23 ديسمبر، 2024 10:15 ص

الخطوة الأولى.. تحالف صادم

الخطوة الأولى.. تحالف صادم

قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم “لو كانت الإدارة العربية جيدة, لكانت السياسة العربية جيدة, والاقتصاد العربي جيداً, والإعلام العربي جيداً.”

إنَّ التجربة التي تُعاد لمرات وتفشل, فإن الإصرار على العمل بها, بنفس المواد دليل على أنَّ القائمين عليها؛ عاجزون عن إيجاد حلول مناسبة, وتغيير المعادلات نحو إنجاح التجربة الجديدة, لذا وَجب تغيير التحالفات نحو الأفضل وطنياً.

طالما عانى العراق من تردي الإدارة والسياسة والاقتصاد, كأشقائه العرب وإن ظهر بعض النجاح أحياناً؛ فإنه يكون لإظهار, هذه الحكومة أو تلك, على أنها قيادة ناجحة, سرعان ما يكتشف الواعين من الشعب, أنها من أجل ترسيخ, مفاهيم سياسية ضيقة.

إنَّ ما يمر به العراق, من ظروف سياسية إنما هي نتيجة, لإدارة خاطئة غير مدروسة, وصراعٍ بين من يريد الإبقاء, على مصالحه الحزبية من خلال السلطة, وفي الطرف الآخر من يسعى, لتغيير معادلة المحاصصة, وتحقيق الإصلاح سعيا للإنطلاق نحو البناء, وهذا لا يتم إلا بإلغاء المحاصصة, التي أخرت البلد بدل تقدمه.

يقول المُفكر والفيلسوف الفرنسي فولتير: حب الذات هو كرة منفوخة بالهواء، تخرج منها العواصف إذا ما ثقبناها” يحتاج أغلب ساسة العراق, لنبذ الأنانية والتعصب الحزبي, إضافة للاِبتعاد عن الانحياز للطائفية والعرقية, التي أثبتت فشلها بتكوين دولة مؤسسات, تعمل على خدمة العراق ووحدته, سعيا للقضاء على الفساد, الذي اعترى العملية السياسية, ذلك الفساد الذي جعل سمعة الوطن, في المراتب المتقدمة من حيث الفشل.

كنتيجة للفشل والفساد, الذي أصاب الإدارات المتعاقبة, فقد ظهر تَحالفٌ جديد, لا ينضوي تحت لوائه, أغلب التحالفات الأخرى, ومع ذلك فهو يعتبر صادماً, لما يطرح من أفكار تصحيحية, ومشاريع للإصلاح والاستفادة, من أخطاء التَجارب السابقة, يقوده السيد عمار الحكيم, بالتعاضد مع سائرون ومن معهم.

قال الفيلسوف الألماني شوبنهاور”إن الأنانية تثير قدرًا من الرعب؛ بحيث إننا اخترعنا السياسة لإخفائها، ولكنها تخترق كل النقب, وتفضح نفسها لدى كل مُصادِف” فهل سيستطيع تحالف الإصلاح والإعمار, من إيجاد الحلول الناجعة, وإنهاء التجارب الفاشلة؟

النتائج تحتاج إلى وقت وحزم, وشجاعة في الطرح واتخاذ القرار, وتعاون بين البرلمان والحكومة, فهل بدأت الخطوة الأولى, بالمطالبة لإلغاء بدل إيجار سكن النواب؟