في العالم المتحضر الذي يحترم صحة الانسان ، (ولا أعني به العراق طبعاً) ، يقنن الأطباء ويحذرون من الإفراط في استخدام المضادات الحيوية الــ (Antibiotics) ، لأنهم اكتشفوا مؤخراً أن (البكتيريا) ، ونتيجة لكثرة استخدام المضاد الحيوي ، فإنها تستطيع أن (تعتاد) عليه ، ويمكنها أن (تطوّر) مناعتها ضده .
ولذلك ، فمن المتوقع جداً أن أحد المضادات الحيوية ، وهو الــ (Ampicillin) لم يعد ينفع استعماله (في العراق) ، بسبب كثرة تعاطيه من قبل العراقيين (بمناسبة وبدون مناسبة) ، وظهور أجيال بكتيرية طوّرت مناعتها ضد هذا المضاد .
وعليه ، فلابد من إيجاد مضادات حيوية جديدة لم تعتد عليها البكتيريا .
نفس الشئ ينطبق على الخطاب الديني ، فأغلب الأجيال الجديدة (والأمثلة تضرب ولا تقاس) قد (سئمت) أو اعتادت الخطاب الديني (الكلاسيكي) حد الاشباع والنفور ، وربما امتلكت (شبه مناعة) ضده ، خصوصاً عند المتأثرين بالحضارة والتكنولوجيا ، ولا أعني بهم (القافلين) والإمّعـات ممن تربوا تحت منابر شيوخ (الفتنة) .
وهنا ، على الذين يعرفون قيمة الزمن والتطوّر من (جحاجيح الدين وكهنته) أن يغيروا من خطابهم المستهلك ، وأن يواكبوا روح التطور والحداثة ، وأن يجدوا لأنفسهم خطاباً يستطيع أن يأخذ مكانا في زحمة وضجيج العالم المتسارع .
عليهم أن يتركوا جلجلوتيات (الجهاد والسيف والحور العين والممارسات والطقوس الهشة) التي كانت تؤتي أُكلها مع (البدوي) في الصحراء ، وأن يحولوا (خطاباتهم) إلى سلوك واقعي مجتمعي يفتح شهية المتلقي لقبوله .
ملاحظة .. / الذين يكرهون الدين هم كالذين يعتنقونه بالوراثة .. لن يجدوا فيه شيئاً جديداً