم الصحيح ولم يعتذروا لمئات الجامعات وعقود من الكتب والمدارس وايهام كل العالم بالدليل (المنظور) الأهم لفكرة التطور ..وبدلا من ذلك ، استمروا بقباحه وبتحوير بسيط يقولون ..نعم وهذا ايضا من فعل التطور !!! وقالوا انها حقيقة معروفة منذ القدم !! (وكانك تتحدث الى ابي علي الشيباني ! وليس الى علماء ومواقع علمية !) نعم تسارعت المواقع التطورية لتسجل انها تعرف هذه الحقيقة وان هناك مالايقل عن عشرة اوراق علمية وبحوث اولها قبل مئة عام تشير الى اهمية هذه العظام في التزاوج ولكنها طبعا “تطورت من ارجل للمشي الى عظام للتزاوج ” !! ماهذه الفوضى ، طيب لماذا لم تذكروا ذلك من قبل وتركتم طلبة الطبيعيات والاحياء يدرسون هذا الخطا ويتناقلونه جيلا عن جيل طيلة قرن حتى رددها بعدكم ببغاواتنا من المتبنين (تحديث الدعوة ) وراحوا في عام 2015 يوردون هذه المعلومة (عظام اثرية بلافائدة) الى متابعيهم ومن يسمعونهم وياخذون عنهم دون وعي ولاتمحيص ويؤكدون ان هذا باجماع علماء الاحياء على الاطلاق (راجع عدنان ابراهيم -سلسلة نظرية التطور -حلقة تطور الحيتان) ..وكذلك كتب تدرس لابنائنا طبعت عام 2016 ومازالت تحمل نفس المعلومة المضلله والخاطئة علميا ….وان صدق علمكم بهذا الامر (فلماذا كنتم تقولون انها بلافائدة لحد عام 2014 عندما اعلن التقرير العلمي انه اكنشاف كبيروانها تماما.. موجودة بفائدة وللتزاوج!!…واقترح من باب التجربة :” حبس المؤمنين بالتطور فى غرفة عالية السقف و تعليق الطعام لهم فى سقف الغرفة و تركهم ليتطوروا و تطول قاماتهم ليصلوا للطعام،!
” صُنْعَ ٱللَّهِ ٱلَّذِىٓ أَتْقَنَ كُلَّ شَىْءٍ”
ادهم الشبيب 5 تموز2019
______________________
وانوه الى ان هذه سلسلة مقالات بحثية ، قرات من اجلها الكثير من الكتب المختصه لكبار علماءها وعشرات المقالات المعتبرة علميا في علوم الوراثة والاحياء والطبيعيات وتفحصت عشرات المواقع العلمية العتمدة للجامعات ومراكزالبحوث وبلغتها الاصليه حتى لايخدعني مترجم متعصب لدين او لالحاد ، والغرض منها النقاش والرد العقلي وليس مناطحة علماء التخصص واعتمد فيها كثيرا على مصادر ورجال آخرين وقد لايكون لي منها احيانا الا الجمع والصياغة الادبية والتحليل الفلسفي ..ولكني اتبناها طبعا وفيها آرائي واعتقادي ،، ولها اجزاء اخرى لايمكنني ان انشرها مرة واحدة لأعطاء الفرصه للمتابعة..ولذا فان بعض الاعتراضات او النقاشات قد يكون الرد عليها اساسا يتضمنه مقال آخر مقبل ..فأرجو من الاصدقاء والقراء ..لمن يرغب ، طرح الفكرة او الراي وينتظر الرد او النقاش في المقالات اللاحقه اويبحث عنه في المقالات السابقه ..او لعلي اناقشه والتحليل الفلسفي ..ولكني اتبناها طبعا وفيها آرائي واعتقادي ،، ولها اجزاء اخرى لايمكنني ان انشرها مرة واحدة لأعطاء الفرصه للمتابعة..ولذا فان بعض الاعتراضات او النقاشات قد يكون الرد عليها اساسا يتضمنه مقال آخر مقبل ..فأرجو من الاصدقاء والقراء ..لمن يرغب ، طرح الفكرة او الراي وينتظر الرد او النقاش في المقالات اللاحقه اويبحث عنه في المقالات السابقه ..او لعلي اناقشه حاضرا
المصادر
*https://www.sciencedaily.com/releas…/2014/…/140908121536.htm
SCIENCEDAILY.COM
اضافة الى فديوات للعلماء المذكورين في المقال ..ولباحثين آخرين