اليوم ثالث ايام عيد الأضحى ، قررت الخروج لأني مللت البقاء في البيت ولأني أكملت قراءة كتاب أعجبني كثيراً ووجدت الوقت لقرأته في العطلة ، ولأني قضيت وقتاً لابئس به على النت وراجعت كل رسائلي في بريدي الألكتروني وأتممت إرسال التهاني لأصدقائي ، ومللت فخرجت ، لم أسير بسيارتي سوى ٢٠٠ متر حتى استوقفتني نقطة تفتيش قرب وزارة الخارجية في الطريق الذاهب بأتجاه فندق الرشيد، وقد اعتدت المرور بها كل يوم في ذهابي الى عملي ، هذا اليوم كانت الوجوه فيها مختلفة ضابط نقيب مع عشرة جنود تقريباً أضنهم ممن يطبقون الخطة الخطة الأمنية الخاصة بالعيد، طلبو مني إبراز هوية التعريف (الباج) لأن هذه النقطة لاتمرر الا حملة الباجات الحكومية كأجراء احترازي تم العمل به بعد تفجير وزارة الخارجية قبل اكثر من ثلاثة سنين ، وايضاً من اجراءاتهم الأحترازية الجدار الكونكريتي العالي الذي يحمي الوزارة ويقتطع جانب الذهاب من الشارع كله لكي يصبح جانب الأياب مقسماً ذهاباً وأياباً ويزيد الزحام والأزعاج على المواطنين ، علماً ومن المستغرب جداً هو لماذا طريق الأياب يسمح بالمرور به للجميع ولاتوجد به اية نقطة تفتيش ، وعلماً ان المرور من امام المنطقة الخضراء نفسها في منطقة كرادة مريم لايستوجب حمل باج حكومي او باج المنطقة الخضراء ، على أية حال عندما أبرزت باجي الخاص بموضفي الدولة التي مقراتها داخل المنطقة الخضراء تفاجئت بطلبه إبراز باج المنطقة الخضراء حصراً ، رغم ان دائرتي ومكان عملي يقع في المنطقة الخضراء ومن البديهي والمنطقي انه يدخلني الى المنطقة الخضراء ويمررني عبر هذه النقطة التفتيشية التافهة كل يوم ، ولكن صادف أني لم اكن احمل الباج الثاني الخاص بالمنطقة الخضراء ، النتيجة ان نقطة التفتيش منعتني من المرور واعتبرو نقاشي المنطقي معهم تحدي يرفضون الاقتناع به ويصرون على مبررات غبية بحجة انها اوامر عليا ، والمصادر العليا طبعاً لايمكن مناقشتها بغبائها ، قررت ان احترم نفسي واعود الى المنزل بعد ساعة كاملة بسبب الزحام رغم اني لم ابتعد سوى ٢٠٠ متر عن بيتي ، المسألة هنا بعد هذا السرد هو أني اردت ان اصل بكم الى نقطة مهمة وهي الخطة الأمنية ونقاط التفتيش الغبية ،،،،
الخطة الأمنية التي طبلو لها وانبرى على وضعها كبار القادة الأمنيين المعينين بالوكالة حتى وزير الدفاع ، هذه الخطة التي قطعت الكثير من الشوارع وكثفت من نقاط التفتيش ، لم تحقق سوى الزحام والأختناق والتضييق على المواطنين ونغصت عليهم فرحة العيد، ولم تستطع كل هذه القوى الأمنية واستخباراتها ان تمنع الأنفجارات والتدمير والموت الذي طال العراقيين في مدينة الصدر او الكاضمية او الشعلة او حي العامل او في الموصل وديالى وباقي المناطق والمحافظات ، والآن سمعنا انه سيفرض منع للتجوال في العيد كخطة غبية بديلة ، هذه الخروقات المتكررة والعجز الكامل في توفير الأمن للشعب حتى في ايام أعيادهم وأفراحهم ، دليل قاطع على العجز وعدم الكفائة للمتصدرين والمتصدين للملف الأمني ،
اما نقاط التفتيش ، اتمنى على القادة الأمنيين ان يبينو لنا الحكمة من توزيع هذه النقاط في بداية كل جسر ووسطه ونهايته ؟ او في بداية الأنفاق ونهايتها ؟ او في بداية الشوارع وقرب التقاطعات بحيث تتسبب في اختناقات مرورية قاتلة ؟ واتمنى ان اعرف ماهو سر استخدام جهاز كشف المتفجرات الذي اثبت فشله الا في الكشف عن العطور ومساحيق الغسيل وحشوة الأسنان ؟ وبعد كل هذا الزحام والأنتظار لساعات في الحر والتأخير على الدوام الرسمي للموضفين او الطلاب واحياناً في ايام امتحاناتهم ، بعد كل هذا ننصدم بعنصر الأمن منشغل بهاتفه النقال او بالسؤال الغبي جداً ( مين جاي او وين رايح ) ، هذا بالأضافة الى التصرفات المهينة للمواطنين من قبل رجال الأمن الذين ينظرون للجميع بأنهم أرهابين وليتهم القو القبض على إرهابي او منعو تفجيراً ، لقد بات الشعب يعلم ويعي ان هذه النقاط التفتيشية هي لأزعاج المواطنين فقط وليس لأمنهم ، وان رجال الأمن لأهانة المواطن وليس لحمايته.
نحتاج الى كفاءات أمنية وفكر ناضج يخطط مع العلم والتكنولوجيا واستخبارات بنفس المواصفات ، لسنا بحاجة الى نقاط تفتيش غبية وجنود جهلة يتسلطون على الشعب بحجة الأمن ، احترمو البشر فنقاطكم التفتيشية يمر عليها الطبيب والمهندس والمحامي واستاذ الجامعة والطالب الجامعي واخواتكم وبناتكم العراقيات وليس اعدائكم ، كفانا قادة جهلة متخلفون وربما قتلة حاقدون بيدهم مصير الشعب ، كفاكم نشراً لنقاط تفتيش عشوائية في اماكن اختيارها غبي لا يدلل الا على جهل من وضعها ، وزارة الخارجية فجرت قبل ثلاثة سنوات ومحاطة بجدار كونكريتي عالي وتستحوذ على نصف الشارع فلا حاجة لنقطة تفتيش سخيفة تجيز فقط مرور حملة الباجات ولا تسمح للسيارات الصفراء اي التكسي بالمرور وكأن المتفجر يلتصق باللون الأصفر فقط ، ولا ادري هل هو ذكاء المتفجر ام غباء الذي يمنع مرورها ، أزيلو النقطة في بداية جسر الصرافية والتي في مدخل نفق ساحة النسور مع المطب الذي تضعون ، وازيلو نقطة التفتيش في نهاية نفق التحرير ، فكو الحصار على الأحياء والمناطق السكنية ، ازيلو الكتل الكونكريتية حول بيوت المسؤولين الذين تجاوزو على حق المواطن العام في الشارع والرصيف الذي قطعوه وشوهوه وأتقو الله في الشعب .
ان اي رجل أمن بسيط يقول ان التصرف الذكي والصحيح يستوجب السيطرة على مداخل بغداد او باقي المحافظات ، ووضع عدة سيارات سونار متطورة وتكثيف التفتيش وتفعيل الجهد الأستخباري في داخل المدن ويكفي ، وتزال جميع نقاط التفتيش والحواجز الكونكريتية التي شوهت المدن وزادت من معاناة الشعب ومزقت اوصاله .