23 ديسمبر، 2024 3:25 م

الخشية أن يكون العفو العام عن المجرمين والسجن للأبرياء المظلومين 

الخشية أن يكون العفو العام عن المجرمين والسجن للأبرياء المظلومين 

لماذا الخشية من العفو العام في العراق ؟ ولماذا لا يفرح أبناء الشعب بالعفو العام ؟ ببساطة لأن الظروف الموضوعية غير متوفرة في العراق ، والعفو يعطي صلاحيات واسعة للقضاء لإعادة المحاكمة بشأن جرائم الإرهاب وهي الجريمة التي عادة ما توجه لكل المخالفين في التوجه السياسي والفكري والمختلفين بالطائفة ، وهنا مكمن الخطر في ظروف غير مثالية ، فالقضاء ما بين متهم بعدم النزاهة وبين خاضع لتوجهات سياسية وبين خائف لا رأي له يحسبون كل صيحة عليهم ومثل هذا القضاء سوف لن يكون هو المأمن للبريء الذي حُكم غدراً وغيلة وظلماً . وإذا أخذنا بنظر الاعتبار سيطرة الأحزاب والكتل السياسية ونفوذها فهذا يجعلنا نخشى أن يكون العفو من أجل خدمة جهات بعينها وأنه عبارة عن صفقة أو مجموعة صفقات بين هذه الجهات السياسية .
وعندما نضيف إلى ذلك سطوة بعض المحسوبين على الرموز الدينية ممن لا يخشى الله وهمهم الوحيد المال والواجهة وممن لا يمتلك من العلم حظاً فإن ذلك يجعل من العفو أمراً صورياً فيما يخص الناس الأبرياء وخصوصاً أهل الفكر والرأي المخالفين لهؤلاء المتمرجعين .مع الأخذ بعين الاعتبار أيضاُ تلك الجهات والمجاميع المسلحة وأجنداتها وتبعيتها ومدى قوتها من حيث التهديد والوعيد بحيث يخافها القضاء وينفذ لها رغباتها . 
أما إذا تدخلت دول معروفة في تسيير القضاء ضد جهات بعينها فإن ذلك سيعني إفراغ العفو من أهدافه التي قد شُرع لأجلها وسيكون مجرد دعاية فيما يخص المظلومين ويكون فرحة للمجرمين والفاسدين .
ومن الحوادث المهمة التي تعرض فيها العراقيون الأبرياء إلى مظلومية كبيرة هي حادثة كربلاء التي جرت على أيدي مليشيات تابعة لما يسمى بالحضرة المقدسة التابعة للمدعو عبد المهدي الكربلائي بالتنسيق مع مجموعة من القتلة وعلى رأسهم نوري المالكي والتي انتهكت فيها براني سماحة المرجع العراقي السيد الصرخي الحسني في شهر رمضان وقتلت الزوار والطلبة والتي يصفها المرجع الصرخي بقوله (نحن عندما نحكي عن جريمة كربلاء لأنها كاشفة لكل الجرائم ، الآن أنا أتحدث معكم هذا درس هذه محاضرة لا يوجد بيني وبين من واصلني ويأتي إلى ذلك المكان الطاهر ، إلى تلك الروضة من رياض الجنة ، إلا لحضور هذا الدرس ، وحضور هذا البحث ، نتبرك بهم ونتشرف بهم ونطلب الدعاء منهم في ذلك المكان ، نطلب من النفوس الطيبة الطاهرة الزكية النقية التقية التي تحضر الدرس وهو روضة من رياض الجنة . 
فقط لحضور الدرس ، التفت جيدا ، فقط لحضور الدرس ذهب من ذهب وارتقى من ارتقى إلى الرب الأعلى وهنيئاً لهم سبقونا واعتقل من اعتقل ، مئات ، آلاف في السجون بأي ذنب ؟ 
حضر ليسمع الدرس ليسمع البحث ليسمع المحاضرة ليسلم على شخص ليسلم على أستاذ ليسلم على رجل دين ليسلم على من يعتقد بأنه المرجع ليسلم على شخص يريد أن يسمع منه بعنوان أستاذ بعنوان محاضر كما يحضرون عند باقي الروزخونية وباقي الخطباء ، لماذا يوضع هؤلاء في السجن ؟ بأي ذنب ؟ بأي جريرة ؟ ) .وإذا كان لدينا بقية قضاء حر نزيه فعليه أن يستمع بقلبه قبل أذنه إلى أصوات العوائل من أبناء وبنات وزوجات وآباء وأمهات هؤلاء الأبرياء ، وأن يكون للقضاء العراقي بصمة وطنية إنسانية في زمن فقدان الوطنية وضياع الإنسانية ، وأن يمتلك القرار الشجاع في زمن الجبن والإمعات .