مع مضي أربعة عقود على حکم نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، تم توجيه أکثر من 63 إدانة دولية، وصدرت المئات من البيانات و النداءات المختلفة التي تطالب بتحسين أوضاع حقوق الانسان في إيران و حثت النظام القائم و طالبته بالکف عن الممارسات القمعية و الانتهاکات، لکن وکما هو واضح للعيان، فإن أوضاع حقوق الانسان في إيران قد سارت على الدوام وفق خط بياني من سئ الى الاسوء و ليس هنالك من أية بارقة أمل تدعو للتفاٶل بشأن ذلك، ولذلك فإن الحقيقة التي يجب أن يعرفها المجتمع الدولي عامة و المنظمات المعنية بحقوق الانسان خاصة، هي إن إصدار قرارات الادانة و بيانات الشجب و دعوات و مناشدات بشأن تحسين أوضاع حقوق الانسان في إيران لم تعد تجدي نفعا وإن على المجتمع الدولي و المنظمات المعنية بحقوق الانسان أن تفکر بخيارات و حلول أخرى لمعاناة الشعب الايراني و الانتهاکات التي ترتکب بحقه من جانب السلطات الايرانية التي تسعى للحد من الحريات و تضييق الخناق على الشعب أکثر فأکثر.
إرتفاع و تصاعد تنفيذ أحکام الاعدام في ظل حکومة روحاني و وصولها الى الحد الذي باتت ترشح فيه إيران للمرتبة الاولى في تنفيذ أحکام الاعدامات في العالم، يثبت و بصورة عملية کذب و زيف کل مزاعم الاصلاح و الاعتدال التي يزعمها و يدعيها روحاني و التيار الذي يمثله، کما إن الانتهاکات الواسعة في مجال حقوق الانسان ولاسيما الحريات و تصعيد العداء ضد النساء، يدعو المجتمع الدولي للقيام بواجباته الانسانية تجاه الشعب الايراني، ذلك إن الاعدامات قد تزايدات بشكل مأساوي ووصل عدد الإعدامات إلى حد تنفيذ إستثنائي حتى صارت نصف أحکام الاعدامات تتم في إيران لوحدها بحسب تقرير لمنظمة العفو الدولية صدر مؤخرا، وهو مايٶکد من أن الصمت و التجاهل الدولي تجاه الحالة الايرانية خطأ دولي کبير ولايغتفر خصوصا وإنه يشذ عن القواعد و القوانين الدولية و الانسانية المتبعة و يلتزم نهجا مخالفا و معاديا لإنسانية برمتها.
عدم جدوى القرارات و بيانات الادانة الدولية ضد النظام في طهران، يدعو مجددا للإلتفات للاقتراح العملي و الفعال الذي طرحته السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية بإحالة ملف حقوق الانسان في إيران الى مجلس الامن الدولي ذلك إن التعويل على هذا النظام و إنتظار مبادرته بتحسين حقوق الانسان ليس إلا محض وهم و سراب، خصوصا وإنه يٶکد عاما بعد عام على تمسکه بنهجه القمعي الاستبدادي و عدم إستعداده للتخلي عنه مهما حدث بل وإنه يتحدى الارادة الدولية بکل صلافة عندما يشيد بأحکام الاعدامات کما حدث مع روحاني دعي الاصلاح و الاعتدال ذاته، ولذلك من المهم جدا إعادة النظر في الموقف الدولي تجاه النظام من ناحية حقوق الانسان و الاعدامات و ضرورة إتباع اسلوب جديد يتبع الحزم و الصرامة لأنها اللغة الوحيدة التي فهمها و يفهمها هذا النظام الاستبداي الذي يمثل و يجسد الخطر کله لإيران و المنطقة و العالم.