23 ديسمبر، 2024 11:34 ص

حين خرج ادم وحواء من الفردوس لعصيانه حكم عليه الله ان لن ينال عيشه إلا من عرق جبينه . كان ادم يقوم بالزراعه وقطف الثمار وحواء تصنع  الملابس للاطفال ،وعام بعد عام ازداد عدد الاطفال وضاق عليهم الرزق بسبب كثرة الاطفال وقلة الطعام والشراب و ضيق المسكن .حيث كان يأتي إليهم كل عام ملك من السماء يراقبهم ليكتب ماذا صنعوا وكانت حواء تخبر الملك بأنهم ندموا على فعلتهم. ويطلبون رضا الله وانهم لا يحتملون العيش هنا وكان الملك يجيبها بالايجاب ثم يصعد الى السماء ويختفي بين السحب .واستمر الحال عام بعد عام وهو يرجون لقاء الله ليعترفوا بخطئهم وتوبتهم .الا انه لم يرد لم من السماء شيئا حتى جاء احد الملائكة يخبرهم بأن الله قال( كيف حال الخطائين ) حيث انه سيسمح بلقاءهم وقبول توبتهم .فأخبرت حواء ادم بعد ان تقوس ظهره من العمل فعادا مسرعين وقاما بترتيب الكوخ  ولبسا احسن ثيابهما وحين جلسا نظرا الى اطفالهما الذين بلغ عددهم اكثر من ثلاثين طفل  فكانت اجسادهم قذرة.  ففكرا بأن يقوما بتنظيف ثلاث اطفال منهم وترتيبهم وترك الباقي في الحظيرة واقفلت عليهم رغم صراخهم .ثم رأت سحابة بيضاء تنزل للارض والملائكة تحفها من كل مكان وسمعت حفيف السماء ورفرفه اجنحة الملائكة .وبعدها  اعتذر ادم وحواء عن خطئهم وجاء هاتف من السماء بان الله رضي عنكم لإعترافكم بذنبكم وسيترك اثرا جميلا لإبناءكم . حيث وهب الطفل الاول ان يكون قاضيا يحكم بين الناس ،والثاني ان يكون قائد للجيوش ويكون رمزا كبيرا ،والثالث صاحب مال وجاه عظيم .وكان ادم يبكي من كثر الشكر وحواء قلقة لأن قلبها يتقطع اسى على باقي اولادها الذين حبستهم بالحظيرة . حيث ان باقي الاولاد كتب عليهم ان يخدموا باقي اخوتهم وتنحني ظهورهم من اجل خدمتهم وكتب على ابناء ادم ان يكون القله حاكمة والكثرة محكومه.القصة التي ينقلها سلامة موسى في كتابة قصص مختلفة .ترسم القصة صورة لظاهرة لطلما سكنت التاريخ البشري واثارت السؤال الاكبر لماذا البعض يولد ويموت غنيا متخما بالمال والسلطة ويحيا ويموت الاخر متخم بالفقر والجوع والبؤس؟هل قدر الانسان خُط عليه كما خُط عليه الموت ؟لماذا هذه المعادلة لم تتغير يوما حتى في الانقلابات والتغيرات الاجتماعية والسياسية والدينية ؟دائما هنالك طبقة تحكم وطبقة محكومة طبق تبذخ وطبقة تكدح. والادهى حين يتحرك هولاء الفقراء المستضعفين الكادحين من اجل حقوقهم يحاربون بقوة وخاصة من طبقة رجال الدين التي لطالما سرقت وبررت واغتصبت حقوق الناس بل صنعت لهم الكثير من المواعظ والتبريرات حتى يؤمنون بان بما يعيشونه هو قدرهم المقدر لهم،واي تحرك ضده هو تحرك ضد قدرهم .لطالما تحالف السلطان من رجل الدين ليسرق من فقراء الارض كدحهم وحقهم بالحياة ويسرق منهم حتى نبلهم وعفتهم. الغريب ان هذا الامر الا الان مازال مستمر مع اختلاف ادوات التاثير من وسائل اتصال حديثة وتقنيات معلومات للتاثير وتبرير ما يعيشة الناس من بؤس وظلم ومعاناة حتى فكرة المنقذ التي شوهت وجعلت من الناس متواكلين مستسلمين لسؤء اقدارهم وحياتهم .الامم الحية هي التي تصنع منقذها من داخلها وتخطط لحياتنا وتصنع قدرها وتقتل افات الجهل بنور المعرفة لتبصر مستقبل بلا عبودية ولا خضوع ولا قهر بأسم سماء او منقذ او حداثة .حيث ان خطية الانسان الكبرى ان يختار قيوده بأرادته والتي تقتل كل نقاء روحه . ومضة :لا تخف من التغيير، بل اِعْتَنِقه أنطوني دانجيلو