23 ديسمبر، 2024 5:10 ص

الخطاب المرن للحكومة الانبطاحية !

الخطاب المرن للحكومة الانبطاحية !

ألقت ازمة استفتاء اقليم شمال العراق بظلالها على مجمل حياة المواطن العراقي، لتكون هذه الازمة حديث الشارع والتلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي، والدعوات الكبيرة من قطاعات كبيرة لاستخدام العنف لإنهاء الازمة، وادخال القوات العراقية الى أربيل كما طرح ذلك احد نوابغ برلماننا، كون الخطاب العدواني والتصعيد هو الحل من وجهة نظرهم، لنطرد الكورد من العراق لأننا نريد إلغاء استفتاء يهدد وحدة العراق ! .
ردود الأفعال العاطفية والانفعالية تارة، ومحاولة إظهار القوة والوطنية تارة اخرى، بصورة عنيفة وبلغة تهديدية للكورد، ستكون مردوداتها سلبية، كون التهديد سيجعل من المركز ظالماً معتدياً على أقلية مظلومة لا حول لها ولا قوة، لنكون امام مواقف دولية واقليمية لحماية أربيل من تجبر وطغيان بغداد، واغلب هذه الدول تنتظر ذلك بفارغ الصبر حتى من تظهر مساندتها لبغداد وخطابها اكثر تصعيداً من الاخيرة، كون المصالح الاقتصادية لأغلب دول المنطقة موجودة في شمال العراق، وهذا نقطة يجب ان نستخدمها لصالحنا لا ان نجعل منها نقطة ضعف علينا .
نحن لا نريد ان نخسر شعب اقليم شمال العراق، ولا ان نعاقبه او نقوم بتجويعه، لانه شعبنا واجراءاتنا غير موجهة ضده، المرونة في الخطاب والحزم في الإجراءات هو الحل، وهو اهم ما يميز بغداد في ادارتها للازمة الحالية، فخطاب بغداد كما يصفه البعض انبطاحي وغير عدواني ويعتريه الضعف وعدم الحزم، بينما اجراءاتها لحد الان تعبر عن حنكة في ادارة الازمة واستخدام أوراق الضغط ضد الاقليم، السيطرة على المنافذ البرية وغلق المطارات، اضافة الى المطالبة بتسليم أموال بيع النفط العراقي عن طريق الاقليم الموجودة في البنوك العالمية، كلها خطوات كبيرة وجريئة وتعبر عن حنكة في ادارة الازمة من دون استخدام اي تهديد او وعيد، ليكون الخطاب المرن للحكومة الانبطاحية ابرز ما يميز ادارتها الناجحة للازمة الحالية، وليترك دعاة العنف والاقتتال كشواخص في طريق صحراوي مهجور !.