19 ديسمبر، 2024 4:58 ص

الخطر الايراني ودولته العميقة

الخطر الايراني ودولته العميقة

تمثل ايران الآن الخطر الاكبر الذي يهدد العراق والمنطقة ،ومشروعها الكوني التوسعي الصفوي ،اصبحت ملامحه حقيقة واضحة امام العين ،يتجسد هذا في اكثر من بلد عربي كالعراق وسوريا ولبنان واليمن ،واليوم نضيف لها الكويت (بعد كشف خلية حزب الله الايرانية) ،فكيف يعمل هذا المشروع الجهنمي في هذه الدول ويؤسس له موطأ قدم للتوسع والانتشار العالمي ،للهيمنة والسيطرة ونشر التشيع الفارسي الصفوي انطلاقا من الهلال الشيعي ،الذي كاد ان يتحقق لولا عاصفة الحزم العربية التي قبرته في اليمن الى الابد ،ولكن سياسة وطموحات وأحلام ملالي طهران لن تتوقف في التمدد والتوسع ،وتصدير الثورة الخمينية بأية صورة ،الى دول المنطقة وتحديدا الخليجية منها ،لسهولة اختراقها ،فاستخدمت (الدولة العميقة ) و ( الحرب الناعمة ) معها لتحقيق هذا الهدف الإستراتيجي الديني لها ،هنا نقدم تحليلا وافيا، عن طريقة إستراتيجية ايرانية في نشر دولتها العميقة ،تمهيدا للانقضاض على دول الخليج ،وضمها الى امبراطورية فارس الجديدة ،كما صرح احد قادة طهران قبل اشهر ،جاعلا بغداد عاصمة الامبراطورية الفارسية (خسئ)،ورد على هذا العلج الفارسي شعب العراق العظيم في ثورته المتصاعدة الان بهتاف اخرس حكامه وأرعبهم (ايران برة برة بغداد تبقى حرة)،فكيف تواجه الدول الخليجية بشكل خاص والعرب بشكل عام ،وتفشل مشروع ايران في ألمنطقة بوصفه المشروع الاخطر على المنطقة كلها ،وان ايران الان تمثل العدو الاول للعرب ، وان اسرائيل تأتي في المرتبة الثانية او الثالثة ،وماهي ابرز محطات وخفايا وأهداف هذا المشروع القومي العنصري،الذي تأسس منذ آلاف السنين وظل حلما فارسيا جيلا بعد جيل ،ولنا في تاريخ امبراطورية فارس وغزواتها الكثيرة في احتلال الدول العربية ،وتأسيس دويلاتها على ارض العرب ،كالعراق ودول الخليج (مازالت تحتل ارضا عربية على الساحل الخليجي ومنه الجزر الاماراتية وغيرها )،فما هي الدولة العميقة الإيرانية وماهي خططها  وكيف تنفذها الان في المنطقة ،هذه الاسئلة الملحة ،سيجيب عنها مقالنا الان ويكشف خطورتها القصوى على العراق ودول المنطقة ،ولنبدأ من العراق ،وتتذكرون التاريخ القريب للتدخلات الايرانية وواقعة المستنصرية وترحيل التبعية الايراني (التي تحكم العراق الان) وتداعيات تلك الحملة بشن حرب معلنة على العراق قبل 22/9/1980،وتصريحات ايرانية باحتلال بغداد ونشاطات حزب الدعوة في العراق (عملية الدجيل وتفجير سفارة العراق في بيروت ) وهذه كانت وراءها المخابرات الايرانية في ارسال عملائها وأتباعها وتنظيماتها على شكل ارساليات بصفة زوار او منظمات خيرية وإنسانية وغيرها ،وهذا ما يسمى ب(الدولة العميقة )والتي جاءت على شكل وجبات ولها مهمات متعدد اوكل لكل عنصر او حزب او مجموعة مهمة لها منا السياسي ومنها الديني ومنها المخابراتي ومنا العشائري وهكذا توزعت الادوار على احزاب ايران وحركاتها وشخصياتها التي تدعمها وتوجهها وترسلها ايران للعراق،وقد كشف العراق هذه اللعبة وتم قبرها والقضاء عليها بفضل الوعي الوطني للمواطنين والحزم والحكمة للقيادة العراقية ،فتم تسفير مئات الألوف وإعدام المئات ممن تم القبض عليه متلبسا بالخيانة العظمى  وغيرها ،وبعد ان انفضحت وفشلت دولتها العميقة ،تحولت الى صفحة اخرى من تصدير ألثورة بإعلان الحرب على العراق وهكذا كانت الحرب الايرانية على العراق عام 1980في 4/9 ،هذا ما سميناه بالدولة العميقة التي احتلت العراق قبل الحرب الايرانية على العراق ،فأصبح لإيران جيش وأتباع يفجرون ،ويبشرون بالظاهرة الخمينية وينشرون مبادئ ثورة الخميني، وطبع الكتب والخطب التي يلقيها في ايران وتوزيعها بشكل سري جدا ،وتم اعدام عناصر توزع خطب الخميني وغيره على شكل كراسات وكتب وغيرها ،اذن المشروع الايراني ودولته العميقة في العراق بدأ منذ تسلم خميني لمقاليد السلطة في ايران ، اليوم يتكرر المشهد نفسه في دول الخليج العربي وهو ايضا مخطط قديم عملت عليه ايران منذ مجيء الخميني للحكم،إلا انه استهدف العراق اولا ،لأنه يعلم حجم وقوة العراق،فلا يمكن له تحقيق الهدف في تصدير الثورة الى دول الخليج العربي،ما لم يغير نظام الحكم في العراق ويقضي على ثورته وقادتها ،وهكذا تم تحالف امريكا وإيران لإسقاط نظام الحكم الوطني العراقي وتغيير نظامه،لتحقيق مشروعين في ان واحد ،هما المشروع الامريكي العسكري_برنارد لويس-ومشروع ملالي طهران الكوني في  التوسع والتمدد الصفوي ،وتم ذلك في الغزو الوحشي الامريكي على العراق ،بمساعدة طهران كما اعترف ابطحي نائب الرئيس الايراني بنفسه ورفسنجاني وغيره ،فدول الخليج العربي الان تشهد استهدافا مباشرا من قبل ايران وصمت امريكي واضح على ما تقوم به طهران تجاه دول الخليج في البحرين والكويت والسعودية وغيرها ،وهو تحالفات الشيطان الاكبر مع الشيطان الاصغر ،وما فضيحة خلية حزب الله إلا دليل قريب على اصرار ايران على زعزعة امن واستقرار دول الخليج ،بل واحتلال وضمها الى امبراطورية فارس ،كما كشف ذلك المفكر الكويتي عبد الله النفيسي في محاضرته الاخيرة حيث كشف عن خارطة جديدة لإيران تسمي فيها الكويت ب(جنوب عبادان )،وهذا دليل على ان اطماع ايران لا تتوقف عند حد الكويت ،مستغلة بذلك (دولتها العميقة ) في الخليج العربي من عمال ونواب مجلس وأطباء ومنظمات انسانية وخيرية ومشاريع واستثمارات كبرى ومدارس تبشيرية،وجيش من الزوار والطلبة والحسينيات والبعثات  والجامعات والأحزاب وغيرها ،مستغلة الفسحة الديمقراطية في دول الخليج لتحقيق مشروعها وتمددها ،هنا تكمن خطورة ايران ومخططاتها انها تستخدم الصبر الاستراتيجي الطويل والإعلام الناعم  والدولة العميقة الاستخبارية  منها والسياسية والثقافية والاقتصادية ،لذا فنقول نحذر لحكام الخليج ان الخطر الايراني اصبح تحقيقه قاب قوسين وادنى ،خاصة بعد انكشاف خلية حزب الله ،وعليكم العمل بسرعة كبيرة جدا قبل الطوفان الايراني ،الذي سوف لن يبقي  ولا يذر ،وهو امر محتوم وقريب جدا ،بعد انتها صفحته في العراق ،والتي تتعثر الان وتنقبر ،ولكن عليكم بفعل مضاد ومباشر وإعلان وحدة خليجية كبرى تحفظ لكم دماء شعبكم من الخطر الايراني الذي دمر اخوانكم في العراق ومازالوا يدفعون ثمنه ،فعليكم الاستعجال بإعلان الوحدة الخليجية عسكريا وسياسيا واقتصاديا لمواجهة وإفشال السرطان الايراني وخطره، المستشري في جسد الامة العربية في العراق واليمن وسوريا ولبنان  ويتجه بكل قوة وسرعة الى دولكم ،لان امريكا لا تحمي عروشكم فهي متحالفة مع ايران تحالفا استراتيجيا ابديا ،فلا تنطلي عليكم احابيل وأضاليل اداراتها المتعاقبة ،فلا يوجد اكذب من امريكا وحكامها واحتقارهم للعرب عبر التاريخ ،والشواهد كثيرة ومؤلمة وقد فرطتم بالعراق فلا تفرطوا بأنفسكم وشعبنا الخليجي..عليكم الاعتماد على النفس في وحدة الصف والكلمة وإعلان دولتكم الوحدوية الكونفدرالية فورا ،والتي لا سبيل غيرها لدحر تطلعات وأحلام الفرس وملالي طهران ومشروعها الكوني الديني التوسعي في التمدد والانتشار ولو على حساب دماء ابنائكم .. انتبهوا المشروع الايراني قادم اليكم وعليكم مواجهته بأقصى سرعة ،قبل ان يحل الطوفان الايراني….

أحدث المقالات

أحدث المقالات