23 ديسمبر، 2024 6:03 ص

الخطبة السياسية وهروب السيستاني من المسؤولية

الخطبة السياسية وهروب السيستاني من المسؤولية

بدأت مرجعية السيستاني بالإعلان صراحة عن الهروب من المسؤولية الشرعية والأخلاقية والإنسانية وعن كل ما حصل ويحصل على العراق والعراقيين بسبب تدخلها الغير موفق وفتاويها الخاطئة المدمرة بدءاً من الدستور وانتخاب الفاسدين والدفاع عنهم وحمايتهم كل هذه السنين انتهاءً الى فتوى التقاتل بين أبناء البلد الواحد, بعد ان اتخذت خطوات وفق أسلوب التدرج في الهروب الغير معلن , وموقفها هذا يمثل الاعتراف بالعجز والفشل التام وخيبة الامل الكبرى بسبب اقحام نفسها في السياسة التي لم يكن مبناها يوماً ما وليس لها خبرة وحنكة وحكمة في هذا المجال ولكن للإرادة الامريكية والبريطانية قرار بشان تدخلها هذا لتحقيق الأهداف والمشاريع المخطط لها في العراق الذي لم يكن ليحصل لولا تعبئة مرجعية السيستاني لاتباعها تحت شعارات دينية سبقتها هالة إعلامية وقدسية مفرطة لشخص السيستاني ومنحه مركزية القرار خصوصا بعد خروجه الى لندن في رحلة العلاج المزعومة ورجوعه واستقباله بطريقة المنقذ والمخلص !

هذا الهروب والإعلان الصريح بإلغاء الخطبة السياسية يحتمل جداً وقريباً جداً يتبعه هروب وإعلان صريح آخر بإلغاء صلاة الجمعة أصلاً , والمبرر في ذلك أن وجوب صلاة الجمعة عند السيستاني وجوب تخيري بينها وبين صلاة الظهر وليس وجوب تعيني ! وتضاف لها مبررات أخرى الحفاظ على حياة المؤمنين اثناء تجمعهم لصلاة الجمعة لاحتمال استهدافهم من قبل يد الإرهاب , ولا يستبعد أن يتم استهداف للمصلين في جمعة ما ليكون المبرر محسوسا مقبولا !

نرجع الى أصل تدخل مرجعية السيستاني في السياسة بتنسيق وأوامر عليا خارجية لحقيق مصالح معينة , فعينا يكون تراجعها والغاءها للخطبة السياسية بتنسيق وأوامر عليا خارجية تنفذها مرجعية السيستاني طوعاً وخيفة !

فلنقرأ معاً ما قاله الصافي وكيل السيستاني ..قال ((أن الخطبة السياسية التي تمثل رؤى المرجعية الدينية العليا في الشأن العراقي لن تكون أسبوعية بعد الآن، فيما أكد أنها ستطرح بحسب ما يستجد من الأمور وتقتضيه المناسبات ……دأبنا كان قراءة نص مكتوب يمثل رؤى وأنظار المرجعية في الشأن العراقي، ولكن قد تقرر أن لا يكون ذلك أسبوعياً في الوقت الحاضر )) ونقول عجباً فالعراق اصبح أغنى البلدان في المستجدات في كل يوم فما بالك في أسبوع , كل يوم يمر مستجدات ومتغيرات واحداث تمس سيادة وحياة وأمن وأمان العراق والعراقيين , والعراق اليوم في أزمة سياسية خانقة وعلى جرف هار سياسي ! فهل ترى مرجعية السيستاني كل هذا طبيعياً فلا تكترث له ولا تعطيه أهمية على مستوى خطبة سياسية !! ألا يعني هذا القرار هروب فاضح من مسؤولية تدخله في السياسة ! وهروب من مسؤولية ما يحدث من تدخلات في الشأن العراقي ومحاولات تقسيم العراق بدعاوى عدة رموز الأكراد من جانب وايران وتركيا وأمريكا ! وهروب فاضح من مسؤولية حقوق المظلومين والفقراء والمساكين والموظفين و من مسؤولية بيع أملاك العراق من مؤسسات وبنايات وشركات الى الأحزاب!

وهروب فاضح من مسؤولية معاناة النازحين! الا يعني ذلك الهروب الفاضح فسح المجال والاشارة للساسة الفاسدين بأن يفعلوا ما يحلو لهم فهم في أمن وأمان من لسان المرجعية !

ولا أعرف كيف هي فلسفة السيستاني في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وماهي حدودها عنده , فنوح النبي عليه السلام بقي الف سنة الا خمسين عاماً يدعو قومه ولم ينثني ولم يكل أو يمل ولم يدعي أنه بُح صوته فلا بد أن يتوقف ! فالعظة والعبرة من خلال صلاة الجمعة لا تتقيد وتتوقف بالسياسيين ومدى امتثالهم وتطبيقهم للمطلوب بل يشمل هداية وتوضيح الموقف العملي للمواطنين وواجبهم وتكليفهم ودورهم مما يحصل وكيف يحصنوا ذواتهم ويحموا بلادهم وانفسهم ! بل أن ماعليها هو تنوع وتغيير الأسلوب والمواقف وإيجاد البدائل والحلول والخطوات التي تكفل انقاذ العراق من قبضة الساسة الفاسدين لا أن ترفع الراية البيضاء وتسلم ذليلة لهم وتسلم مصير العراق بأيديهم !! هذا كله حسب المفروض والمفهوم ولكن مصداق هذه المرجعية لا ينطبق عليها المفهوم لأنها مرجعية الفراغ العلمي والتقلب في المواقف حسب المصلحة الضيقة الدونية لها فتدخلت بالسياسة بجهل وتهربت بجهل وهي أسوأ مرجعية في تاريخ الشيعة كما وصفها المرجع العراقي العربي السيد الصرخي بقوله (أنّ مرجعية السيستاني هي الأسوأ والأسوأ على الشيعة على طول التاريخ الحاضر والماضي والمستقبل، وربما لا يظهر أسوأ منها إلى يوم الدين، وسأبين موقفي من السيستاني من خلالها اصدار بحث تحت عنوان (السيستاني ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد)، وستقرأون وتسمعون العجبَ العُجاب تحقيقاً وتدقيقاً وبالدليل والبرهان، ومن خلال تجربة الثلاثةَ عشر عاماً تيقَّنتم أنّ إيران تلعبُ بالمرجعيات كما تلعبُ بآلات ورُقَع الشطرنج، والخارج عن فلَكِها ومشروعها فليضع في باله أن يكون حاله كحالي، يعيش التطريد والتشريد، فليبحث عن قلوب الشرفاء كي يسكن فيها، ويستمتع بصدقهم وإخلاصهم وحبّهم وإيمانهم وأخلاقِهم… )