23 ديسمبر، 2024 4:04 م

الخطوط الجوية العراقية ودعاء السفر!

الخطوط الجوية العراقية ودعاء السفر!

الخطوط الجوية العراقية تعني بيتي انا، هكذا كنت اشعر عندما المح احدى طائراتها تتمختر عاليا في الاجواء سواء  بشكلها او مكانتها  المميزة بين انواع الطائرات المحلقة في اجوائنا سرا وعلانية!  مزهوة بشعارها الجميل (طائر السنونو الاخضر)، وقد  فقدته لسنوات طويلة بسبب قضية الديون الكويتية سيئة الصيت.
القصة ان بيتي هذا  الذي احبه واتباهى به مع نفسي، خذلني في أخر رحلة لي معه  قبل ايام الى اربيل. فالاحاديث كانت تدور دائما عن تأخر رحلات الخطوط  العراقية كأنها عادة ملازمة لها وكنت امني النفس بالتغيير والاصلاح والخدمات الافضل كما وعدت وزارة النقل في اخر بياناتها  الصحفية .  غير ان شيئا من ذلك لم يتحقق مع تأخر الرحلة  لاكثر من  ساعتين ونصف الساعة عن موعدها المحدد.  طبعا لم يعتذر عن ذلك احد,  اوحتى يوضح الاسباب،  وكأن الامر طبيعي . يضاف  الى ذلك  تواضع بل رداءة خدماتها لزبائنها الكرام، من حيث الشراب والطعام واقتصارها على محل صغير يتلقى فيه المسافرون مايطلبون بقناعة اسمها ( هذا الموجود) .  وياريت القصة تبقى عند المواعيد  العرقوبية او الخدمات  المتواضعة  بل ماخفي كان السع ، فعلى مدرجاتها ولحظة صعودنا الى متنها استقبلتنا اسراب  النحل التي كانت بأنتظارنا قبل صعود الطائرة،  ولما سالت كابتنها  القريب منها عن الموضوع قال انها تأتي على “الحلوين فقط”.  زميل اخر لي اخبرني فيما بعد  ان السبب هو وجود منحل قريب من المطار! هل من المعقول ان مطار بحجم مطار بغداد الدولي لايجد حلا لمشكلة النحل الذي يهاجم ركابه؟؟
 المهم ستقولون و ماذا عندك بعد  عن الخطوط الجوية، -التي هي بيتي كما اسلفت وكل مااقوله عنها هنا يمسني شخصيا قبل اي احد اخر؟   اقول  ان مافرض على الركاب جميعا قبل لحظات من اقلاع الطائرة امر اثار فيهم التساؤلات والرعب ايضاً، عندما ختم كابتن الطائرة او احد مساعديه ملاحظاته عن احتياطات السلامة في الطائرة وطرق استخدام ادوات النجاة منها في حال سقوطها لاسامح الله، بقراءة دعاء السفر، الذي كان كالقشة التي قصمت ظهورنا بمن فينا النحل ورجفت قلوبنا وهي تذكر المسافرين بوحشة السقوط في القاع ونهاية الدنيا واقتراب ساعة الموت.  لم احفظ الدعاء عن ظهر قلب لان قلبي كان يرتجف كما الزملاء قربي، والذين اكدوا انهم شعروا بالخوف لدى سماعهم كلمات الدعاء التي لاتبث اي نوع من الطمأنينة المرجوة بقدر بثها الخوف والرعب، وتصورت كيف سيكون الحال مع الصغار او ذويهم وهم  يحاولون بث الامان في نفوسهم الخائفة اصلا من التحليق! وماهو حال المسافرين من اديان اخرى؟
كابتن الطائرة لم يكن راضياً عن الدعاء هو ايضا لما سالته عن جدوى فرضه على الركاب في حين كان بامكان المسافرين قرأءة مايختارون من ادعية وابتهالات بينهم وبين انفسهم، او حتى الاستماع له عبر  السماعة الشخصية لكل  مقعد ، واكتفى بالقول انه فرض عليهم فرضا من قبل وكيل وزارة النقل العراقية قبل مدة ولايجوز لهم مخالفة الاوامر؟
ملاحظة اخيرة: بيتي المتواضع في خدماته واقصد (الطائرة) لم يكن متواضعا في سعر تذكرته التي تضاهي اسعار كبريات شركات  الطيران في العالم، مع ملاحظة ان المبالغ الخيالية التي خصصت لاعماره وتطويره، تجعلنا نحلم بتطوير حقيقي لاتفوح منه رائحة فساد كما غيره من المشاريع.