12 أبريل، 2024 8:56 ص
Search
Close this search box.

الخطباء الدينيون الجُدُد تسابق في الاستعراض وتكرار للمكرر

Facebook
Twitter
LinkedIn

يطل علينا شهر رمضان الكريم وتطل مع إطلالته بركاته وهدايته ونوره وتمارس في هذا الشهر الكريم عدة فعاليات دينية من أهمها المحاضرات الدينية طوال ايام الشهر الكريم وكذلك تلاوة القران حيث تكون المحاضرات بمثابة توعية شاملة للفرد المسلم العراقي بشؤون دينه ووضع يده على كل ما يمس حياته وبيان الخلل والممارسات السيئة للشباب والنساء وتوجيه كم هائل من الانتقادات للظواهر الاجتماعية المنحرفة وهذا جيد بحد ذاته إلا أن الذي حصل في السنوات الأخيرة هو انه ارتقى المنبر أشخاص يتضح من خلال متابعتهم أن الكثير من الحركات والتوجهات التي يقومون بها هي بمثابة الاستعراضات الفكرية والنقدية وتكرار المكرر مرارا وتكرارا حيث تجد إن المحاضرة هي كلام مستنسخ ومعاد وهم لا يجيدون أحيانا إلا الصراخ والعويل ودغدغة مشاعر الجمهور المستمتع بنكتة طائفية أو خبر إعجازي او رؤى وأحلام الخطيب ونتيجة للخواء الفكري لبعضهم تجده يعوض عن ذلك بهذه الأساليب ليشد الجمهور في الاستماع له وبذلك لا يقدم الخطباء اليوم قراءة جديدة للفكر الديني تنطلق من معطيات الحاضر ومشاكله حيث إن تشخيص اي مرض يتطلب وضع العلاج له فتجد الخطيب في المحاضرة الواحدة يذكر لك عشرات الظواهر الاجتماعية المنحرفة والسلوكيات غير المرغوبة ولم يقدم لك علاجا واقعيا يساهم في حل ولو نصف المشكلة فمثلا يتحدث عن عزوف الشباب عن المساجد ويذكر أحاديث دينية تحمل طابع الترغيب والترهيب ولم يفكر في أصل المشكلة وسبب نشوئها حيث من هو الذي تسبب في خروج الناس أفواجا من المساجد أليس احد أسباب هجر المساجد والحسينيات هو المصالح الضيقة والفئوية للجهات الدينية التي تعتبر المسجد مكان لرعاية مصالحها وليس مكانا لعبادة الله ويُجمَع الناس في المسجد لتلقي الأوامر وليس للاستماع إلى مشاكلهم كما كان يفعل النبي وأهل البيت,,لذا نحن بحاجة إلى خطباء يحثون الناس على العمل المؤسساتي وتكوين جمعيات خيرية مهمتها علاج المشاكل بدلا من استعراض نفس المشاكل في كل سنة وفي كل رمضان دون إن نشاهد أي تغير ملحوظ يطرأ على واقع المجتمع وسلوكه لذا أصبحت المحاضرات اليوم هي منظومة تكريرية بامتياز لا يقوم أصحابها بأي دور جديد يساهم في رفع الوعي أبدا بقدر ما يقومون بتدجين الناس وربطهم بتاريخ ضبابي دون الحصول على نتيجة واقعية تمس حياتهم الاجتماعية والدينية لا من بعيد ولا من قريب حيث يلاحظ المستمع ان المحاضرات لا تأتي بجديد ولا ترمم ولا تعالج المشاكل لأنها تعتمد على استعراض الكلمات وتكرارها وهذا لا ينتج لنا حلول لان علاج أي مشكلة يتطلب في بداية الأمر دراسة أسبابها وتصنيفها والقيام بعمل ميداني وإحصائي لها ومن ثم وضع علاجا مناسبا ومرنا يتماشى مع التدرج في حل المشاكل دون اعتماد لغة التشخيص فقط ووضع كم هائل من الانتقادات لها وبطبيعة البشر يحب إن يرى نتيجة عملة واشتراكه في العمل الخيري فمثلا في اي مؤسسة في الدول المجاورة أو الغربية أو الأوربية تجد إن المؤسسة الخيرية تعمل على وضع جداول وحسب النسب للمشاكل والمساعدات التي تلقتها وطرق صرفها وعدد الذين شملهم العلاج وكل حسب تبويبه في حين إن الخطباء يحثون الناس على الخمس والزكاة وهو واجب أكيد لكن لا يعرف الناس أين تذهب أموالهم ولم يروا آثارها بعيونهم كل ما عليهم هو دفع الأموال والنتائج على الله ! وهذه الطريقة هي منفرة جدا اليوم مما حدا بأحد المراجع إن يعطي فتوة بحرية صرف الأموال من قبل الشخص فيما يراه مناسبا وبذلك يتم تحفيز  الناس لدفع الأموال بأنفسهم لأنهم يرون نتائجها بأعينهم نعود لنقول إن المحاضرات إذا لم تقدم الإسلام بحلة جديدة وقراءة معاصرة فإنها سوف لن تقوم إلا بتكرار المكرر وهذا ما ثبت لكل من تابع ويتابع الخطباء في العراق حيث لم تساهم الخطابة والوعظ والإرشاد في تغيير سلوك المجتمع ولوا بنسبة ضئيلة لأنها تعتمد على أدوات وقتية واثارات عاطفية دون الاعتماد على سرد المشاكل ووضع حلول واقعية والتحرك ميدانيا لحلها .

[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب