19 ديسمبر، 2024 12:17 ص

الخطر المحدق بحوزة النجف … السيد الحيدري انموذجا

الخطر المحدق بحوزة النجف … السيد الحيدري انموذجا

مما لاشك فيه ان  مايقوم به السيد كمال الحيدري ومنذ ان قامت قناة الكوثر الفضائية ببث برامجه (المطارحات والاطروحة المهدوية) كان له  الاثر الكبير في المجتمع العراقي وخصوصا عند فئات الشباب المؤمن حيث استطاع السيد وبفترة قصيرة نوعا ما ان يحدث تغييرا لاينكره الا من بعقله الخطل وانا هنا ليس بمعرض شرح لأسلوب وعلمية السيد الحيدري التي استطاعت ان تحدث ذلك التغيير وانما سأتناول الموضوع من جانب اخر وهوما شكله السيد الحيدري من خطر كبير جدا في الاوساط العلمية وبالدقة بين من يتصدى للمرجعية في عراقنا المظلوم حيث ان المتصدين للاجتهاد والمرجعية على اقسام عدة وهي :
1. مجموعة من الاشخاص لانعرف عنهم شيء؟ ومن اين جاؤوا؟ سوىمعلومات عامة عنهم وانهم من طلبة السيد الخوئي وقد بلغوا رتبة الاجتهاد .
2. مجموعة من الاشخاص كانوا معروفين خارج العراق بانهم علماء ومجتهدين وقد جاؤوا وتصدوا للمرجعية واتخذوا من كربلاء المقدسة مقرا لهم .
3. مجموعة من الاشخاص التفتوا الى نقطة مهمة وهي عدم اكتراث شخصيات الحوزة العلمية بمن يدعى الاجتهاد لذلك اقدموا على اعلان اجتهادهم وقد يكون قسم منهم لايتعدى المراحل الوسطى في الحوزة العلمية .
4. ممن ثبت اجتهاده عند العلماء واشاروا اليه كماهو الحال مع السيد كاظم الحائري واشارة السيد الشهيد الصدر الثاني اليه .
هذه الجهات الاربعة تقريبا هي المتصدية للعمل المرجعي في العراق ولكل جهة منها ظروفها وخلفياتها وعلميتها وغيرها من الامور لذلك انا سأقتصر على القسم الاول وتحديدا مايسمى بالمراجع الاربعة في النجف الاشرف حيث سنلاحظ انهم اكثر الجهات تضررا ممايقوم به السيد الحيدري ومايطرحه من افكار وذلك للأسباب الاتية :
1. لقد دأبت الحوزة العلمية في النجف الاشرف والى فترة طويلة بان تبني افكارها على الاستفادة من القاعدة الشعبية الفقيرة علميا وثقافيا تلك القاعدة التي ترفع شعار (ذبها براس عالم واطلع منها سالم ) والهالة التي كونتها الحوزة العلمية حول بعض الشخصيات لا لشيء سوى لانهم مراجع .
2. الظروف الامنية والسياسية التي كانت تمر بالبلد شجعت او ساعدت مجموعة من الاشخاص بان يكونوا جدارا امنيا  من الصعب اختراقه مستفيدين من بساطة الناس بحيث ان كل من يحاول اختراق هذه المنظومة وتبيان بعض الحقائق عنها تشن عليه حربا شعواء وينعت بأبشع النعوت ايسرها بان يقال  عنه انه مرجع الحكومة كما حدث مع السيد الشهيد الصدر الثاني (رضوان الله تعالى عليه ) .
3. طلبة الحوزة العلمية هم الطبقة الاقرب الى المراجع وهم عينة المجتمع فقهيا وعقائديا وهم من المفروض ان يكونوا المتصدين لكل انحراف  عن الاسس الصحيحة في الحوزة العلمية والتي من اهمها موازين الاجتهاد الا ان ذلك لم يحدث بسبب انغماس طلبة الحوزة بالملذات ومحاولتهم الحصول المنافع وانطلاقا من نظرية (اكل وصوص ) .
4. انشغال الشعب العراقي او بصورة ادق اشغال الشعب العراقي بالحروب والدماروالجوع ونقص الثمرات وعدم متابعته للحركة الثقافية التي يشهدها العالم والغاء المقولة (مصر تكتب ولبنان تطبع والعراق يقرأ) واستبدالها بمقولة (مصر تطبخ ولبنان تنقل والعراق يأكل) .
5. ان مايقوم به السيد الحيدري مشابه الى حد ما لبعض ماسيقوم به الامام المهدي (عجل الله فرجه) من تصحيح العقائد الشيعية وخصوصا الموروث الروائي هذا المورث الذي بتصحيحه تصحح نظرة المجتمع للعلماء ويصبح من الصعوبة بمكان ان يصل شخص ما الى صفة عالم! .
6. المنهج الذي تم بناء تسمية المرجع الديني عندنا في الحوزة العلمية بموجبه وبحسب مايطرحه السيد الحيدري من قراءات له وهي واقعية ولاتقبل المناقشة سيتعرض الى الاهتزاز وبالتالي ذهاب الركيزة الاساسية التي بنى عليها  هؤلاء منزلتهم ورتبهم .
7. الى وقت قريبا جدا يعتقد الكثيرمن ابناء الشيعة في العراق بان المرجع الديني هو اطهر من ماء السماء وانه افضل من جبرائيل وان لديه علوم الاولين والاخرين ولكن فجأة يقوم السيد الحيدري بنسف كل هذه الافكار والمعتقدات .
8. لم ينتبه المتصدين للحوزة العلمية في النجف الاشرف من الضربة القاصمة التي  وجهها السيد الشهيد الصدر الثاني للانحراف في الحوزة العلمية واذا بالسيد الحيدري يأتيبأخرى قاصمة وبأسرع مما  يتوقع .
9. تصريح السيد الحيدري وفي اكثر من مرة بانه مستعد لمناقشة كل  من عنده اي اشكال  أو فكرة معينة على ما يطرحه من قراءات جعلت الشارع الشيعي العراقي المثقف يتساءل لماذالاتقوم الحوزة  في النجف الاشرف  بالرد عليه ومناقشته .
10. عدم تصدي الحوزة العلمية لكثير من الامور التي يمر بها الشعب العراقي عقائديا وفقهيا وامنيا  وقيام السيد الحيدري بفعل قسما من ذلك  جعلت الكرة في ملعبهم .
خلاصة القول ان هذا القسم او هذه الجهة الحوزوية في العراق هي اكثر الجهات تضررا من اطروحات السيد الحيدري وتعتبر مايقوم به خطرا محدقا بها وانطلاقا من نظرية الهجوم افضل طريقة للدفاع تقوم بشن هجوما عنيفا عليه وكما هو معروف ليست بصورة مباشرة وانما بالنيابة كما هو معتاد عندنا في هكذا مواجهات  وان غدا لناظره قريب.