23 ديسمبر، 2024 3:33 ص

تضخم الظاهرة الدينية، الارهاب ،التطرف ،التكفير. امراض برزت بقوة في القرن الاخير، خاصة في المجتمعات العربية ككل العراق خاصة . حيث امام تقهقر الوعي المدني والانساني، يبرز تهديد الارهاب لهذه المجتمعات بما تملكه من تنوع مذهبي ،ديني،وأثني . اذ ادى تضخم عامل التدين بصورة سيئة الى عملية تكفير واسعه للمختلف دينيا او مذهبيا، رافق ذلك عمليات القتل المتبادله.اضافه الى التخلف الاقتصادي والتنموي نتيجة الفتاوى الدينية التي تحرم التقدم الصناعي والزراعي وحتى التجاري لتحارب كل مظاهر الحداثة والمعرفة .بالاضافه الى شيوع مظاهر الجهل والتخلف والدجل التي ترتدي جلباب الدين لتتحول إلى مقدسات يصعب مساسها أو نقدها .حيث تتعرض أي عملية نقد للفكر الديني الى مواجهه شديدة قد يقدم الشخص حياته نتيجة نقده لفكرة ما أو اعطاء قرأءة جديده قد لا تنسجم مع الافكار الشائعه التي تحمل ثوب القداسه.أن مواجهه التطرف الديني الذي اصبح يقلق المجتمعات البشرية كافة لما مثلة من قدرة على التخريب والقتل والتدمير بما امتلكت من اتباع منتشرين في اغلب بقاع العالم .حيث مثلت الدول العربية الحاضنه الام للتطرف والارهاب المعمورة .لتعجز القوة العسكرية والاستخبارية من تجفيف منابع الارهاب او الحد منه، بسبب بقاء مراكز انتاج اجيال جديدة من الارهابيين والمتطرفين وقد يحملون فكرا اكثر تدميرا وارهابا .العمل العسكري لم يحقق النتائج المطلوبه وخاصة في البلدان التي اكتوت بنار الارهاب والتطرف،في مقدمتها العراق الذي مثل الحاضنة الكبرى للتطرف بعد افغانستان .من أجل مواجهه التطرف الديني نحتاج الى خطوات عملية للحد من الفكر التكفيري وانتشار الارهاب وشيوعه.في مقدمة ذلك يأتي.

التعليم : يبدا من الاهتمام بالاطفال ورعايتهم على ان توضع برامج ومقررات دراسية تراعي الجوانب الذهنية والنفسية للطفل والاهم عملية غرس القيم الانسانية والاخلاقية . اذ تتم عملية صناعه الارهابي وهو طفل ذلك من خلال المناهج التي تحث على العنف والتكفير واقصاء الاخر. بسبب الثقافة الدينية المتطرفة التي تم بثها في مناهج التعليم وكذلك من خلال الاعلام والمؤسسات الدينية التي اصبحت امبراطوريات عملاقة الان بفضل ما تملكة من مال لتشيع الخرافات والاساطير بأسم الدين .لذى يتطلب وضع خطة للنهوض بالواقع التعليمي في العراق من خلال تجديد المناهج التعليمية والتاكيد على روح العلم والنقد المعرفي مع ادخال دراسة الاديان والحضارات الكبرى وتراث البلد ابتداء من الحضارة البابلية الى الان حتى تتكون صورة واضحة عن تراث وتاريخ بلده وحجم التشابه بين الاديان في العالم في رسالتها لاصلاح الانسان .ليعي الطفل ومنذ بدايات حياتة بان الدين قيم شخصية وكل انسان هو ابن بيئته وثقافته ،لايوجد دين كامل يملك الحق بالادعاء بانه يملك كل الحقيقة . ثانيا والاهم في هذا الامر هو حماية الديمقراطية

حيث ان ظهور هتلر في المانيا لم ياتي عن طريق الانقلاب ولا بدعم خارجي وانما بعملية ديمقراطية ساعدت على صعود اعتى دكتاتور بالعالم لسدة الحكم ليعيث بالارض فسادا وخراب .ليس بعيد عن ذلك ربيع الديمقراطيات العربية الذي جاء بأسؤء أنظمه حكم في التاريخ من مصر وتونس وصعود الاخوان المسلمين والخراب الذي عاشه البلدان خلال فترة حكمهم القصيرة كذلك تجربه العراق الديمقراطية الاسؤء لما حملة من ساسة لصوص وقتلة اعادوا العراق للعصور الوسطى . ان الديمقراطية لا يوجد لها كتلوك تستطيع من خلاله ان تفعل وتقيم نظام ديمقراطي وانما تحتاج الى وعي اجتماعي عالي ووفهم دقيق لدور الديمقراطية في حركة الانسان تجاة الحكومات والقوانين وسن التشريعات وغيرها .وهذا ما نفتقده في المنطقة العربية والعراق خاصة حيث ان الديمقراطية اصبحت اداة للتسلط والاستغلال ووسلية لوصول النفعيين والانتهازيين بسبب سؤء فهم الناس وعدم وضوحها لدى الاعم الاغلب من العراقيين

مما عادت بالوبال عليهم .لذلك العمل الديمقراطي يحتاج وعي اجتماعي تراكمي يشترك به المثقف والمعلم والكاتب والاعلامي لينتقل الوعي الى ممارسة ديمقراطية تنتج حكومة تمثل الشعب ولا تستعبده .لتأتي الخطوة الاخرى والاهم بعد عملية البناء الاجتماعي ثم العمل الديمقراطي عملية تشريع القوانين حيث ان المسلم يؤمن بان لا تشريع ولا قانون الا ويستمد من القران والسنة حيث يعتبر أن ما من شي يحتاجة الانسان الا موجود بالقران والسنة ليشهد التاريخ الاسلامية حجم التخلف والتشريد والقتل الذي استخدمت في ايات الله لتدمير الشعوب والمجتمعات .السؤال الاهم الذي يطرح هل تستطيع الشريعه الاسلامية ان تضم بين طياتها هذا الانفجار الفكري والمعرفي والتقني ؟الجواب ياتي من داخل الوسط الديني بأن الدين جاء لينير وجدان الانسان لا وجودة وانما التدين حاله شخصية والتشريعات الاسلامية جاءت خاصة لزمان ومكان خلال فترة زمنية معينة .وأن كل التجارب الدينية اثبتت فشلها وبشاعه التجربة الدينية من خلال استشراء الفساد واللصوصية والقتل باسم الله. لذلك ان عملية تشريع قوانين انسانية تستمد من القران وغير القران قيم انسانية واخلاقية وحقوقية كما هو موجود في اغلب دول العالم المتحضر من خلال تشريعاتة وقوانينة المنسجمه مع فطرة الانسان ووجودة هو اهم ضمانة لتحقيق مجتمع انساني واخلاقي وحامل للقيم الدينية الحره . العمل على تحيد الثقافة لانها تمثل روح الشعوب وقيمها الكبرى التي تحرك المجتمع من اجل المطالبه بحقوقه وانارة الطريق له امام الظلمات التي قد يفرضها عليه الطغاة ورجال الدين .حاول التحالف التاريخي بين سلطة الدين وسلطة الطغاة تدمير ومحاربة اي عمل ثقافي انساني يحاول ان يحرك وجدان الناس وضمائرهم وكشف وتعرية الزيف الذي قد يكون مقدسا احيانا، واحيان اخرى يكون بلون الحكومات التي تقتل روح الابداع والجمال لتنشر الجهل والتخلف اذا مع كل طغاة ينتشر الجوع والفقر والاستبداد والظلم .لذلك ان عملية تحيد الثقافة واستقلاليتها وحمايتها من اهم الامور التي تعزز الروح الانسانية العالية لتخلق انسان يسمو بقيمة واخلاقة ليقف بالضد امام كل عمليات القهر والاستغلال للانسان في اي مجتمع كان .

ومضة :

الحياة قد حطمتني عدة مرات ، رأيت أموراً لم أكن أريد أن أراها ، عشت الحزن ، الفشل ، ولكن الشيء المؤكد دائماً أنني كنت أنهض.

نيلسون مانديلا