23 ديسمبر، 2024 1:35 ص

الخطبة السياسية حسب ما تقتضيه المناسبات والمستجدات ، الأسباب والتكهنات ؟

الخطبة السياسية حسب ما تقتضيه المناسبات والمستجدات ، الأسباب والتكهنات ؟

اختلفت التفسيرات حول اعلان المرجعية العليا بايقاف الخطبة السياسية حسب ما تقتضيه المناسبات والمستجدات في البلاد وانقسم الشارع السياسي العراقي في ابداء آرائه السياسية ، فمنهم من ألقى اللوم على المرجعية مطالبا اياه بالتصدي الحازم للنظام السياسي الفاسد وعدم التخلي عن الشعب بعد ان اظهار ولائه الكبير لها ، وآخرون ربطوا الموضوع بولاية الفقيه ؟ وأما النخب السياسية تسابقت في ابعاد الشبهات عن نفسها ومكوناتها ، مدعية ان عدم تحدث المرجعية بالامور السياسية بخطب الجمعة بانه زعل الأب على أبنائه وليس ما يتردد في رفع يد عن السياسيين !! فيما أعرب آخرون عن اعتقادهم بانه لا يمكن أن نضع اللائمة على اي طرف سياسي اوصل المرجعية الى اتخاذ هذا القرار. ؟!

بالنتيجة لابد من رأي يقربنا الى حقيقة هذا الاعلان وقبل أن نتحدث بالموضع علينا أن الرجوع قليلا بالبحث عن أهم الاسباب التي أدت الى هذا الاعلان ؟ ولابد من التذكير باننا نبقى في دائرة التحليل والتكتهن ولا توجد أي معلومة تؤكد أو تنفي كل هذه التفسيرات ! ولكن دعونا بالبقاء في دائرة المنطق العلمي والتحليلي المنطقي للامور ..

لم تصرح المرجعية العليا في النجف الأشرف بانها تؤمن أو لا تؤمن بولاية الفقيه وهي لا تمارس هذا الدور الا في حدود ضيقة جدا ، وكل مافي الأمر هي تعمل بتكليفها الديني  كما حدث في فتوى الجهاد للامام السيستاني ، واما ابداء آرائها المختلفة فهي مدروسة ودقيقة جدا فهي لا تريد التدخل في الشأن السياسي العراقي الا بعد ان يطلب منها كما حدث في الماضي ؟ لهذا هي حرصت بعدم استقبال السياسيين الا بالمناسبات النادرة ! وهي رسالة واضحة لكل لبيب بان مرجعية الامام السيستاني لجميع العراقيين على اختلاف قومياتهم واديانهم ، ومن يدعي غير ذلك فهو كاذب !! وبالتأكيد تختلف أدوار المرجعية العليا في النجف الأشرف مع دور المرجعية الرشيدة في الجمهورية الاسلامية ، فايران الثورة الاسلامية  تختلف عن عراق بريمر ؟! ولكل دولة ظرفها الخاص ومنطقها الشرعي والوطني ، وبهذا نستطيع أن نرد على المتقولين والمتصيدين لهذه الفكرة ..

من العجيب ان يتحدث بعض المتصدين للعملية السياسية بمنطق العاطفة والزعل !! فهذا لا يتناسب مع دور المرجعية وحجم العراق ! وان تفسيرنا للامور بهذه الطريقة ساذج ولا ينم عن معرفة حقيقية لدور المرجعية الشيعية ؟ خاصة ونحن ندعي بانتمائنا لها ونعمل بتوصياتها !! وان كان كذلك فدعونا نأتي بالأبناء الى بيت المرجعية الغاضبة ليعربوا عن ندمهم وأخطائهم ؟!

 

لقد دأبت مرجعية الامام السيستاني في تقديم النصح والمشورة وحاولت أن انقاذ العراق مرات عديدة انطلاقا من تكليفها الشرعي ولا زالت تحرص على هذا النمط من التعامل وهي تعلم جيد انها تقف على الحياد وان أي موقف منحاز سيجردها عن مواقفها الثابتة ! واما الاعلان عن ايقاف الخطبة السياسية وبشكل مؤقت لا يعني تخليها عن واجبها وتكليفها ، خاصة بعد محاولاتها المتكررة في بث الروح الوطنية في القيادات السياسية الحالية بعد ان ألقت الحجة عليهم لانها تدرك جيدا حجم الأخطار المحدقة بالعراق وضعف حكومة السيد العبادي المرتمية في أحضان الأمريكان وحلفائهم !! لذا حرصت المرجعية ان لا يتم التعامل مع خطب الجمعة باعتبارها توجهات سياسية وهي تصر ان تكون المرجعية بعيدة عن الشؤون السياسية الا في حدود ضيقة !! فهي تحاول الوصول الى اهدافها الاصلاحية من خلال الاستجابة الى نداءات الشعب لتصحيح مسار العملية السياسية بشكل تدريجي ، بعد ان بات العراق على شفا الانهيار الكامل في جميع الامور !! ولهذا ان تحليلي وتفسيري لكلام السيد الصافي في خطبة الجمعة يختلف تماما عن الآخرين خاصة بعدما ربط هذا الايقاف بتطور الأحداث ؟

ان الصور التي أشارت الى نزول ممثل المرجعية الى الشارع قد تعني الكثير وهي لا تخلو من رسائل مهمة ، ويمكن تفسيرها على النحو التالي ، لقد انتهينا من مرحلة النصح لنبدأ مرحلة البناء بسواعد العراقيين جميعا وعلينا التحرك سريعا قبل فوات الأوان وعلينا أن نبدأ باصلاح أنفسنا سريعا قبل أن تتدهور الأمور الى غير رجعة فالإصلاح لا مناص منه

ان مرجعية الامام السيستاني دام ظله الوارف تنأى بنفسها الدخول في الصراعات الجانبية وهي غير معنية من ذلك وستبقى تعمل وفقا للمصلحة العامة وحان الوقت لكنس وتنظيف العملية السياسية باردة شعبية وقد يكون الصمت أبلغ من الكلام ؟ ..