11 أبريل، 2024 10:24 م
Search
Close this search box.

الخطابات السياسية وتنسيق الجهود لمواجه الارهاب

Facebook
Twitter
LinkedIn

ساهم عدم تحقيق السلام العادل, والسياسات غير المتوازنة, في تطور ظاهرة الارهاب في الشرق الاوسط الى حد كبير, وانقالها من مجرد عمليات محدودة لتحقيق اهداف سياسية, او دينية, بل اصبحت ظاهرة دولية تهدد جميع دول العالم, وتجلب الخوف والفزع للأفراد والجماعات .

ونتيجة لأستخدام بعض الجماعات المتطرفة للقوة والعنف, او التهديد او الترويع, لتنفيذ المشروع الاجرامي الذي يهدف الى الاخلال بالنظام العام, وتعريض سلامة المجتمع وامنه للخطر, سواء بإيذاء الافراد, او الاعتداء على ممتلكاتهم واموالهم, او الحاق الضرر بالدولة واعاقة السلطات من تنفيذ مهامها, كما يحصل اليوم في بعض المدن العراقية وهي تشكل نسبة 40% من اراضي البلد اذ هي تحت سيطرة الارهاب الداعشي .

وهذه المدن بعضها كان حاضن للإرهاب, والبعض الاخر دخل الارهاب بصورة سهله لهم, وذلك بسبب ضعف القيادة الامنية وتخاذلها في تلك المناطق, وان هذه المشكلة ليست وليدة اليوم, انما كانت هي مشكلة في جميع المدن العراقية, والدليل على ذلك رغم عدد القوات الامنية والاجهزة الاستخباراتية والمتخصصين في المجال الامني ومجال مكافحة الارهاب, نجد هناك تفجيرات في جميع المدن وذلك بسبب التخاذل المستمر من بعض القيادات الامنية, وتعاون بعضهم مع المجاميع الارهابية.

ان الهدف من ارتكاب الجرائم الارهابية, هو نشر الفزع بين المواطنين, وجلب بيئة خصبة لزعزعة الامن والاستقرار, وهذا ما يتطلب تزويد المواطنين بالحقائق, وتوجيههم الى كيفية التعامل مع الاشاعات الارهابية وتلافي سلبياتها .

وبدلا من ان نصر على انكار جريمة بشعة ذهب ضحيتها ما يقارب (1700) شهيد, وبعد ان انكشف الغطاء للمواطن اصبحوا الساسة في حيرة من امرهم, كيف نستر على هذه الجريمة, وما هي الالية لمنع انتشار مسببات الجريمة ومرتكبيها, وكيفية كان الخذلان والتهاون مع المجاميع الارهابية في قتل هؤلاء المظلومين, ومن وراء كل ذلك.

لذلك نرى مكافحة الارهاب, تتطلب التنسيق بين جهود الاجهزة الامنية في الدولة بصفة عامة, والاجهزة المختصة بمكافحة الارهاب بصفة خاصة هذا من جانب, ومن جانب اخر تهيئة البيئة الامنية والقضاء على الظواهر السلبية التي تدعم الارهاب, من قنوات فضائية او مؤسسات او اي جهة اخرى تمول وتدعم الارهاب.

وفي الوقت ذاته يجب زيادة المناعة الفكرية للأفراد والجماعات, من خلال تنمية الوعي الامني والفكري, وهذا يتطلب تظافر الجهود لأكثر من جهة كوزارة الدفاع, ووزارة الداخلية, والتربية والتعليم العالي, وحقوق الانسان, وكذلك هيئة الاعلام والاتصالات, لأعداد برامج فكرية توعوية للحد من خطر الارهاب, فضلاً عن المؤسسات الخاصة ومنظمات المجتمع المدني .

وكذلك نحتاج الى خطاب سياسي موحد غير متعصب ومتشنج, يهدف الى توحيد البلد في الرؤيا السياسية والامنية, وكذلك بيان موقف السياسيين من مواجه الارهاب بصورة حقيقية, وان لا يلعبون على وجهين, في الصباح خطابات سياسية تدين الارهاب, وفي الليل خطابات تحريضية لتوجيه الجماعات الارهابية في اسقاط الدولة …

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب