على الرغمِ من الإستيعاب والإدراك المسبق لحمّى فورة الغضب التي تنتاب مواطني الموصل وعوائل الضحايا جرّاء ما جرى من أسى , إنّما وخلافاً لما حدث لموكب محافظ الموصل ” نوفل العاكوب ” من هتافاتٍ بالضدّ وتهشيم زجاج مركبته , وهو المسؤول الأول في اهمال والتغافل عن سلامة مواطني المحافظة وسوؤ ادارته لها , لكنّ التعرّض لموكب رئيس الجمهورية السيد برهم صالح بهتافاتٍ مماثلة او مقاربة ومحاصرة موكبه , فأنه خطأٌ جسيمٌ وبالغ وبلا مبرّر , فالرئيس ليس المسؤول الأول في الدولة حسب دستور 2003 , ولا علاقةَ مباشرة او غير مباشرة له بمجزرة العبّارة , وأنّ ما يضاعف من ارتكاب واقتراف هذه الخطيئة بأضعافٍ مجسّمة بحقّ رئيس الجمهورية , هو أنّ رئيس الوزراء السيد عادل عبد المهدي لم يتعرّض لأيٍّ ممّا تعرّض له الرئيس برهم في زيارته للمحافظة يوم الخميس الماضي .! , كما أنّ الأعصاب المتهيجة للبعض في يوم الحادثة ليست بتلك الدرجة من الهيجان لهذا اليوم , فلماذا الإساءة الى الرئيس وما مسوّغها .!
ولماذا ايضاً عدم تقدير موقف حكومة كردستان في الغاء احتفالات عيد نوروز تضامناً مع الكارثة وارواح الضحايا .!
نشير أنّ الرئيس قد طرد محافظ الموصل هذا اليوم إثر حضوره اجتماعاً ضمّ رئيس البرلمان وعدد من النواب ومسؤولي المحافظة.
أشيرُ كذلك بأنْ لا تربطني أيّة علاقة برئيس الجمهورية وبأيٍّ من رؤساء الرئاسات السابقين والحاليين , ولا بكلّ منسبي وساسة العملية السياسية .
وبأشارةٍ أخرى واخيرة , فمهما كانت اسباب ومقتضيات وضرورات الأحتجاج والتظاهر , لكنّها وبالطريقة التي تعرّض لها موكب رئيس الجمهورية فأنها طريقةٌ غير حضاريّة ولا يرتضوها عموم جمهور الموصل .