19 ديسمبر، 2024 4:24 ص

الخلايا النائمة.. ورقة داعش الأخيرة!

الخلايا النائمة.. ورقة داعش الأخيرة!

تصنف الدول أمنيا، على مدى قوة جهازها الأمني، وعلى رأسها العنصر ألاستخباري، الذي يعد شريان الأمن وقوته، وكثير ما نسمع بقدرة الأستخبارات الإسرائيلية( الموساد)، وكذلك الأستخبارات الأمريكية (CIA) السي آي إي، الذي يمتلك قدرة هائلة على جمع المعلومات، وتحليلها، وأخذ تدابير أحتياطية، بتخطيط استخباري محكم.
النظام الصدامي المقبور، كان يملك جهاز أستخباري، ذات قدرة فائقة، في التشخيص والتحليل والمتابعة، لكنه كان موجه توجيها خاطئ، كان يملك القدرة على تنفيذ العمليات داخل وخارج البلد، ويجند على كل المستويات، من بائع الخضار، وسائق الأجرة، وحتى الشحات تجده من العناصر ألاستخبارية في النظام صدام.
بعد السقوط نظام ألبعثي المجرم، فقد العراق جزء كبير من عمالقة الاستخبارات، المدربين على مستوى عالمي، في معاهد عالمية، ودول متطورة في هذا المجال مثل روسيا، يجب أن لا تفرط بمثل هذه الطاقات الكبيرة، والأستفادة من خبراتها المتراكمة، على مدى سنين طوال، ولو في مجال التدريب فقط! لا يخفى على الجميع، إن العراق أصبح ساحة مفتوحة، لأجندات إقليمية ودولية.
يعد المواطن صاحب الحس الأمني، من أفضل عناصر حفظ الأمن، وهذا ما يفتقده المواطن العراقي، بعد حادثة الأخيرة داخل منطقة بغداد الجديدة، في مول الجوهرة.. عند قراءة الوضع بعيدا عن التهويل الإعلامي المصاحب للعملية، تجد هناك تخطيط وتنسيق عالي المستوى، أستخدمته العناصر داعش الإرهابية، وبينت قدرتها على التحرك، داخل مناطق شبه محصنة امنيا، وبالقدرة التكتيكية العالية، مع عددها وعدتها، تتطلب وقفة جادة من قبل المشرفين على الأجهزة الأمن الوطني ولأستخباري.
الخلايا النائمة الموجودة في أغلب المحافظات، يتطلب تحركا سريع لإجهاض أي عملية القادمة، حيث ستنفذ داعش كثير مثل هذه العمليات بعد إن فقدت قدرتها على صد تقدم الأجهزة الأمنية العراقية، وفقدانها مواقع إستراتيجية، بعد الضربات الموجعة التي تلقتها في الرمادي وخسارتها ولاية الأنبار.
يضاف لها الضربات الجوية الروسية في سورية، وانهيار مصادر تمويلها بعد أستهداف أسطول ناقلات النفط، أيقنت داعش أن الحرب أصبحت حقيقية، ولا مجال للمجاملة الأمريكية، التي حظيت بها منذ البداية.. وفقدانها القدرة على التجنيد مقاتلين جدد، جعلها تلتجئ إلى خيارها الأخير، وهي الخلايا النائمة، لتنفيذ هجمات داخل المحافظات، من أجل تخفيف الضغط عليها في جبهات القتال.
الأمن مسؤولية الجميع، والتعاون المشترك بين المواطن والأجهزة الأمنية يخلق بيئة آمنة، يعيش في ظلها الناس بخير وسلام، وما يجدر الإشارة إليه إن العراق يعيش حالة أستثنائية، يحتم على أبناءه أن يتوحدوا ضد عدوهم المشترك، الذي يستهدفهم جميعا دون أستثناء، والخير قادم بسواعد أبطال العراق والسياسيين المخلصين؟!

أحدث المقالات

أحدث المقالات