تسعى كثير من العوائل , لتوريث العمل الذي تديره أو تمارسه, لأبنائها والأحفاد, فليس غريبا أن نسمع عن عوائل توارثت مهنة التجارة, أو التعامل المالي, أو السياسية وغيرها.
لا ينجح الأبناء دوما في المحافظة على ما حققه الآباء, لعدم اهتمامهم بالموضوع, أو عدم امتلاكهم مؤهلات ديمومة مسيرة الآباء, أو قد ينجح الأبناء في القفز بما ورثوه, كما أو نوعا أو كليهما, إن إمتلكوا الشغف والرغبة, والمؤهلات اللازمة, وأضافوا إليها, العلم ومواكبة التطور العلمي.. أو تكون النتائج فشلا ذريعا, خصوصا إن كان الأبناء, فاشلين أصلا, ولا يملكون شيئا يؤهلهم لإدامة المسيرة, فتنتج التجربة خلفا, يدمر ما تحقق بسنوات عمل شاق.. خلال أشهر, أو أيام حتى!.
لا يشذ عالم السياسية عن هذا السياق, فنجد أسرا إشتهرت بممارسة العمل السياسي, بعضها معروف عالميا, كعائلة بوش وكندي ورامسفيلد, في أمريكا.. وعائلة غاندي في الهند, وعائلة بوتو في باكستان.
يختلف العرب عن بقية أجزاء العالم, بأن الأسر هنا تورّث حكما بشكل يكاد يكون قسريا, إن لم يكن دكتاتوريا قبيحا, حيث ولي العهد يرث حكم والده, ببيعة صورية داخل الأسرة, وهناك دول قليلة أخرى تحاول ممارسة الديمقراطية, لكن معظمها ليست معفية من محاولات التوريث.. والأسرية.
في العراق, إشتهرت لدينا أسر سياسة, ومعلوم لدينا بأن العمل السياسي بشكله الحقيقي, وُجد في فترتي العهد الملكي, وبعد سقوط نظام البعث, فأشتهرت أيام الملكية, أسر الجادرجي والسويدي, وأبو التمن, والصدر, وال جبر, بممارستها العمل السياسي, وتصدى بعض أفرادها للمناصب.
مرحلة ما بعد نظام البعث, شهدت شكلا أخر من الأسرية السياسية, وكان أغلبها فاسدا, فيستولي أقارب المسؤول, على أي منصب يمكن أن يتاح لهم, بحكم تولي فرد من الأسرة منصبا مهما.. أو مناصب يمكن أن يبتزها لهم, كمحاصصة.. أسرية!.
بعض أفراد تلك الآسر, يمكن أن يُقبل توليهم المناصب تنزلا, إن إمتلكوا مؤهلات وكفاءة علمية وشخصية, رغم أن ذلك يخرج القضية عن إطار العدالة وتكافؤ الفرص, الذي يجب أن تدار به الدولة.. لكن بعضا أخر, ينالها لأنه أبن أو صهر المسؤول الفلاني, رغم أنه لازال يسير خلف قريبه, وكأنه ضمن حمايته كما كان, هذا كل ما يجيده.. السير خلف قريبه وحمل حقيبته أحيانا!.
بعض أخر يمتلك مميزات أفضل, فهو يجيد تربية الطيور, ويعرف كيف يدير مواقعا, لشتم كل من لا يوافق فخامة قريبه, ولا يهم إن كان ذلك في مصلحة العراق, أو من يمثلهم هذا ال…, صحيح أن من مبادئ ديننا, أن الأقربون أولى بالمعروف, لكن ما هكذا تورد الابل!.
هل يحتاج أن نذكر الأسماء؟
نظرة بسيطة لألقاب من يتولون المناصب, العسكرية والإدارية, وبعض المناصب الظلية المفصلية, التي لا ينتبه لها أحد.. وسنفهم من هم المعنيون.. ومن لم يرى من الغربال يقال له أعمى.. ولم نكن يوما سذجا, أو عميان!.