ما يحصل في العراق اليوم من فقدان مجاني للحياة لشعب , كل ذنبه وجريمته انه ولد وعاش في أرض اسمها العراق , لا يجب السكوت عليه بعد الآن . أية خلافات أو حواجز أوجدها أعداء العراق من عراقيين ( بالاسم فقط ) أو أجانب بين أبناء الوطن الواحد يتوجب التصدي لها وبكل الوسائل المتاحة , واحدة من هذه الوسائل هي انتزاع المفاهيم الطائفية من داخل أنفسنا و أفكارنا ان وجدت , و مؤكد انها موجودة لدى البعض منا , وان نتحلى بالشجاعة والصراحة ونخاطب عقولنا بالاجابة على السؤال التالي : هل ننحاز للطائفة أم ننحاز للوطن ؟ هذه ليست دعوة لالغاء الانتماء الطائفي , أبدا , الغاء الانتماء الطائفي عين المستحيل , الطائفة على العين و الرأس , مهما كان اسم هذه الطائفة , شرط أن لا يكون التمسك بها والتعصب لها سببا لهلاكنا جميعا , اذا كانت الطائفية تجعلنا نرفع السيوف على بعضنا البعض , الا يجدر بنا أن نوحد هذه السيوف و ونوجهها الى صدور من يروجون للطائفية , أم أننا قد فقدنا الحكمة والعقل ؟
حتى أصبحنا لا نميز بين من يركبون الموجة الطائفية من السياسين لكي يصلوا الى كراسي الحكم , وبين الوطنيين الذين يريدون بناء الوطن بعيدا عن التمييز الطائفي .
و لكي نعرف هل نحن قادرين على تجاوز انتمائنا الطائفي لصالح الوطن أم لا , لا ضير من طرح السؤال الموضوعي التالي على أنفسنا , والاجابة عليه بصدق و بضمير حي و باخلاص أيضا , و السؤال هو : ان كنت أيها القاريء الكريم شيعيا , فهل تفضل لقيادة البلد حاكم :
1. شيعي و لكن ظالم أم 2. سني ولكن عادل
وعلى نفس المنوال , ان كنت أيها القاريء الكريم سنيا , فهل تفضل لقيادة البلد حاكم :
1. سني ولكن ظالم أم 2. شيعي ولكن عادل
ربما يكون السؤال محرجا للبعض , لكن لا بد من الاجابة عليه كي يعرف كل مواطن أهمية الدور الذي يلعبه في تحديد مصير البلد .
و الآن , ان كانت الاجابة رقم ( 1 ) , سواء كنت سنيا أو شيعيا , فهذا يعني انك تظلم نفسك أولا و تظلم شعبك ثانيا , لانك فضلت الطائفة على الوطن , و انك غير قادر على التخلص من العقدة الطائفية الممسكة بخناقك . ما الفائدة من حاكم ( من طائفتك ) عاجز عن الحفاظ على حياتك و هي اغلى ما عندك ؟ ما الفائدة من حاكم ( من طائفتك ) يسرقك جهارا نهارا ؟ ما الفائدة من حاكم ( من طائفتك ) يفعل عكس ما يقول تماما ؟ ما الفائدة من حاكم ( من طائفتك ) يتستر على اللصوص لانهم من جماعته أو حزبه او من المطبلين له ؟ ما الفائدة من حاكم ( من طائفتك ) لا يوفر لك المدرسة النظيفة و المستشفى الراقي , وهو لا يفعل ذلك لقلة المال , بل لانه فاسد ومفسد ؟ .
أما ان كانت الاجابة رقم ( 2 ) , سنيا كنت أم شيعيا , فهذا يعني اننا قد بدأنا الخطوة الأولى الصحيحة لوضع الطائفية في التابوت تمهيدا لوأدها مرة والى الابد , نحن سنة و شيعة شعب واحد ونعيش في وطن واحد , و لسنا شعبين نعيش في وطنيين , ونزيف الدم يجب ايقافه الآن , لاننا أولا و أخيرا سنتوصل الى قناعة أن هذا ما يجب أن يحصل . يكفي ما جرى , ويجري لنا من مصائب و مآسي , حتى أن العالم كله لم يعد يكترث لعدد الضحايا الذين يسقطون في العراق , ( و كيف يكترث هذا العالم وهو يرى من يحكمونا يكترثون فقط لتوقيع مواثيق شرف , هي في حقيقتها و نتائجها مواثيق عار ) , هذا العالم أصابه الملل من سماع أخبارنا اليومية , وربما يتصور هذا العالم اننا شعب لا يستحق الاحترام و لا يستحق الحياة لاننا غير قادرين على ترتيب بيتنا الداخلي كما ينبغي , فهل نحن فعلا كذلك ؟ الجواب طبعا كلا , نحن شعب نستحق الاحترام و نستحق الحياة لكننا لا نتحرك للحصول على هذا الاحترام وهذا الاستحقاق . و اختيار الاجابة رقم ( 2 ) , سنيا كنت أم شيعيا , للسؤال المطروح أعلاه , تعني بداية الانطلاق في الحركة انقاذا للعراق , ولنا جميعا , سنة و شيعة .